من الذى اتخذ قرارسحب السفير المصرى من دمشق- ولماذا لايعود؟

محمود كامل الكومى |

يبدو أننا أصبحنا لاندرى من يصنع القرار المصرى الآن وبعد ثورة 25 يناير 2011 – فقبلها لم يكن يضنينا البحث -فكان معروفا ان المخابرات الامريكية ومعها الموساد تُملى على عصابة تمسك بتلابيب الحكم يتزعمها مبارك اتخاذ القرارات التى تؤدى الى تفكيك اواصر الدولة المصرية ,وضرب اى اتجاة يؤدى الى توثيق عرى التعاون الشعبى العربى تمهيدا لاى عمل وحدوى ,وكان ذلك تاكيدا لترسيخ الوجود الصهيونى فى المنطقة بل وتمددة- تنفيذا لاتفاق الصلح بين بيجين والسادات وصارت عصابة مبارك على نهج كامب ديقيد تنفذ ذلك مع حكام الخليج ,خاصة السعودية وقطر والأمارات-(تمهيدا لاقامة الشرق الاوسط الكبير) –اما بعد 25 يناير 2011فان صناعة القرار المصرى غير واضحة خاصة فى الامور التى تؤثر على مصير الامة.

فقد كانت سياسة صانع القرار المصرى ايام الازمة الليبية – محايدة أنتظارا لما تسفر عنة الاحداث , رغم أن تدخل الناتو على حدود مصر الغربية فيه تهديد للامن القومى المصرى – اما قرار سحب السفير المصرى من دمشق وقد عاصر تلك الفترة فيستشف منه أنه تجسيد لعمالة مبارك قبل 25 يناير- خاصة اذا ماعلمنا – ان من سحب السفير المصرى من سوريا لم يجرؤ على سحب السفير المصرى من تل ابيب حين قامت اسرائيل بقتل بعض من أفراد الامن المصرى فى سيناء فى وقت معاصر – كما وان ما يحدث فى سوريا الآن (وقت سحب السفير) ليس ثورة وانما هو حربا كونية لتدمير سورية وجيشها العربى ,وان اسرائيل بتمويل قطرى سعودى تمد مايسمى بجيش سوريا الحر بالسلاح لقتل الجيش السورى- وان تركيا تساعد مايسمى بالمجلس الوطنى السورى – تعضيدا لدورها الاقليمى بالمنطقة – على حساب الدور المصرى – وفى الوقت نفسة تنفيذا لسياسةحلف الناتو التى هى عضو فيه – كل ذلك يؤكد انه لاتوجد مبررات لسحب السفير المصرى من دمشق

بل فى سحب السفير المصرى من دمشق أهانة لمصر وشعبها , وتدنى لدورها وخنوع, لأرادات دول اقليمية وأستعمارية .

ويبقى السؤال ماهى القوى التى تجسد كامب ديفيد (عمالة السادات – مبارك )الأن- والتى اتخذت القرار بسحب السفير المصرى من دمشق؟ هل هو المجلس العسكرى ؟ ام الوزارة ممثلة فى الخارجية ؟ ام الاخوان المسلمين الذين كانوا يمسكون بتلابيب الحكم ؟

لااحد يعرف على وجة اليقين وهذا هو الخلاف الوحيد عن نظام مبارك السافر –لكن كل المؤشرات والدلائل تصب فى اتجاة الاخوان بانها القوى التى دفعت الى اصدار القرار بسحب السفير المصرى من دمشق.

لكن يبقى التساؤل بعد أن تم أنتهى نظام الأخوان فى مصر , وصعود الرئيس السيسى الى سدة الحكم , لماذا تمسكه بقرار الأخوان بسحب السفير المصرى من دمشق , و لماذا لم يصدر قرارا بعودة السفير الى دمشق ؟ خاصة بعد الأنتصارات الرائغة التى حققها الجيش العربى السورى على الأرهاب وقوى الظلام التى ارادت أن اغيب سوريا فى حلكته .

“اليس ذلك ما يثير الدهشة والأستغراب !!!!

وتبقى القوى الخارجية التى تستغل الازمة الاقتصادية المصرية لتفرض على صانع القرار المصرى رؤيتها واتجاهها وتتمثل فى الولايات التحدة واسرائيل – التى ترى فى سقوط سورية وتفكيك جيشها العربى نهاية الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب اللة- وقوى الممانعة لاسرائيل

وعلى ضوء هذا التحليل نستنتج ان القرارالمصرى بسحب سفير مصر من دمشق هو تجسيد حى لنظام كامب ديفيد (السادات – مبارك )العميل لامريكا واسرائيل – وانة لم يكن وليد لارادة حرة وواعية ومستقلة عند اصدارة ممن اصدرة – ولايعبر عن الارادة الثورية للشعب المصرى ويؤكد ان ثورة 25 يناير لم تحقق اهدافها الى الان- وان هذا القرار قد صب الزيت على النار المشتعلة على سوريا – كما ان هذا القرار يصب فى مصلحة العدو الصهيونى وهو خطوة على الطريق لتنفيذ ما ترمى اليه حكومتى قطر والسعودية ( على رغم من أدعاء الصراع بينهما ) بايعاز من- الامبريالية والصهيونية اعدء الوحدة العربية.

وهذ الموقف المزرى لصانع القرار المصرى – يجعلنا نترحم على الزعيم جمال عبد الناصر ودور مصر الوطنى والقومى والعروبى خاصة تجاه سوريا ( الأقليم الجنوبى) للجمهورية العربية المتحدة التى وهبها حبه وقلبه ,وقيادتة لدول العالم الثالث ضد الاستعمار والصهيونية العالمية والرجعية العربية.

كاتب ومحامى – مصرى

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023