إيران تنافس أعداءها في الصناعات والقدرات العسكرية…بقلم محمد الرصافي المقداد

إيران تنافس أعداءها في الصناعات والقدرات العسكرية…بقلم محمد الرصافي المقداد

يستمر الإعداد الإسلامي العسكري الإيراني – رغم أنوف الحاقدين من الطائفيين ومرضى عقد النقص في عالمنا الإسلامي – وهي المدركة تماما بجسامة دورها، وثقل المسؤوليات التي تطوّعت لتحملها عن هذه الأمة، المنكوبة بغياب الوعي وفقدان شعور المسؤولية، فمن أعلن بكل وضوح عن عزمه لتحرير فلسطين، يجب عليه أن يسلك مسلك الإعداد التّام الذي يؤهّل لبلوغ ذلك الهدف، خصوصا وتجربة ايران الاسلامية في تحصيل أسلحة للدفاع عن أراضيها، من العدوان البعثي الصدّامي، ومشروع نظامها الفتيّ لا يزال في بداية طريقه.

ففي كل عام يُفاجئ خبراء الصناعات العسكرية الإيرانية العالم، بإنجازات جديرة بالتنويه، تعددت في مختلف اختصاصات الحرب، ومجال الدفاع البرّي والبحري والجوّي، تتطوّر بتفتّق قدرات نخب قوم سلمان المحمّدي، الذين قال بشأنهم النبي: لو كان الإيمان عند الثّريا لناله رجال من هؤلاء.(1) إنجازات لا تبدو متاحة، إلا لمن آمن بأن الإسلام منهج حياة متكامل، اجتماعي واقتصادي وسياسي، ويمتاز بتفرّد ثقافي لم يبلغه فكر غيره.

نظام اسلامي مورس بحقّه مختلف الحصار والحضر الظالم، منذ أن انتصرت ثورته وعزم المجتمع الدولي على التصدّي له وهو في بداية تأسيسه، قد أدرك جيّدا أنه من دون وسائل دفاع عن حظوظه في البقاء وسط عالم تتزعمه قوى الاستكبار والصهيونية، ليس بمقدوره البقاء وتقديم ما يأمله الإسلام منهم، دون أن يكون لديه وسائل دفاع من ضمن صناعاته.

ويبدو أن التّعتيم على الصناعات العسكرية الإسلامية الإيرانية وانجازاتها كان كبيرا، الى الحدّ الذي حال دون تعميم الأخبار عنه، ووسائل الاعلام العالمية تحت تصرّف أعداء ايران، ولا ينشرون فيها سوى ما يسيء اليها، ويتّهمها عبر منظماته الحقوقية بانتهاك حقوق الانسان، وهي اتهامات باطلة، يراد منها تشويه سمعتها، وجرّها الى ايقاف تنفيذ أحكام الاعدام، لمن ثبت عليه القتل العمد، أو تجار ومروجي المخدرات آفة دمار المجتمعات.

وفي هذا الإطار، أعلن قائد القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني الأدميرال حسين خانزادي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء (فارس) الإيرانية، عن قرب موعد تدشين حاملة الطائرات الإيرانية، التي تستطيع قطع مسافة الكرة الأرضية لثلاث مرات، من دون التزود بالوقود.

وأوضح خانزادي: (أنّ السفينة العملاقة هي الأولى من نوعها لدى الجيش الإيراني، قادرة على قطع مسافة، تعادل الالتفاف حول الكرة الأرضية لثلاث مرات، من دون التزود بالوقود، وتستطيع حاملة الطائرات الجديدة، حمل المروحيات والطائرات المسيرة الإيرانية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الصواريخ.)

