إنهم وزراء تصريف أعمال الكورونا وليسوا وزراء  «ثورة» البديل التونسية!

إنهم وزراء تصريف أعمال الكورونا وليسوا وزراء  «ثورة» البديل التونسية!

د. نعمان المغربي |

1- بكائية وزير التربية: السيد محمد الحامدي يقول: «لا تجعلوها لطميات وكربلائيات! ».

إنه هنا ليس بوزير تربية. فهناك من في المعلمين وأساتذة الثانوي ومن التلاميذ من هم

«كربلائيون» و«شيعيون». أخاف أن فيالمرة القادمة أن يستعمل السيد وزير التربية في

بلاغته كلاما يطعن فيه في ثقافة الإباضيين التونسيين في حين أن هناك من من المعلمين

والأساتذة والتلاميذ من هم إباضية أبا عن جد، وهناك من أصبح إباضيا راهنا. والدستور يكفل حرية الضمير.
إن وزير تربيتنا يصلح أن يكون وزير تصريف أعمال الكورونة، ولكن لن يصلح وزير

البديل الجذري للنظام المدرسي بن علي-الشرفي، ذلك النظام المستمر إلى حد اليوم، فمن

أولى ركائز المدرسة الحديثة هي التسامح والعقلانية وإحترام كل الأديان والمذاهب دون

إستثناء.

2- بكائية وزير الصحة: وزير الصحة يبكي. ثم يبرر بكاءهبأن الحبيب بورقيبة كان يبكي.

والله لو قال لنا: «كيف لي أن لا أبكي ورسول الله كان يبكي؟!كيف لي أن لا أبكي

وغاندي كان يبكي ؟!»، لكان أوفق في بلاغته وإحتجاجه.
كان وزير الصحة وهو يقود مؤتمر «الحسم» والمؤتمر «التأسيسي»، يلعن بورقيبة مؤسسا

أسطورة وهمية إسمها « الإسلاميون». واليوم نجد أن  « المغلوب ابدا مولع بالإقتداء

بالغالب». وفي نهاية الأمر هو يواصل خطة كانت قد وضعتها الوزيرة السابقة. بينما

الأمر في الحقيقة فرصة كي يتدارك حزبه تضعضع شعبيته وإن لزم ذلك ضخ «أموال»

قديمة لإنجاح عمل الوزير.
خسارة! كان محمد المنصف المرزوقي مناضلا صحيا أفضل منه مناضلا سياسيا بملايين

السنوات الضوئية. أنظروا كتابه « المدخل إلى الطب المندمج»وإلى « الدليل في التثقيف

الصحي» (1985) وإلى مطوياته إلى النساء الحوامل والمرضعات في الثمانينيات. كنت

ارجو أنه كان وزير صحةصاحب بديل لا رئيس جمهورية دون بديل، عوض أن يكون

وزير صحتنا وزير مؤتمرحسم لن يكون حاسما ولا بديليا.

 

3-بكائية الصنف الخصوصي الممتن: بعض الأصناف المهنية لا ننكر اليوم فضلها فهي

في مقدمة المقاتلين ضد هذا الوباء. ولكن أن يستغل بعضهم في الصنف الإستشفائي أو

الصنف الشرطي وغيرهما ذلك للمطالبة برفع أجر أو رفع منحة فذلك سلوك غير وطني.

الآن أوان الواجب، واجره مكفول في كل شهر، وليس أوان إبتزاز غير أخلاقي للدولة.

4-بكائية الكورونا: يقولون لنا: «حاسبونا فيما بعد. أما الآن فنفذوا». هذا يعني أنكم لا

تريدون التقويم والمساعدة بالرأي والتحسين بالإقتراح. هل يعني ذلك أن الإنقاذ لا يكون

إلا دكتاتوريا؟! ألا تعلمون أن الصين لم تنجح إلا لأنها أقامت بناءا هرميا واسع الإستشارة،

من المحلي إلى المركزي؟!

لتتعلموا ما معنى ديمقراطية الصين الشعبية العلمية الناجعة، فلم تقرؤوا اي كتاب أكاديمي

موضوعي عنها، وافكاركم عنها مجرد تكفير سلفي-اخواني او تكفير ليبرالي- تبعي. فاذا

كانالإيغور مضطهدين فعلا فماذا يفعلون مع داعش في سوريا والعراق وفي مخيمات

التدريب التركية؟!لتنتقدوا ديمقراطيتكم ديمقراطية الثرثرة والتصايح البرلماني والخداع

الإنتخابي وديمقراطية الصالونات بلا بديل ولا رؤية شعبية-سيادية.

إن الصينيين ينبغي أن يكونوامعلمين لكم ان كنتم عقلاء متواضعين!

                

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023