أمريكا وأوكرانيا “إسرائيل الأوروبية”…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

أمريكا وأوكرانيا “إسرائيل الأوروبية”…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

. أمريكا لا تريد أوروبا موحدة اللهم الا في مواجهة روسيا والصين.

. أمريكا لا تريد أوروبا قوية اقتصاديا لان القوة الاقتصادية قد تسفر بالضرورة الى تشكل قوة سياسية فاعلة ووازنة ترى فيها الولايات المتحدة تهديدا لهيمنتها وسطوتها وقيادتها لما يسمى بالعالم الغربي.

. أمريكا تسعى الى عسكرة الاقتصاد لان في هذا استنزاف للخزينة الأوروبية لصالح التصنيع العسكري الأمريكي وترى في هذا سبيلا للخروج من الازمة التي يعاني منها النظام الرأسمالي العالمي الى جانب تصدير ازماتها الداخلية.

. أمريكا تريد الإبقاء على حلف الناتو باعتباره القوة العسكرية الضاربة لتحقيق مصالحها الاستراتيجية الكونية والإبقاء على الدول الأوروبية وأستراليا وكندا وغيرها تحت مظلة هذا الحلف العدواني.

. أمريكا تريد القتال في أوكرانيا لآخر جندي اوكراني وآخر مرتزق يتم تجنيده عبر مكاتب بلاك ووتر وآخر إرهابي من اللذين يرسلون من الشمال السوري وغيرها من المناطق.

. أمريكا لا تريد لأوروبا الاعتماد على الغاز والنفط الروسي. أولا لان العلاقات الاقتصادية ستؤدي بالضرورة الى علاقات سياسية قائمة على التعاون او في حدها الأدنى ليست علاقات عدائية وهذا يعني خروج ولو جزئيا من تحت المظلة الامريكية.

. أمريكا لها مصلحة كبرى في تدمير الاقتصاد الأوروبي للإبقاء على سيطرتها باعتبار مبدأ “أمريكا أولا” وليذهب البقية الى الجحيم سواء الأعداء او الأصدقاء او حتى الحلفاء.

. أمريكا فرضت على الدول الأوروبية دخول العديد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي بعد انهياره وتحمل الأعباء الاقتصادية والاجتماعية لهذا الدخول وذلك لغرض استخدام أراضيها ومواقعها الاستراتيجية للإحاطة بالاتحاد الروسي ومحاولة خنقه وخاصة بعد فشلها في خلق وتشكيل روسيا سياسيا واقتصادية واجتماعيا وثقافيا بالمقاسات الامريكية والغربية بعد الانهيار المدوي للاتحاد السوفياتي في بداية تسعينات القرن الماضي.

. أمريكا سعت وما زالت تسعى ان تكون أوكرانيا “إسرائيل الأوروبية” ككيان متقدم للإمبريالية العالمية لمجابهة الاتحاد الروسي ومحاصرته وتوجيه ضربة قاضية حين تحين الفرصة لذلك وهذا واضح من رغبتها ان تكون اوكرانيا دولة نووية وتمتلك الكم الهائل من الأسلحة البيولوجية التي لا تستطيع الولايات المتحدة تصنيعها على أراضيها.

أمريكا والى جانبها دول حلف الناتو التابعة للبيت الأبيض يصرحون ليلا ونهارا انهم غير معنيين “بالتدخل المباشر” وارسال وحدات قتالية الى أوكرانيا او فرض حظر جوي فوق أوكرانيا لان هذا يعني الحرب مع روسيا. هذا العهر السياسي يشبه من يحاول تغطية وجهه بأصبعه. ماذا يعني ارسال كل هذه الأسلحة المتطورة الى الجيش الاوكراني من صواريخ ومضادات للدبابات وللطائرات بالألاف من امريكا وبريطانيا وألمانيا؟ وماذا يعني صرف 10 مليارات دولار “كمساعدة” لاوكرانيا ؟ وماذا يعني الضغط على بولندا وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة بإرسال طائرات ومنظومات س-300 للدفاعات الجوية الروسية وتقديمها الى الجيش الاوكراني؟ لا شك ان الكيان الصهيوني غاضب من دخول “ضرة” له على الخط.

 وماذا يعني تصريح المخابرات الامريكية انها دربت وعلى مدى سنوات عناصر من الجيش الاوكراني الذي ضم اليه وحدات نازية داخل معسكرات في أمريكا على أسلحة متطورة واستراتيجية؟ وماذا يعني تصريح الأجهزة البريطانية ان الجيش البريطاني كان يقوم بتدريب عناصر من الجيش الاوكراني سرا منذ أربعة سنوات ولماذا هذه السرية ان لم تكن تهدف الى التحضير لعدوان ما؟

هذا بعض مما تريده أمريكا.

أما بقية الدول الغربية الأوروبية وغيرها فليس لها سيادة بالمعنى الحقيقي السيادة فهي تسير بالركب الامريكي حتى وإن كان هذا السير ضد مصالحها وضد السلم العالمي والاجتماعي الداخلي وإعطائها فرصة ثمينة للحركات القومية المتطرفة بما فيها النازية والفاشية في دولها لتوسيع تأثيرها في الحياة السياسية في بلدانها.

كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023