إنفجار العنبر رقم12 في مرفأ بيروت كارثة يجب ان تغير وجه لبنان… بقلم محمد النوباني

إنفجار العنبر رقم12 في مرفأ بيروت كارثة يجب ان تغير وجه لبنان… بقلم محمد النوباني

بات معرزفاً أن الانفجار الهائل والضخم الذي وقع عصر أمس في مرفأ بيروت وأسفر عن استشهاد عشرات اللبنانيين وفقدان المئات وإصابة الآلاف، والعدد مرشح للتصاعد،،نجم عن أنفجار قرابة 2700 طن من مادة الأمونيا ونترات الصوديوم. الكيماوية شديدة الانفجار كانت مخزنة كما صرح رئيس الوزراء اللبناني حسان ذياب في الكلمة المتلغزة التي وجهها الى الشعب اللبناني.في ساعة متأخرة من مساء أمس في احد عنابر ألمرفأ منذ العام 2014
ويتضح مما قاله ذياب في كلمته وتحديداً عبارة (لن أرتاح حتى نجد المسؤول عما حدث وتقدمه إلى المحاكمة وننزل به أقصى العقوبة) ان هذا الانفجار الهائل الذي كانت قوته تعادل قوة زلزال بحجم ٤،٢ درجة على مقياس ريختر ان سبب الانفجار ليس ربانباً بل بشرياً ناجماً عن فساد وإهمال او عن فعل فاعل
وإذا كان الانفجار من فعل فاعل فإن من الصعب قبل ظهور النتائج الرسمية للتحقيق إتهام جهة بعينها بالوقوف وراء الإنفجار فإنه لا يجوز إستبعاد وقوف اسرائيل وراءه على قاعدة أبحث عن المستفيد
وأول من أشار إلى تورط إسرائيلي في الحادث فضائيات عربية تربط بلدانها علاقات قوية بإسرائيل مثل العربية والحدث السعوديتين وقناة سكاي نيوز عربية الإماراتية التي أشارت إلى ان ما حدث نجم عن استهداف إسرائيلي لمصنع صواريخ دقيقة اقامه حزب الله في المرفأ .
ولكي لا يذهب بعيداً فإن الإعلان عن ان سبب الانفجار هو إشتعال حاويات امونيا ونترات صوديوم كانت مخزنة في العنبر رقم ١٢ في مرفأ بيروت ربما يشي بإن اسرائيل ربما هي التي نفذتها لمعاقبة السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني لانه تجرأ و هدد ذات يوم بتدمير خزانات الامونيا في مدينة حيفا في حال استخدمت اسرائيل اسلحة دمار شامل ضد لبنان في اي حرب قادمة .
ومما يعزز هذا الإحتمالية أن ألتفجير جاء متزامناً مع حدثين مهمين الاول حملة تحريض غير مسبوقة ضد حزب الله اللبناني في الداخل اللبناني تشارك فيها بنشاط السفيرة الأمريكية في بيروت دورتي شيا والثاني في ظل استنفار إسرائيلي على الحدود الشمالية مع لبنان تحسباً لرد حزب الله على استشهاد احد عناصره في غارة شنتها اسرائيل على مطار دمشق قبل أسبوعين مما يعزز فرضية انه جاء لإضعاف حزب الله وضرب مصداقيته في الشارع اللبناني.
ولكن ما يمكن قوله وبكل ثقة أن الذين راهنوا بأن يكون تفجير مرفأ بيروت في الرابع من إب أغسطس مقدمة للانقضاض على المقاومة اللبنانية بدعم جماهيري سوف يخسرون الرهان لأن رهانهم لا يستند إلى معطيات.
فألدماء اللبنانية الغزيرة التي سالت في يوم الثلاثاء الدامي يجب ان تكون مناسبة للانقضاض على الرجعية اللبنانية والاطاحة بها وأبعادها عن المشهد السياسي اللبناني لأن بقائها في ذلك المشهد سوف يقضي على لبنان ككيان بعد ان أصبح دولة فاشلة.
فإذا كانت سرقة ونهب وإهدار المال العام فساد فإن تخزين المواد الكيماوية الخطرة في موقع مدني هي فساد وسوء إدارة وخيانة وطنية عظمى ايضا ًً وبالتالي فإن اي تساهل في هذا المجال هو ايضاً خيانة.
وكما كتب البروفيسور الفلسطيني حلمي سالم فإن ما حدث في لبنان بالأمس هو تطور مفصلي خطير،فإما أن يكون هذا اليوم ضربة لحزب الله وسياساته في لبنان و المنطقة او ان يكون مناسبة لتنظيف لبنان من أعوان امربكا واسرائيل وبداية المواجهة الحقيقية ببن الطرفين.
اخيراً وليس آخراً فإن ما حدث ورغم بعده المؤلم يجب ان يكون حافزاً لفك اي علاقة بين قوى لبنان الحية والمقاومة والحريصة على حق الشعب اللبناني في الحرية والحياة الكريمة واقوى الرجعية التي تعيش مثل الطفيليات على السرقة والنهب .
في الختام سواء أكان تفجير العنبر 12 في مرفأ بيروت حادث عرضي او بفعل فاعل فإن الاهمال والفساد والاستهتار بأرواح الناس هو عمل إجرامي من الطراز الاول ويجب محاسبة المتورطين لكي لا يصبح القتل عادة.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023