اكرانيا والارتماء في احضان الناتو…بقلم ميلاد عمر المزوغي

اكرانيا والارتماء في احضان الناتو…بقلم ميلاد عمر المزوغي

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قالت بان الحرب مع اكرانيا بدأت منذ 8 سنوات وقد اوشكت على الانتهاء, كانت احدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي, احد مواطنيها تزعم الدولة العظمى وفرض هيبتها, واستطاع مساعدة قوى التحرر في كافة انحاء العالم لنيل استقلالها من مستعمريها الاوروبيين الاوغاد,لكن وللأسف بعض الدول التي تحررت بتضحيات ابنائها ابت الا العودة الى ربقة المستعمر, لتظل ذليلة صاغرة.

افلح الغرب في تفتيت الاتحاد السوفييتي, اتجهت غالبية الدول الى الغرب علها تتحصل على مساعدات في مختلف المجالات, فجأة انتقلت الى الحلف المعادي- الناتو, لكنها ظلت على حالها لم تتحسن امورها بل تعامل كسبايا حرب.

ما فتيء الغرب يتحرش بروسيا ويخلق لها القلاقل لأجل استنزاف قوتها, إنشات امريكا تنظيم القاعدة في افغانستان لمحاربة الروس الذين كانوا يسيطرون عليها بدعوة من رئيسها, احدثوا اعمال عنف وشغب في جورجيا لكن الروس استطاعوا حسم الامر.

اكرانيا كانت تمتلك اسلحة نووية, فرطت بها وسلمتها للغرب مقابل منح ومساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع, تخلت عن معظم الصناعات التي كانت بها واصبحت تستورد كل شيء من الدول الغربية, وقفت موسكو حجر عثرة في سبيل انضمامها للناتو. السؤال لماذا يتمدد الناتو شرقا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومن ثم حلف وارسو؟,لان الغرب وامريكا يريدون السيطرة على العالم والتحكم في خيراته.

 هاجموا افغانستان على بعد الاف الاميال بحجة الامن القومي الامريكي والغربي, وكذا العراق بحجة امتلاكه اسلحة محرمة دولية, وهم يدركون جيدا ان ليس للعراق اسلحة فتاكة وان السبب هو استهدافه لكيان العدو.أ ليس من حق روسيا ان تمنع قيام كيان معاد لها على حدودها؟,قال بوتين لكلينتون متهكما (العام 2000):نرغب في الانضمام الى حلف الناتو فكان الجواب بالرفض.

كان على قادة اكرانيا ان يدركوا بان تواجدهم الجغرافي يحتم عليهم التعامل بحذر مع كل ما من شانه الحاق الضرر بالجار الروسي الذي كان يعتبر الشقيق الاكبر للمنظومة السوفييتية, خاصة وان نسبة كبيرة من سكان اكرانيا من اصول روسية(بالأخص المناطق الحدودية جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك,اضافة الى شبه جزيرة القرم).

ان يضع قادة اكرانيا انفسهم تحت تصرف الغرب ومعاداة روسيا والارتماء في احضان الناتو فذاك امر يدعو الى الريبة, موازين القوى لا يمكن مقارنتها, بمعنى ان خسارة الحرب امر مفروغ منه, كما ان الناتو لن يساند اكرانيا عسكريا, لأنه يدرك ان الحرب لن تكون بأسلحة تقليدية بل ستكون مدمرة لان الروس قد وضعوا في الزاوية التي تحتم عليهم استخدام كل الوسائل المتاحة من اجل البقاء.

روسيا لم تعد ضعيفة كما كانت يوم تفتت الاتحاد السوفييتي ,بل تحاول جاهدة ان يكون لها موقع قدم في كافة مناطق الصراع لإحداث نوع من التوازن في العالم فالقطبية الواحدة اجهدت شعوب ما كان يعرف بالعالم الثالث, وما الشرق الاوسط الجديد الا احدى نكبات الغرب التي ابتلينا بها.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023