أمريكا الخاسر الأكبر أمام إيران…بقلم: محمد عبد الله

أمريكا الخاسر الأكبر أمام إيران…بقلم: محمد عبد الله

منذ أن تفجرت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الامام الراحل السيد روح الله الخميني وامريكا بمختلف إداراتها تسعى لحصار إيران والتضييق عليها بعد أن ايقنت بعدم إمكانية احتواء الثورة الإسلامية التي كانت الرؤية واضحة جدا عندها وهي أن أمريكا رأس الاستكبار العالمي ولن تحقق الشعوب حريتها واستقلالها مادامت تخضع لامريكا وترضخ لضغوطها، وأنه لا سبيل لتحقيق الكرامة والعزة لشعب يقبل الاملاءات الأمريكية، لذا نظرت واشنطن الى القيادة الجديدة في طهران باعتبارها عدوا استراتيجيا فهي لا ترضخ للابتزاز ولا تخضع للتهديد ولا يمكن ترويضها أو خداعها، وقد جاءت القرارات الأمريكية المتعاقبة بهدف هزيمة الثورة الإسلامية وانكفائها في الداخل وعدم توسيع دائرة نفوذها وانتشارها فكانت الحرب التي شنها صدام حسين مدعوما بقوى إقليمية ودولية وصاحبتها وسبقتها هجمات داخلية منظمة واغتيالات للقادة والرموز إضافة إلى مختلف صور التآمر ومحاولات الاسقاط التي فشلت جميعها وخرجت إيران بعد أربعة عقود من تفجر ثورتها أصلب عودا واكثر صمودا وهي التي تقدمت في كل مجال بلا استثناء وحجزت مكانها بين الكبار وتقدمت على الكثيرين في مجالات عديدة، كما أنها أفشلت كل المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة وأصبحت إيران رقما صعبا لا يمكن تجاوزه ونجحت رغم التحشيد ضدها والتآمر عليها وصولا إلى محاربتها سواء في العراق وسوريا أو حتى تسريب العملاء الى الداخل وشنهم هجمات وارتكاب تفجيرات عدة إضافة إلى الخروج الأمريكي عن الاتفاق النووي وتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران وصولا إلى القرار الأخير بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية وما يترتب على هذا القرار، كل هذه الإجراءات الأمريكية والتآمر على إيران لم يفلح في كسر إرادتها ولا تحويلها عن وجهتها باعتبارها رأس الرمح في محور المقاومة، والان وقد اتخذت واشنطن هذا القرار فإنها قد أكملت المراحل التي هددت بها وهذا لن يسقط نظام الحكم في إيران بل سيزيد من التفاف القاعدة حول القيادة ويقوي عند الإيرانيين توجههم للصمود والمزيد من التماسك ومواجهة اي خطر محتمل يهدد بلدهم وثورتهم وهذا ما يجعل امريكا هي الخاسر الأكبر أمام إيران حتى في ملف تصنيف الحرس الثوري كارهابي رغم الزخم الكبير الذي تحاول امريكا وحلفاؤها في المنطقة صناعته وابراز الحدث كخطوة تسهم بشكل مباشر في تقييد إيران وتحجيم دورها في المنطقة وهذه فرضية واضحة البطلان .

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023