أبعاد حرب ما بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية المسيرة!… بقلم جهاد أيوب 

أبعاد حرب ما بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية المسيرة!… بقلم جهاد أيوب 

ما أن أسقطت المقاومة في لبنان الطائرة الإسرائيلية المسيرة والتي دخلت لدقائق الأجواء اللبنانية حتى سارع حزب الله بالإعلان عن سقوطها فجراً، ولو لم يعلن الحزب ذلك لإختبأت إسرائيل خلف الحدث، وطنشت الإعلان عن سقوط طائرة التجسس من أجل الحفاظ على ما تبقى ل نتنياهو من ماء الوجه الانتخابي!

اعتراف إسرائيل السريع ليس بسبب الانتخابات فقط، والتي دخل فيها حزب الله بمزاجية عالية، بل خوفاً من الفضيحة التي قد يكشفها الحزب إذا لم تعترف، فالطائرة متطورة فيها مخزون من المعلومات والأهداف مهما قللت إسرائيل في بيان الاعتراف، وهنا ارتكبت خطأ قد تكشف عنه قيادة المقاومة في القريب العاجل.

في الشارع الإسرائيلي يطرح سؤال واحد، وهو كيف سقطت الطائرة، وبماذا سيعلق نتنياهو، خاصة انه لم تكشف المقاومة عن كيفية إسقاط طائرة التجسس، ولم يشر بيانها إذا أصيبت بسلاح نوعي جوي تمتلكه المقاومة، أو نتيجة تفوق الكتروني، وفي مكان سقوطها لم يعثر على حريق أو قطع منها؟!

أقل من خمس دقائق من دخول الطائرة الإسرائيلية المسيرة الأجواء اللبنانية تم إسقاطها مما يعني أن المقاومة جاهزة، ومعادلة الردع اختلفت، وهذا إرباك آخر لإسرائيل، وتهميش لألسن بعض ساسة الداخل اللبناني!

من هذا الرد الذي جاء من قبل المقاومة كتنفيذ لما قاله ووعد به السيد حسن نصر الله يرسم خطوط جديدة في فرض طريقة الاشتباك مع العدو الصعيوني ولبنان، ومن البديهي أن كسر المعادلات وتثبيتها من قبل المقاومة أولد ما يلي:

– ثبت لبنان حق الرد الردعي من خلال المقاومة بعد ان حاولت إسرائيل تغيير اسلوب الردع لمصالح انتخابية قد تطول، لكنها اخفقت بسبب سرعة الرد، وتحكم المقاومة بالرد!

– فرض قواعد اشتباكات جديدة حددتها المقاومة.

– مصداقية قادة العدو في إسرائيل أصبحت خيالية، وغابت الثقة بين الشارع وأهل القرار، بينما المقاومة حددت، ونفذت حينما توفر الهدف، وردت، وتركت للعدو الخوف، والتهديد، و الاختباء!

– وعد السيد حسن نصرالله وصدق في التنفيذ، ورسم معادلة جديدة في الصراع من خلال الغاء أي خطوط وحدود أمام رد المقاومة، بينما في إسرائيل تكاذب، وتشويه الحقائق خلال مخاطبة شوارعها، وردها كان محدوداُ!

– إسرائيل ليست كما السابق، والمقاومة في لبنان افقدتها عناصر قوتها الانسيابية التي كانت تقتل وتغتال وتقصف في كل مكان، وكما تشاء، واليوم المقاومة أدخلت معادلة الحرب الجوية، وبأنها تمتلك أسلحة جو!

– نتنياهو غير قادر على إدارة الحكم، وهو الخاسر الأول، وموقفه ضعيف، ومن أجل تلميع حضوره كزعيم صهيوني، ومن أجل صورته الانتخابية قد يقوم بحماقات عدوانية، ويوسع من دائرة توهانه بعمل قد يضع إسرائيل بمواجهة مباشرة مع المقاومة اللبنانية وفي غزة.

إن سقوط طائرة صهيونية مسيرة لا يعني أن إسرائيل ستوقف تجسسها، لا بل ستستمر في جمع المعلومات عبر طائراتها المسيرة، وقد يتبرع من هم يمتلكون أصوات النشاذ في الداخل اللبناني بالتبرع كعهودهم السابقة بذلك، وفي المقابل أحمق من يعتقد أن المقاومة ستكتفي بهذا الانجاز، ورغم أهميته إلا أن قادة المقاومة تخطوه بسرعة إلى خطوات أكثر أهمية، وأكثر إلاماً على الصهاينة!

من الواضح حرب مختلفة وقعت بين إسرائيل والمقاومة أو رجال يمسكون بالعاصفة، والأحمق من يغامر بتصرف يشعل الحرب، وهذه المرة إن وقعت ستكشف عورات إسرائيل رغم ما ستسببه من دمار، ونتنياهو يعيش اليوم مرحلة الحماقة!

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023