الإنقلاب مَنْ على مَنْ؟…بقلم محمد الرصافي المقداد

الإنقلاب مَنْ على مَنْ؟…بقلم محمد الرصافي المقداد

هكذا ينعته كل من له مصلحة في تشويه رغبة شعبية  تحققت يوم 25 جويلية، على يدي رجل وطني صادق، عُرِف بنظافة يده، أقدم على وقف نزيف عشرية حكم لم يجني منها الشعب التونسي شيئا سوى مظاهر البؤس والدّمار الممنهج لمؤسسات حكمه، وهو بتعبير معاكس لما ذهب إليه أصحاب المصالح الحزبية الضيّقة، والمتستّرون بالسياسة من المفسدين في الأرض، وأتباع هؤلاء وهؤلاء من تجار الدّنيا، انقلاب على منظومة فساد كادت تجاذباتها تؤدّي بالبلاد إلى هاوية السقوط والتفكّك.

نعم هو كما تقولون أيها المغفّلون، ومعكم على رأيكم هذا أصحاب المصالح الشخصية، انقلاب لإنقاذ ما يمكن انقاذه من نظام جمهوري، استُغِلّ من طرف لوبيات فساد سياسي واقتصادي وقانوني، على مدى عشر سنوات، ولم يكن لهذا الكابوس أن ينجلي عنّا، بغير قيام رجل وطنيّ صادق، بوقف نزيف سوء استعمال السّلطة، وانهاء العبث بمُقَدّرات الشّعب، بفتح صفحة جديدة للمصالحة بين السلطة التي يمثلها الرئيس، والشعب الذي سئم من عبثية برلمان، اكتسحه المتنفّذون في الفساد وبقايا النظام البائد، فكانت الإجراءات الإستثنائية التي أقدم عليها الرئيس انقاذا للدولة من الانهيار، في ظل تكالب لوبيات الفساد على السلطة، والتحكم فيها بما يستجيب لرغباتهم ويحقق أهدافهم ويلبّي طموحاتهم.

أعداء الإصلاحات التي أقدم عليها الرئيس قيس سعيد، ومن أجل عرقلته، لم يجدوا من سبيل لإيهام الشعب، بأنّ ما قام به هو انقلاب على الشرعية، غير سبيل الدعاية المغرضة لتشويه صورته في أعين أبنائه، ليس هذا فقط بل ادّعوا بأنه شيعي، وهذا الادّعاء من نسج حركة النهضة واتباعها من الوهابية، بعدما أفسدوا عقول اتباعهم بتوهّمات خاطئة، لا وجود لها في عقيدة الرئيس السّنّية، ودعواهم هذه التي أطلقوها باطلة من أساسها، ولكن كما يقال السهم الذي لا يصيب هدفه يخيف ضحيّته، وبما أنّ فيهم من مهّد لهذا الادعاء كأبي يعرب المرزوقي فيلسوف الحركة، وأي فلسفة هذه التي تبيح لصحابها بأن يطلق لخياله المريض وحقده الدفين العنان ليبتلي من لا يعجبه ببهتان مبين؟ (1) والتحقت به آخيرا (عبير موسي) التي دعت في ندوة صحفية عقدتها يوم الجمعة 10/12/2021 إلى تنفيذ اعتصام مفتوح لانصارها، أمام مقر حركة النهضة المركزي، على خلفية ما اعتبرته (تجاهل مطالب حزبها بحل هذا التنظيم المشبوه وقطع دابر التمدّد الإيراني في تونس)(2).

