اتركوا طالبان وشأنها فهي كفيلة بحل مشاكل مواطنيها…بقلم ميلاد عمر المزوغي

اتركوا طالبان وشأنها فهي كفيلة بحل مشاكل مواطنيها…بقلم ميلاد عمر المزوغي

الشعب الافغاني قاوم كافة انواع الاستعمار ولم يستطع المستعمرون البقاء لأمد طويل بالبلاد, كنا نسمع ان هناك دولتان لم تنكس رايتاهما, بريطانيا وافغانستان. الاحتلال السوفيتي لم يعمر طويلا, وكذا الاحتلال الامريكي الذي استمر لعقدين من الزمن, لم يستطع الامريكان البقاء في افغانستان, اضطروا الى الجلوس مع طالبان في الدوحة.

الحركة خاضت المفاوضات مع امريكا وهي نوع من الكفاح مع المستعمر ويدها على الزناد كما كانت تفعل حركات التحرر الوطنية في ليبيا والجزائر وغيرهما من البلدان, وأخيرا تحقق الاجلاء, فاندحر الامريكان يجرون اذيال الهزيمة, بعد ان كانت الفاتورة جد باهظة, لا تنغصوا على الحركة وشعبها فرحة النصر, لقد قدمت العديد من الضحايا في سبيل التحرير.

المؤكد ان العشرين سنة التي قضتها الحركة خارج الحكم قد جعلتها تنظر الى الامور بعين الواقعية وان الشعب الذي ساندها في تصديها للاحتلال من حقه ان ينعم بالخير والرفاهية, وان تطبيق الشريعة الاسلامية في الامور الحياتية لن يكون حجر عثرة نحو التقدم والبناء, بل سيتحقق العدل والمساواة بين افراد الشعب وتنهض الدولة.

الحركة حديثة العهد بالسلطة والسياسة, قد تكون ارتكبت بعض الاخطاء في مسيرتها الاولى فهي لم تكن سوى حركة فتية اجبرتها الظروف على حمل السلاح لافتكاك البلد من الاسر,  الحركة اليوم تدرك جيدا ان انظار العالم اجمع موجهة اليها,كبادرة حسن نيه لشعبها والعالم من حولها, شكلت حكومة من 33 وزيرا من مختلف المناطق والاعراق بالبلد, وأعلنت احترامها للمواثيق والاعراف الدولية, ورغبتها في التعاون مع المجتمع الدولي دون التدخل في شؤونها.

تتمتع الحركة بعلاقات طيبة مع جارتيها ايران وباكستان, الحركة اليوم لم تعد بحاجة الى  الأفيون والهيروين, تقول التقارير بان افغانستان تمتلك ثروة معدنية من خام الحديد والنحاس والليثيوم والكوبالت ومعادن أخرى تفوق قسمتها التريليون دولار, واشارت بعض المصادر الى ان ما تمتلكه أفغانستان من الليثيوم يشبه ما تمتلكه السعودية من احتياطات النفط العالمية. يمكنها الاعتماد على الصين في استخراج تلك الثروات.

نجزم بان امريكا والدول الغربية ستفكر مليا قبل اتخاذ أي قرار بشان تعاملها مع طالبان, ولا نعتقد بانها ترغب في رؤية الصين وروسيا وهما على مرمى حجر منها تقتسمان ثروات البلاد التي تسيل لعاب المستثمرين, وتعود بالنفع على الشركات التي تدفع ضرائب لبلدانها ما يخفف من وطأه الازمة الاقتصادية.

نقول للغرب والدول الاستعمارية, كفى تدخلا في شؤون افغانستان يكفيها حروبا وتدميرا ونهبا لثرواتها, تعاملوا مع طالبان بندية, دعوها  وشانها تدير امور البلاد, فهي ان احسنت التصرف في عوائد ثروات البلاد, فستصبح احدى اغنى دول المنطقة, وتتحسن اوضاع الشعب الافغاني الذي اكدت التقارير العام 2020 ان حوالي 90% منه يعيشون تحت خط الفقر.

ونقول للعملاء ببلداننا العربية, بان مصيركم لن يكون مختلفا عن المشهد الذي حدث بمطار كابول, الطائرة لن تقل الجميع.فالدبابات التي جئتم عليها ستدمر, والبوارج والسفن الحربية ستغرق, من يرضى عنه اسياده سيكون ضمن خدم المنازل, والمستعمر يعمل وفق مصالحه, في السياسة لا عدو دائم..

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023