“اسرائيل” تعترف لو وافق الأسد  على “كامب ديفيد” سوري لما حدثت  الحرب  على بلاده…بقلم محمد النوباني

“اسرائيل” تعترف لو وافق الأسد  على “كامب ديفيد” سوري لما حدثت  الحرب  على بلاده…بقلم محمد النوباني

لقد كان واضحاً لكل الشرفاء في المنطقة و العالم،  منذ ألبداية  ان الحرب الكونية  التي شنت على سوريا منذ العام 2011، لم يكن سببها وجود إنتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا او لأن رئيسها ينتمي إلى طائفة معينة تضطهد طوائف او مذاهب أخرى.
فتلك الحرب كان سببها  الرئيس هو وجود  مؤامرة صهبو-أمربكية -أ -غربية -رجعية عربية، للقضاءعلى دولة عربية مركزية مستقلة وذات سيادة ،تمتلك جيشاً قوياً،  ولا تخضع في سياستها  وتوجهاتها الإقتصادية لإملاءات البنك  وصندوق النقد الدوليين ومتمردة على التبعية للإحتكارات الامريكية والغربية وتشكل تهديداً استراتيجيا وجودباً لإسرائيل
لقد كان الهدف من شن  الحرب على سوريا  هو الإنتقام من تلك الدولة المتمردة على الإرادة الامربكية ومن تلك القيادة التي تجرأت على أن تقول لا لإسرائيل و أمريكا في وقت خضعت فيه غالبية الدول العربية لتلك الإرادة وقدمت التنازلات من أجل نيل رضاهما والبقاء في الحكم.
وبعد أن فشل المعتدون  في تحقيق أهدافهم في إسقاط الدولة السورية بفضل بطولة وصمود الجيش العربي السوري اولاً وشجاعة الرئيس بشار الأسد ثانياً ودخول ايران و قوى المقاومة وروسيا الحرب إلى جانبها ثالثاً لجأوا مؤخراً إلى الحرب الاقتصادية من خلال قانون “قيصر” على أمل أن يتمكنوا بالإرهاب الأقتصادي من تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بالقوة العسكرية.
بكلمات اخرى فإنهم يريدون من خلال قانون قيصر وضع سوريا أمام خياربن لا ثالث لهما فإما إفقار  الجماهير لدفعها للثورة على الدولة او إجبار النظام على تغيير سياساته كما صرح بذلك  المبعوث الامريكي الى سوريا جيمس جيفري قبل ايام .
و لكن الامريكيين لم يضعوا في حساباتهم ان الضغط الهائل قد يدفع  القيادة السورية للجوء ألى خيار ثالث لم تقدم عليه بعد وهو قلب الطاولة على كل المحور المعادي من خلال اللجوء  إلى إعتماد الخيار العسكري لردع اسرائيل وإستخدام  القوة لطرد القوات الامريكية من المناطق التي تسيطر عليها  في شمال شرق سوريا وفي قاعدة التنف.لتقلب السحر على الساحر.
وعلى من يريد ان بعرف لماذا إستهدفت سوريا  ان يقرأ نص المقابلة التي أجراها موقع “ايلاف “السعودي  أمس مع   رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق أيهود  اولمرت ففي تلك المقابلة يعترف اولمرت  و بشكل لا لبس فيه أن الحرب التي شنت على سوريا ما كانت لتقع لو ان الرئيس بشار الأسد وافق على عقد لقاء ثنائي معه في تركيا بترتيب من الرئيس  التركي رجب اردوغان وعقد إتفاق سلام مع إسرائيل..
وأوضح اولمرت الذي أطاحت به هزيمة إسرائيل في حرب 2006 مع لبنان وتم الحكم عليه بالسجن بسبب إدانته بقضايا رشى وفساد، النقاب في تلك المقابلة أن الأسد لو اذعن لاسرائيل واستسلم لها لما تآمرت عليه أميركا وأوروبا بل لفتحت أبوابها له على مصراعيها.
وكشف رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق النقاب عن انه  تحدث حينها مع الرئيس الامريكي جورج بوش الإبن، حول المحادثات، موضحاً  أن بوش وعده بانه  سيوصل رسالة للأسد مفادها أن أبواب واشنطن ستفتح له إن عقد إتفاقاً مع إسرائيل رغم أن بوش إستبعد في نفس الوقت ان يوقع الأسد على اي إتفاق مع إسرائيل.
لقد كان بشار الأسد يردد دائماً بأن كلفة الصمود ومهما بلغت هي اقل من كلفة الخضوع والاستسلام، ولذلك فلمثله  يجب ان ترفع القبعات.

كاتب فلسطيني.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023