وبيّن خانزادي (أنّ بلاده ستشهد خلال الأشهر القادمة، إزاحة الستار عن مجموعة من المنجزات الجديدة للقوة البحرية، إحداها المدمرة (دنا)، وهي مدمرة وطنية الصنع بالكامل، وأنها جزءًا من القوة الدفاعية القيّمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع إمكانية الإبحار في المحيط)، وأضاف (أنّ القوات البحرية ستدشن قريبًا كاسحة ألغام جديدة، والتي ستكون بمثابة طاقة جديدة، لمواجهة التهديدات المتعلقة بالألغام في البحر والساحل، مُشيرًا إلى أنّ اسم حاملة الطائرات الجديدة هو (الخليج الفارسي).)

وتابع خلال تصريحاته: (نحن نسعى في غضون الشهرين القادمين، لتدشين سفينة حربية جديدة، حاملة للمروحيات والطائرات المسيرة، ومجهزة بمجموعة من الإمكانيات الصاروخية والتسليحية الأخرى، وأنّ قدرة السفينة على الإبحار الطويل، يجعلها قادرة على البقاء في المحيطات فترة طويلة، وتوفر ديمومة دفاعية وأمنية في المنطقة، وهدف هذه المعدات إرساء الأمن في البحر لدول المنطقة والعالم)(2)

إيران الاسلامية تمتلك اليوم، مختلف أنواء الاسلحة الدفاعية والهجومية، لقواتها الثلاثة البرية والبحرية والجوية، من صناعاتها الوطنية الخالصة 100%، وتعمل على تطوير قدراتها باستمرار، وقد بلغت بها مستويات متقدّمة، في مجال الصناعات العسكرية العالمية، سجّلت فيه سبقا بعدد من انجازاتها، وهذا نتاج حكمة وحزم وبعد نظر النظام الاسلامي، الذي أدرك باكرا أنه يجب عليه أن يعطي أولوية قصوى، لوسائله الدفاعية الكفيلة ببقائه، وهذا ما تحقق بعزم رجال لبوا نداء الواجب الاسلامي، وكان عامل قوة لمشروع تحرير فلسطين، ونصرة المستضعفين في العالم، وقد سخّرت إمكاناتها في محاربة الارهاب في العراق وسوريا ولبنان، ونجحت بمساعدتها في دحره عنهم، ولها نصيب محترم في حماية الممرات البحرية التجارية من القرصنة، لضمان مرور سفنها بسلام.

ليس معنى هذا أن ايران تواقة للحروب، وسريعة الانخراط في النزاعات، كما تفعل تركيا، وإنما إذا خيرت بعزة، فإنها تختار السّلم على الحرب، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السِّلم كافّة.) (3) وجهودها مبذولة لإيقاف النزاع بين اذربيجان وأرمينيا، كما دعت من قبل الى وقف العدوان على الشعب اليمني، وانقاذه من الموت والتشريد والمجاعة والأوبئة، التي سببها عدوان التحالف العربي عليه.

وما تروّجه أمريكا وحلفاءها وعملاءها، من أنها تهدد السلم في المنطقة، لا ينطلي الا على من تعوّدت نفسه استقاء معلوماته وأخباره، من مصادر الشرّ والبلاء في هذا العالم، ادلّة مصداقية إيران متاحة بلا أدنى عناء بحث، وأدلّة كذب وافتراء أعدائها، اوصل الى حقيقة أن الارهاب عندهم، هو كل عقل وصوت وساعدً، قال لا للاستكبار والصهيونية، وهو منطق لا يقبله الا عملاء أمريكا وكيانها الغاصب.

مسيرة عزة الاسلام متواصلة في ايران، تفرح بكل من التحق بها، وتأسف على من تولّى عنها مهزوما بالأباطيل والدعايات، لكنها مع ذلك لا تعرف سياستها اليأس، من عودة الوعي لمن فقده لسبب ما قد يزول.

المراجع

1 – جامع احاديث البخاري كتاب التفسير سورة الجمعة باب قوله واخرين منهم لما يلحقوا بهم /ج6ص151ح4897/مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضل فارس ج7ص191ح2546

2- إيران تعلن عن سلاح ستفاجئ به العدو

3 – سورة البقرة الآية 208

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023