أذرع إرهابية تحت ستار «الدين»!…بقلم أحمد صوان 

أذرع إرهابية تحت ستار «الدين»!…بقلم أحمد صوان 

من جديد، نجد أن الأوضاع في المنطقة أمام ثنائية تركية- مغربية تدفع باتجاه التطبيع أكثر فأكثر مع الكيان الصهيوني، والقاسم المشترك الموحد بين الثنائية هذه سيطرة كل من حزب “العدالة والتنمية” في البلدين، وهو التسمية غير الخافية على أحد لتنظيم «الإخوان المسلمين» على اعتبار أن رئيس النظام التركي رجب أردوغان يعد الأب الروحي “للإخوان” على المستوى العالمي للتنظيم، حيث يقول إن «بلاده ترغب في إقامة علاقات أفضل مع إسرائيل» بعد تنشيط المحادثات بين الجانبين على المستوى الاستخباراتي، ومن ثم فإن ذلك يكشف عن الدور الذي بات يضطلع به حزب “العدالة والتنمية” في المغرب والذي يرأس أمينه العام سعد الدين العثماني الحكومة المغربية، وهو من قام بالتوقيع على اتفاقيات التبادل الدبلوماسي وعلى الإعلان المشترك مع الولايات المتحدة والاتفاقيات الثنائية بين المغرب و”إسرائيل”.

لقد سقطت كل الأقنعة وبشكل علني هذه المرة عما يريده «الإخوان المسلمين» من دور أقل ما يقال فيه أنه خيانة موصوفة وطعنة في الظهر للقضية الفلسطينية بعلاقات علنية ومتطورة مع الكيان الصهيوني، وذلك في إطار العمل على اختراق المجتمعات العربية باسم الإسلام وتشويه تعاليمه السمحة، والإسلام من هؤلاء براء، فهم يتاجرون بالدين، ولا يخفون مقاصدهم بما تربطهم من علاقات متبادلة مع الكيان الصهيوني.

وليس خافياً على أحد حين أرسل الرئيس «الإخونجي» محمد مرسي رسالة لشمعون بيريز بدأها بعبارة «عزيزي وصديقي العظيم بيريز»!..

ومن جديد أيضاً يطلب أو لنقل ينشد أردوغان كسب ود “إسرائيل” وأميركا ليس فقط في نفاق مكشوف على الشعب التركي، إنما أيضاً على حساب التضامن والتعاون الإسلامي بفتح الأبواب وعلى أكثر من صعيد ومستوى للعدو الصهيوني، وفق مقولة أعلن عنها مستشار أردوغان للشؤون الخارجية مسعود حقي جاشين هي «إذا خطت إسرائيل خطوة فقد تتخذ تركيا خطوتين»، وهذا ما بدأت الوقائع والمعطيات تشير إليه من أن “إسرائيل” تتصدر قائمة الدول العشر الأوائل في الصادرات التركية وأن حجم التبادل التجاري يفوق 4.5 مليارات دولار أميركي.

ولا شك أن الصمت على كل هذه الخفايا التي بدأت تتكشف لم يعد ممكناً، لأن الثلاثي: تركيا والمغرب والكيان الصهيوني وبرعاية أميركية قد أدخلوا المنطقة في مجهول وفي تهديد دائم، أقل ما يقال عنه أنه توظيف مدمر للدين، وهو ما سيكون له تأثيرات خطيرة وتداعيات جسيمة على الأمن الإقليمي سواء على المستوى العربي أو المستويين الإفريقي والآسيوي، الأمر الذي يتطلب الحذر الشديد من سياسة الخداع والنفاق، والتي تتخذ من الدين ستاراً لها، عبر أداة «الإخوان المسلمين» بافتضاح خيانتهم للقضية الفلسطينية، واستغلال الدين سياسياً لخدمة أهدافهم في تفجير الأوضاع لصالح الفوضى ونشر الفتنة وفق أجندات أميركية وإسرائيلية، كأذرع إرهابية لتحقيق الأطماع الاستعمارية والصهيونية في المنطقة والعالم.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023