أمريكا والعالم…..من قال ان ممارسة أمريكا للعبودية قد انتهى؟…الدكتور بهيج سكاكيني

أمريكا والعالم…..من قال ان ممارسة أمريكا للعبودية قد انتهى؟…الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

الاستقطاب الحال الان على الساحة العالمية والذي لم يشهد له العالم مثيلا حتى في فترة الحرب العالمية الثانية وعلى امتدا ما سمي بالحرب الباردة يعود في جوهره الى محاولة أمريكا للسيطرة والهيمنة التامة الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية، والسياسية، والتجارية، والثقافية. وفي هذا الإطار والمعنى تحاول ان تضم كافة الدول الى جانبها في الموقف ضد روسيا ومحاربتها عبى جميع الأصعدة وهي تستخدم سياسة العصا لكل من حاول او يحاول التملص من هذا الموقف العدائي او يرفض بشكل واضح هذه السياسة العدوانية وتصرف الإدارة الامريكية ومواقفها كأنها قدر الاهي إذا ما صح التعبير. الولايات المتحدة لم تترك اية دولة في العالم او الكيانات التي لا تملك اية ارض او سيادة او حتى سلطة بلدية كما هو الحال مع “السلطة” الفلسطينية الا وهددتها بأقسى العقوبات إذا لم تتخذ الموقف الذي حددته لها ادارتها وقاطن البيت الأبيض الزهايمري الذي لا يستطيع التمييز بين زوجته ونائبته التي وصفها بأنها سيدة أمريكا الأولى او الاوكرانيين من الإيرانيين.

ولم تسلم اية مؤسسة او منظمة دولية سواء التابعة للأمم المتحدة او “المستقلة” من هذه السياسة ولولا الفيتو الصيني لقامت أكبر دولة مجرمة في التاريخ المعاصر بطرد روسيا من مجلس الامن ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ما نراه اليوم وكنتيجة مباشرة لهذه السياسة العدوانية والغطرسة الامريكية وتعطشها للسيطرة على العالم هو استقطاب لم يشهد له العالم مثيلا وبتنا ربما على اعتاب حرب نووية كما تبشرنا بعض وسائل الاعلام الامريكية المرتبطة عضويا بالدولة العميقة وخاصة مع المجمع الصناعي العسكري الأمريكي. حملات مسعورة ومفبركات اعلاميه لا تهدأ تمثل الصحافة ووسائل الاعلام الامريكية راس حربتها ويتبعها كل الصحافة الغربية ولعدم وجود صحافة بديلة اما لضعف الإمكانيات او لحجبها كلية من الوصول الى الناس استطاعت وسائل الاعلام المضللة والمبرمجة الى كي وعي اغلبية الراي العام العالمي يا للأسف. ولن تظهر الكثير من الحقائق الا بعد مرور سنوات كما حدث على سبيل المثال لا الحصر عندما غزت الولايات المتحدة العراق وقامت بتدميرها بالكامل تحت الحجة التي تم طبخها في أجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية معا.

أمريكا على استعداد ان تقاتل في اوكرانيا حتى آخر جندي أوكرانيا او مرتزق تم تجنيده للقتال في تلك الساحة. وهي على استعداد ان تعمل على تهجير كل سكان أوكرانيا في القطاع الغربي وإجبار دول الاتحاد الأوروبي على احتضانهم دون ان تقوم هي بأخذ اعداد من هؤلاء المهجرين او اللاجئين. وهي على استعداد لتدمير الاقتصاد الأوروبي حتى لا تقوم له قائمة يمكنها من منافسة الاقتصاد الأمريكي. وهي على استعداد ان تجعل الشعوب الفقيرة في العالم ان تتضور جوعا من الغلاء الفاحش غير المسبوق نتيجة سياساتها العدوانية والسعي لعدم تحقيق أي سلام في اوكرانيا من خلال المفاوضات. وهي على استعداد لأرسال مزيد من الأسلحة للإبقاء على حالة الحرب الدائرة في أوكرانيا والعمل على إطالتها وحث لا بل وإصدار الأوامر لهذه الدولة الأوروبية او تلك على ارسال مزيد من الأسلحة والمدربين وضباط لإدارة المعارك هناك.

 وباختصار أمريكا تضع نفسها ومصالحها أولا وأخيرا “أمريكا أولا ” وليذهب العالم بأجمعه الحليف والصديق والادوات الى الجحيم ففي نهاية المطاف لا فارق بينهم الا بالدرجة والانحناء امام الاملاءات الامريكية تبعا لإمكانياتهم. ومن لا يستطيع ان يرسل السلاح والمقاتلين على سبيل المثال عليه النباح ليلا ونهارا ضد روسيا وضد الصين والا فان مصيره سيكون مثل رئيس الوزراء الباكستاني الذي رفض ان يكون عبدا للبيت الأبيض كما قال.

كاتب فلسطيني

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023