الجزائر وصندوق النقد الدولي…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

الجزائر وصندوق النقد الدولي…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

تصريح للرئيس الجزائري قبل عدة ايام حول والذي جاء فيه ان الجزائر لن تتعامل مع صندوق النقد الدولي او البنك الدولي ولن تطلب قروض من هذه المؤسسات الدولية مرت عليه وسائل الاعلام مر الكرام هذا فيما إذا ما ذكرت الخبر أصلا. وهذا الرفض يعني ببساطة ان الجزائر لا ترضى ان تبيع سيادتها لهذه المؤسسات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة بالكامل وهي التي تقرر لمن تمنح القروض بمعنى أن القرار هو قرار سياسي بإمتياز ولا يمنح الا للدول التي ترتضي ان تكون اداة طيعة للولايات المتحدة سياسيا. ولنا في سلوك هذه المؤسسات المشين امثلة حيث رفضت ان تمنح فنزويلا قرضا لشراء لقاحات لفيروس كوفيد-19 وهو رفض امريكي خالص. هذه الدولة المارقة التي تدعي الديمقراطية وتتحفنا بالتمسك بحقوق الانسان ليلا ونهارا.

 والامر لا يقتصر على الجانب السياسي بل يتعداه الى الجانب الاقتصادي حيث يقوم صندوق النقد الدولي او البند الدولي بوضع شروط لتحرير القروض او المنح وفي غالبيتها تتضمن تغيير في الهيكلية الاقتصادية للبلد في إتجاه تبني ما يسمى بالاقتصاد الحر الراسمالي. وفي مقدمتها خصخصة الانشطة الاقتصادية للقطاع العام ورفع الدعم الحكومي عن السلع الاساسية التموينية ومن ضمنها الطاقة مما يزيد من أفقار الشعوب الى جانب فتح البلاد للشركات الاجنبية بشروط لمصلحة هذه الشركات تحت ما يسمى “بالانفتاح الاقتصادي” كما فعل السادات في مصر والتي ادت الى تدمير الاقتصاد المصري.

 وبالاضافة الى ذلك فإن الارتهان الى المعونات والقروض من هذه المؤسسات الدولية يساعد ويشجع على بروز طبقة برجوازية كمبرادورية طفيلية وفاسدة وظهور ما يمكن تسميته “بالقطط السمان” تزيد من نهب ثروات البلد وتعتمد على القمع والاستبداد في توليها حكم البلاد. وربما خير مثال على ذلك في وطننا العربي هي مصر إذا ما اخذنا الحقبة الزمنية والتحولات الاقتصادية والسياسية التي حصلت بعد موت الرئيس جمال عبد الناصر وتولي السادات الحكم (صاحب الانفتاح الاقتصادي) الذي جاء من بعده على اثر مقتله الرئيس مبارك الذي استفحل الفساد المالي والاداري والسياسي في عهده وتحكمت طغمة مالية فاسدة في العباد والبلاد ومرورا الى النظام الحالي الذي جاء بإنقلاب العسكر حيث اصبحت مصر معتمدة كلية على معونات وقروض ومنح تقدم من الدول الخليجية وخاصة الامارات والسعودية وصندوق البنك الدولي بالاضافة الى ما يقرب من 3 مليارات تقدم من الولايات المتحدة سنويا وذلك مكافئة لتوقيع معاهدة كامب ديفيد الخيانية عام 1979 من قبل نظام السادات التي أخرجت مصر من الصراع مع العدو الصهيوني وأصبحت مطية للولايات المتحدة والسعويدة والامارات وذهب دورها الريادي العربي والافريقي والدولي الى لا رجعة على الاقل في المدى المنظور اللهم الا إذا ما حصلت معجزة والمعجزات في هذا العصر قليلة جدا.

* كاتب وباحث اكاديمي فلسطيني

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023