إيران تحتضن دول العالم…بقلم هبا علي أحمد 

إيران تحتضن دول العالم…بقلم هبا علي أحمد 

عبر ممرها التجاري البحري الاستراتيجي الجديد “جابهار”، ترسم إيران مساراً جديداً في كسر الهيمنة الأمريكية وحصارها، فمواصلة الضغوط وفرض العقوبات الأمريكية عليها لا يعني أبداً استسلامها واستكانتها، بل تبرع إيران في كل مرة في إحداث مفاجآت تذهل الأمريكي ولا يملك أمامها سوى “سياسة الضغوط القصوى”، دون أن يدري أن القوة الإيرانية ولدت من رحم الحصار والحظر، وبالتالي ما على واشنطن إلا تلقي الصفعات الإيرانية.

تتحول إيران عبر ميناء “جابهار” جنوب شرقها –يتمتع بموقع استراتيجي بإطلالته على بحر عُمان والمحيط الهندي- إلى ممر لنقل البضائع من الهند مروراً بروسيا إلى شمال أوروبا بتكاليف منخفضة وفترة شحن أقصر، رابطة بذلك بين دول العالم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

الخطوة الإيرانية من شأنها أن تفتح الآفاق نحو شبكة علاقات اقتصادية دولية، من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول المعنية وإيجاد أسواق واسعة، ولاسيما أن اللجوء الإيراني للميناء كممر تجاري يفتح أبواب آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا وصولاً إلى أوروبا، من الهند عبر إيران، فيتيح للهند الوصول إلى آسيا الوسطى وجنوب آسيا وغربها إضافة إلى أوروبا، كما يتيح لأفغانستان الوصول إلى المحيط الهندي والأسواق في جميع أنحاء العالم، أي إنه يتيح انفتاح دول العالم على بعضها اقتصادياً، كما يوفر لإيران بدائل تجارية لا تخضع للعقوبات الأمريكية.

الفائدة الاقتصادية المتأتية من الممر زيادة حركة التجارة والاستثمار بين الدول التي يمر عبرها، أي إنه يعود بفوائد تسهم في النمو الاقتصادي للدول المعنية، ويساعد إيران في رفد اقتصادها بموارد مالية مهمة من خلال حركة الترانزيت.

ربطاً بالسابق، فمع اتخاذ العديد من الدول المناهضة للهيمنة الأمريكية خطوات للتخلي عن الدولار الأمريكي والتحول للعملات الوطنية في التبادلات التجارية بينها، من البدهي أن تخلق العلاقات الاقتصادية التي سيوجدها الممر التجاري آليات مالية جديدة للتعامل بعيداً عن الدولار ولاسيما في ظل فرض عقوبات أمريكية على إيران.

تخوض إيران معركة كسر عظم ضد أمريكا، وهي نجحت إلى الآن بتحقيق خطوات متقدمة وملفتة في هذا السياق، وبدلاً من دخول إيران في عزلة كما تريد الولايات المتحدة، هاهي الأولى تحتضن دول العالم بينما تبتعد العديد من الدول عن الأخيرة.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023