عندما كان ابو يعرب يهذي كالمحموم بأن الرئيس  بدا له خاضعا للسفير الايراني، واصفا اياه بالمقيم العام، ولم يمر يوم دون أن يكيل له ما طفح من أوهام قريحته المريضة والمعقدة(3)، ولم يقابله الرئيس بشيء ولم تكن تدويناته غائبة عنه، ولا اهتمّ السفير الايراني بما احتوته جعجعته، على أساس أن الدّعايات الكاذبة تفنّدها الحقائق الملموسة، فلا الرئيس قيس سعيد بهلول سياسة، ولا إيران ببعثتها الدبلوماسية، وعلى رأٍسها سفيرها خارجة عن طور عملها، وفق البرتوكول الدبلوماسي المعمول به بين الدّول عالميا، ولا هي  معدودة من ضمن الدّول الإستعمارية، حتى ينسب إليها شططا منحى استعماريّ، قامت ثورة شعبها من أجل زواله، وهي منذ قيام نظامها الإسلامي من كبار دعاة زواله، منتصرة للشعوب المستضعفة، وواقفة في صفّهم، من أجل نيل حقوقهم المشروعة، وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني، فأين ترى هذه المرأة المشوَّهةُ تاريخها في حقبة الدكتاتور بن علي، زغراطته المعروفة لدى العام والخاص بتونس.

إنّ معارضة رئيسة الدستوري الحر للإسلام السياسي لا يسمح لها أخلاقيا بان تدّعي أن لإيران تمددا عبر حركة النهضة بتونس، وأغلب الناس يدركون أنه ليس هناك علاقة بين حركة النهضة وايران يمكن أن يستشفّ منها حتى من قبيل التخمين محاولة بناء نظام شبيه بإيران، يكفي أن نقول هنا أن حركة النهضة ليست شيعية حتى يتبادر الى الاذهان أن هناك امكانية لانتقال التجربة الاسلامية الى تونس، بل انه في موضع الاتاحة لذلك كلبنان لم يكن هذا الأمر مطروحا تماما، فمن أين جاءت بهذه الفرْية رئيسة الدستوري الحر؟

لا أعتقد أن مصدر هذه الأفاحيح يتجاوز الامارات العربية والسعودية، اللتين حشرتا أنوفيهما في المشهد السياسي التونسي، وباشرتا في تسميم الأجواء بتشويه إيران، وهم أعداؤها بالتبعية للإستكبار العالمي والصهيونية، لا يتحرّكون في أيّ اتجاه من هذا القبيل الدّعائي، ونحوِهِ العدواني كما هو حاصل باليمن، بغير مخططاتهما وأوامرهما، وقد ظهرت أخبار جديرة بالصحّة أن هذه المرأة مدعومة إماراتيا، في حركتها السياسية للسيطرة على دواليب البلاد.

الضحيّة وسط هذه الدّعايات الخائبة والخاسرة ولو بعد حين، هو الشعب التونسي الواقع تحت تأثير الدعايات، وكل شعب مبتلى بشياطين في ثوب بشر، لا همّ لهم يضعونه نصب أعينهم، سوى ما يغنمونه من أعمالهم الخبيثة، وإن كان ذلك في غير صالح شعب بدأ يتحسّس طريقه إلى الخير ليناله، بقدر ما حرم منه طوال عقد جديد من الزمن، أعقب عقودا من الظلم والاستبداد، فهل سيعي شعبنا ما يحاك ضدّه من عُيّاق أبنائه؟ أم انه سيسمح لمن يعبث بمستقبله بمواصلة محاولاتهم دون أن يتصدّى لهم؟ نأمل أن تتحقق وقفته الى جانب الرئيس قيس سعيد يوم 17/12/2021 وإلا يا خيبة المسعى، بمواصلة تمركز الفاسدين في أجهزة الدولة ودوائرها.

المراجع

1 – يعرب المرزوقي : قيس سعيّد أداة في يد إيران و فرنسا

http://maxworld.info/

2 – “قطع التمدد الايراني في تونس”عبير موسي تعلن عن اعتصام مفتوح

https://mena–monitor-org.cdn.ampproject.org/v/s/mena-monitor.org

3 – أبو يعرب المرزوقي وهرتقاته بشأن إيران الإسلام…

https://alme7war-net.cdn.ampproject.org/v/s/alme7war.net

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023