أوقفوا هذا النفاق والعهر السياسي بامتياز…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

أوقفوا هذا النفاق والعهر السياسي بامتياز…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

في الاجتماع “التشاوري للجامعة العربية” الأخير الذي عقد في لبنان والذي تغيب عنه العديد من وزراء الخارجية العرب بحجة ان لبنان لم يقم بدوره في الإصلاحات المطلوبة التي كانت أحد شروط عودة العلاقات الخليجية مع لبنان وتقديم الدعم المادي له. ولا يخفى على أحد ان الدور الذي تتأمله السعودية على سبيل المثال هو التصدي لحزب الله والوقوف ضد مشاركته في الحكومة اللبنانية والمطالبة بنزع أسلحته. ومن الواضح انه لا شيء من هذا القبيل من الممكن لأية حكومة لبنانية ان تقوم بفعله ربما لسببين اساسيين أولهما هي التركيبة الطائفية والمذهبية التي تميز النظام السياسي القائم في لبنان ومنذ زمن الاستعمار الفرنسي. وثانيا ان الحزب له قاعدة شعبية كبيرة اهلته وتؤهله في الانتخابات التشريعية الى الوصول وبحجم وازن وفاعل في مجلس النواب وبالتالي لا يمكن شطبه باي حال من الأحوال عن المشهد السياسي اللبناني. الى هذا يضاف القدرات والامكانيات العسكرية للحزب الذي استخدمها لتحرير الأراضي في جنوب لبنان وانه ما زال يشكل شوكة فعلية في حلق كل المتآمرين عليه داخليا الى جانب العدو الصهيوني الذي يحسب له ألف حساب.

وبالتالي كل ما قيل من كلام دبلوماسي للصحافة وتصريحات الأمين العام “للجامعة العربية” حول تأكيد الدعم لبنان والتضامن “العربي” معه ما هو الا كلام هراء ونفاق وعهر سياسي بامتياز. ولم يعد خافيا على أحد عشرات او مئات الملايين التي انفقتها السعودية في محاولة لشراء الأصوات والذمم في الانتخابات النيابية الأخيرة ولغة التهديد والوعيد للناخب اللبناني على امل ان لا يحقق حزب الله نتائج مرموقة في الانتخابات. فشلت هذه المحاولات السعودية الامريكية وخابت آمالهم. والغريب ان تقوم دولة مثل الكويت المعروفة سابقا وعلى مدى عقود بدورها المعتدل والمتزن والحكيم نسبيا إذا ما قورنت بالسعودية على سبيل المثال ان تقوم بطلب لبنان وفي هذا الوقت بتسديد القروض التي قدمتها للدولة اللبنانية. وهي أي الكويت على علم تام بالضائقة الاقتصادية التي تعانيها الدولة اللبنانية وتعلم جيدا انها ضائقة مفتعلة من قبل الولايات المتحدة وادواتها في المنطقة تستخدم للضغط على الدولة اللبنانية للسير في ركب التطبيع مع الكيان الصهيوني والوقوف ضد محور المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية وخاصة فيما يخص بموضوع اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة.

الاجتماع التشاوري لم يكن لدعم لبنان والوقوف بجانبه والتصدي لمن هم المتسببين وراء ضائقته الاقتصادية المتفاقمة وإفقار شعبه او الوقوف معه ضد التسلط الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني فيما يخص حقوقه في آبار النفط والغاز بل جاء لممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية عليه لأسباب لم تعد خافية على أحد فأوقفوا هذا النفاق والعهر السياسي التذي تتقنوه بامتياز.

كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023