أين العرب من حقوق الانسان؟

أين العرب من حقوق الانسان؟

“لكل فرد حق التمتع بنظام اجتماعي ودولي يمكن أن تتحقق في ظله الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان تحققا تاما” المادة 28 من الإعلان العالمي عن حقوق الانسان

يعاني وضع حقوق الانسان في الوطن العربي أزمة عميقة وسوء تفاهم تاريخي ومغالطات إعلامية كبيرة والآية على ذلك أن الأفراد لا يحترمون مدونة حقوق الانسان ضمن تعاملهم مع بعضمه البعض في مستوى أول وأن الأنظمة السياسية العربية معادية من حيث طبيعتها القمعية وتوظيفها لأجهزتها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية معادية للمجتمعات ومصادرة بالضرورة للحقوق الأساسية للمجموعات في مستوى ثان وأن النظام العالمي والدول المهيمنة على الكوكب تتعامل مع بعضها فقط بمنطق احترام حقوق الانسان وتكيل بمكيالين مع الشعوب المغلوبة والأمم التابعة وتتناسى المبادئ الكونية التي ذكرها اعلان 10 ديسمبر 1948.

صحيح أن الدساتير تتضمن بعض النصوص القانونية التي تتبنى بعض الحقوق المرتبطة بالناس والشعوب والأقليات بصفة عامة وصحيح أيضا أن الكثير من الدول العربية سمحت بتكوين هيئات ولجان ومنظمات تدافع على الحريات الفردية وحقوق الأقليات ولكنها مجرد هياكل صورية مجالس نخبوية ومجال للارتزاق.

لقد زاد معول التقسيم والتشذرم في العالم العربي والإسلامي وظهرت دويلات هنا وهناك وفقدت الأنظمة قدرتها الردعية في الدفاع عن سيادتها وأضاعت الشعوب الوعي بأهمية الانعتاق والتحرر من الأنظمة المتسلطة والمستبدة والشمولية وحادت عن النضال من أجل الاستقلال عن الكولونيالية والصهيونية وتناست الحقوق التاريخية للعرب في فلسطين وخاصة حق العودة الى الوطن الأم واسترجاع الأرض المصادرة.

“حقوق الإنسان، الحقوق التي تنتمي إلى فرد أو مجموعة من الأفراد لمجرد كونهم بشر، أو كنتيجة لضعف الإنسان المتأصل، أو لأنها ضرورية لإمكانية وجود مجتمع عادل. بغض النظر عن مبرراتها النظرية، تشير حقوق الإنسان إلى سلسلة متصلة واسعة من القيم أو القدرات التي يعتقد أنها تعزز الفاعلية البشرية أو تحمي المصالح البشرية ويُعلن أنها ذات طابع عالمي، بمعنى ما يُطالب بها جميع البشر في الحاضر والمستقبل”.

ماهو مطلوب من الجماهير العربية هو الاستفاقة واليقظة واسترجاع الحلم واحياء المطالب التاريخية بالوحدة والكرامة والسيادة والانخراط في ثورة حقوقية حضارية تستنهض الهمم وتشحذ العزائم وتراهن الشبيبة الأبية وتشتبك مع الواقع الكولونيالي المر وتدفع نحو توسيع دائرة الأمل في النهوض والقيام واستعادة زمام المبادرة وتشرك في ذلك كل القوى الاجتماعية والأهلية التي تتقاسم معها الهموم والتطلعات وتؤمن بالتغيير الجذري. فمتى يعود العرب الى الرشاد المقاوم ويوقفوا قطار التطبيع نهائيا ويعيد الكلمة للجماهير الثائرة على اليأس؟

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023