الجزء الثاني من وصية الشهيد قاسم سليماني

الجزء الثاني من وصية الشهيد قاسم سليماني

الجزء الثاني من وصية الحاج القائد للشهيد قاسم سليماني:

( قيمة الجمهورية الإسلامية و الإمام الخميني والسيد القائد الخامنئي )

 

كلام موجّه لإخوتي وأخواتي المجاهدين …

 

إخوتي وأخواتي المجاهدين في هذا العالم، يا من أعرتم الله جماجمكم وحملتم الأرواح على الأكفّ ووفدتم إلى سوق العشق من أجل البيع، فلتلتفتوا: إن الجمهوريّة الإسلاميّة قطب الإسلام والتشيّع. مقرّ الحسين بن علي، اليوم، هو إيران. فلتعلموا أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة هي الحرم، وسوف تبقى سائر الحُرم إنْ بقي هذا الحرم. إذا قضى العدوّ على هذا الحرم فلن يبقى هنالك من حرم، لا الحرم الإبراهيمي ولا الحرم المحمّدي.

 

إخوتي وأخواتي! العالم الإسلامي بحاجة دائماً إلى قائد؛ قائد متّصل بالمعصوم ومنصّب بصورة شرعيّة وفقهيّة. تعلمون جيّداً أنّ أنزه عالم دين والذي هزّ أركان العالم وأحيى الإسلام، أعني إمامنا الخميني العظيم الجليل، جعل ولاية الفقيه الوصفة المنقذة الوحيدة لهذه الأمّة؛ لذلك عليكم أنتم الشّيعة الذين تعتقدون بها اعتقاداً دينياً، وأنتم السنّة الذين تعتقدون بها اعتقاداً عقليّاً، أن لا تتخلّوا عن خيمة الولاية وأن تتمسّكوا بها من أجل إنقاذ الإسلام بعيداً عن أيّ نوع من أنواع الخلاف. الخيمة هذه هي خيمة رسول الله (ص). أساس معاداة العالم للجمهوريّة الإسلاميّة يهدف إلى إحراق وتدمير هذه الخيمة. فلتطوفوا حولها.

 

والله والله والله لو أصاب هذه الخيمة أيّ مكروه، فلن يبقى لا بيت الله الحرام ولا المدينة ولا حرم رسول الله، ولا النّجف، ولا كربلاء، ولا الكاظمان، ولا سامراء، ولا مشهد؛ وسوف يلحق الضّرر بالقرآن.

 

الخطاب لإخوتي وأخواتي الإيرانيّين …

 

إخواني وأخواتي الإيرانيّين الأعزّاء، أيّها الشّعب الشّامخ والمشرّف الذي ترخص روحي وأرواح أمثالي آلاف المرّات لكم، كما أنّكم قدّمتم مئات آلاف الأرواح لأجل إيران والإسلام؛ فلتحافظوا على المبادئ. المبادئ تعني الوليّ الفقيه، خاصّة هذا الحكيم، المظلوم، الورع في الدّين، والفقه، والعرفان والمعرفة؛ فلتجعلوا الخامنئي العزيز عزيز أرواحكم، ولتنظروا إلى حرمته كحرمة المقدّسات.

 

أيها الإخوة والأخوات، أيها الآباء والأمهات، يا أعزائي!

 

الجمهوريّة الإسلاميّة تطوي اليوم أكثر مراحلها شموخًا. فلتعلموا أن نظرة العدوّ إليكم ليست مهمّة. أيّ نظرة كانت للعدوّ تجاه نبيّكم وكيف عامل [الأعداء] رسول الله وأبناءه، وأيّ تهمٍ وجّهوها إليه، وكيف عاملوا أبناءه الأزكياء؟ لا يؤدينّ ذمّ العدوّ وشماتته وضغوطاته إلى تفرقتكم.

 

اعلموا – وأنتم تعلمون- أنّ أهمّ إنجازٍ مميّز للإمام الخميني العزيز كان أنّه جعل في بادئ الأمر الإسلام ركيزة لإيران، ومن ثمّ جعل إيران في خدمة الإسلام. لو لم يكن الإسلام ولو لم تكن تلك الروح الإسلاميّة سائدة في هذا الشّعب، لنهش صدّام هذا البلد كذّئب مفترس؛ ولقامت أمريكا بالأمر نفسه ككلب مسعور، لكنّ ميزة الإمام الخميني أنه جعل الإسلام ركيزة ورصيداً؛ وجعل عاشوراء ومحرّم، وصفر والأيام الفاطميّة سنداً لهذا الشّعب. لقد أشعل الثورات داخل هذه الثّورة. ولهذا جعل الآلاف من المضحّين في كلّ مرحلة من أنفسهم دروعًا تحميكم وتحمي الشعب الإيرانيّ وتراب الأراضي الإيرانيّة، والإسلام، وجعلوا أعتى القوى الماديّة ترضخ ذليلة أمامهم. أعزّائي، إياكم أن تختلفوا في المبادئ.

 

الشهداء محور عزّتنا وكرامتنا جميعًا؛ وهذا الأمر لا ينحصر بيومنا هذا فقط، بل إنّ هؤلاء اتّصلوا منذ الأزل ببحار الله جلّ وعلا الشاسعة. فلتنظروا إليهم بأعينكم وقلوبكم وألسنتكم بإكبار وإجلال كما هم حقاً. عرّفوا أبناءكم على أسمائهم وصورهم، وانظروا إلى أبناء الشهداء الذين هم أيتامكم جميعاً بعين الأدب والاحترام. فلتنظروا بعين الاحترام إلى زوجات الشهداء وآبائهم وأمّهاتهم، وكما تعاملون أبناءكم بالصّفح والتغاضي، عاملوا هؤلاء بعناية واهتمام خاصين في غياب آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأبنائهم.

 

عليكم باحترام قواتكم المسلّحة التي يقودها الوليّ الفقيه اليوم، وذلك من أجل الدفاع عن أنفسكم، ومذهبكم، و عن الإسلام والبلاد، وعلى القوات المسلّحة أن تدافع عن الشّعب والأعراض والأرض كدفاعها عن منازلها، وأن تعامل الشعب بأدب واحترام، وأن تكون بالنسبة للشعب كما قال أمير المؤمنين ومولى المتّقين مصدر عزة، وقلعة وملجأ للمستضعفين والناس، وزينة للبلاد.

 

( الجزء الثالث سيكون مخصص لأهله كرمان)

خطابي لأهالي كرمان الأعزّاء …

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023