إدلب هي العنوان…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

ما يدور في إدلب وخاصة الان هو حرب عالمية مصغرة بكل إمتياز، تتصارع فيه الحرب على الارهاب العالمي من قبل الجيش العربي السوري المقدام وبدعم من قبل القوات الرديفة والحليفة والقوات الروسية لتطهير الاراضي السورية من رجس الارهاب ومشغليه الاقليميين والدوليين. هذا الارهاب الذي جمعت أطرافه وعناصره من أكثر من 80 دولة بحسب الاستخبارات الاجنبية الغربية وتم تدريب عناصره وتوفي كل المستلزمات المادية والعسكرية في سبيل إسقط الدولة السورية والحاقها من ضمن الدول التي تدور في الفلك الامريكي على وجه التحديد لتصبح اداة من ادوات الاستراتيجية الامريكية في المنطقة.

وهي أيضا تعبير للصراع القائم والاستقطاب السياسي في المنطقة وهذا هو البعد الثاني لهذه المعارك الطاحنة والوجودية في الشمال السوري وخاصة في إدلب فالتركي العثماني يريد ان يقتطع جزء من الاراضي السورية ويسعى للسيطرة على انتزاع هذا الجزء وتقسيم البلاد كما هو الحال القائم في قبرص منذ عام 1975 عندما فرضت تركيا تقسيم قبرص بقوة السلاح بإرسال جنود اتراك على الاراضي القبرصية. ولكن العثماني الجديد لا يريد ان يستوعب ان سوريا ليست قبرص وأن 2020 ليست 1975 . والامر لا يقتصر على سوريا فأردوغان يسعى لهذا الامر ايضا في ليبيا على وجه التحديد أملا ان يعيد “الامجاد” و “الامبراطورية” العثمانية.

والمعركة لتحرير إدلب هي أيضا صراع طاحن من أجل كسر الهيمنة الامريكية ليس فقط على الساحة الاقليمية بل وأيضا على الساحة الدولية وهي تشكل ركيزة اساسية ورافعة مهمة لكسر احادية القطب في النظام العالمي وستعطي دفعة قوية لتثبيت هذا المسار والمنحى. وهو صراع بين الولايات المتحدة وأدواتها وأذنابها في المنطقة الى جانب حلف الناتو وقوة روسيا الصاعدة. وهذا ما يجب ان ندركه ونستخلصه من الضربة الاخيرة التي وجهها سلاح الجو الروسي الى القاعدة التركية والتي كانت تغص بعناصر الجيش التركي والارهابيين المدعومين من قبله.

أردوغان يحاول جاهدا ان يزج الولايات المتحدة وحلف الناتو بشكل مباشر في الصراع الدائر في الشمال السوري ويهدد الدول الاوروبية بفتح باب الهجرة للسوريين في الشمال الى دول الاتحاد الاوروبي وينذرهم بأن هنالك ما يقرب من مليون لاجىء ومهاجر سيتوجهون الى هذه الدول كما فعل في السابق.

هكذ يجب ان نتفهم الابعاد والدلائل لمعركة إدلب القائمة حاليا. ولا تراجع من قبل الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليف الروسي مهما كلف الامر، ويبقى ان ننتظر أياما معدودة لنرى كيف تتطور الامور.

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023