الخوذ البيضاء .. لا عزاء للخونة

بقلم: محمد الرصافي المقداد |

الخونة في عالمنا العربي والاسلامي كثيرون، رضوا طوعا بأن يكونوا أدوات سوء تحرّكها، لدي اعداء العرب والمسلمين، كيفما يرونه يخدم مصالحهم، و يؤيّد جانبهم الدعائي، في أي قضية تكون دول الغرب طرفا فاعلا فيها، ولها مصلحة في قضائها. ففي المؤامرة على سوريا، كانت هناك أطراف متربصة بالبلاد، قدمت ما امكنها أن تقدمه من خدمات، مهّدت لتغلغل الارهاب في مناطق واحياء محددة، ومكّنته من انشاء مواقع له، قبل بدء الاعمال التخريبية والقتالية، وبقطع النظر عن المراسلين الذين عملوا لفائدة قنوات اعراب الخليج وفرنسا 24 وغيرها، فانّ ما جاء على السنة شهود العيان – وما أغبى عقولهم- قد اعطى صورة بعيدة كل البعد عن حقيقة ما جرى هناك، ولم يكن ذلك بالعفوية التي يتوقعها وينتظرها المشاهد، وانما هي في عمومها مسرحيات يدرّبون أبطالها على اخذ وضع الميّت بعد فصل لمسات الاخراج عليهم وطلاء مواضع من اجسامهم بما يشبه الدماء السائلة والجامدة، أو اظهار الاطفال خصوصا في حالة اغماء، ولعابهم يسيل من أفواههم، ليعطوا انطباعا بانهم تعرضوا لسلاح كيماوي، ورجال الانقاذ يجتهدون بوسائل بسيطة في انقاذهم، لقطات تدفع لمغالطة الرأي العام المحلي والدولي، بل واثارته الى حد، يدفع من له مصلحة في ذلك، الى رفع سقف الدعاوى المغرضة، والانتقال بالمؤامرة قدما نحو التحريض الكامل، واذكاء نار العداوة والبغضاء للنظام السوري، الذي بقي الوحيد من بين دول المواجهة، لم يوقّع اتفاقية استسلام أمام الكيان الصهيوني، ومن أجل ذلك افتعلت المؤامرة بعنوان ثوري مزيف، خدع كثيرا من السوريين، ولم يستفيقوا من غلوائها الا بعد فوات الاوان. اخطر المتآمرين على سوريا من الداخل، هم جماعة الخوذ البيضاء، ان صحت نسبتهم الى جماعة، بواسطتهم امكن لصناع المؤامرة على سوريا، الاحتفاظ بماء قبح وجوههم، والتستّر على حقارة ووضاعة ما أسسوه وذهبوا اليه، بواسطة هؤلاء العملاء، الذين لم يدّخروا جهدا في سبيل ادانة النظام السوري بجيشه الباسل، ومقاومة من بقي على وطنية من افراد شعبه، الذين تفطنوا للمؤامرة على بلادهم، وأبعادها التي يريد أعداؤهم الوصول اليها، فكانوا زعماء في الفبركات الاعلامية، وشياطين في الصاق التهم المضللة، لعل أخطرها فبركات الكيماوي في عدد من المناطق (كخان العسل وخان شيخون) والصاق تهمة اقتراف الجريمة، بالجيش العربي السوري ونظامه. ويبدو أن أصحاب الخوذ البيضاء قد انتهى دورهم، بعد سلسلة الهزائم التي مني بها روافدهم من عصابات الارهاب الوهابي – رغم القليل الباقي الذي لم يفعلوه – وعلى مشغّليهم أن يجدوا لهم ملجأ بسرعة، قبل أن يقعوا بين أيدي الجيش وقواه الرديفة، فيظهروا بما لا يستسيغه الاعلام العالمي، ولأجل ذلك كشفت قناة (السي ان ان)، أن الولايات المتحدة وكندا وعددا من الدول الأوروبية، لا سيما بريطانيا وفرنسا، تناقش خطة لإجلاء أعضاء منظمة (الخوذ البيض) وعائلاتهم من سوريا، ووفقاً للقناة الأمريكية، فإن الأمر يتعلق بإرسال حوالي 1000 عضو من هؤلاء وعائلاتهم إلى دول أخرى، مثل كندا والمملكة المتحدة وألمانيا، وهذا الاجراء يذكرني بعمليات فرار جماعي لميليشيا العميل انطوان لحد وعائلاتهم، الى داخل فلسطين المحتلة، بعد انتصار حزب الله سنة 2000، ومكافئة من لم تستقبلهم الدول الغربية لاجئين، بالبقاء تحت حماية الكيان الصهيوني. وكان الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) قد أثار هذه القضية في قمة الناتو بمقره ببروكسل، وكان من بين مقترحات بقية الاعضاء، توفير طرق إخلائهم من جهة إسرائيل والأردن، باعتبار أنه لا يمكنهم الخروج من الجنوب السوري ( القنيطرة) الا من تلك الحدود. وكانت الصحفية البريطانية (فانيسا بيلي Vanessa Beeley ) قد كشفت بالادلة القطعية، الطبيعة الحقيقية لهذه المنظمة، فهي جماعة تدعم الأطماع الاستعمارية للدول الغربية، وتؤيد نشاطات المجموعات المتطرفة في سوريا، وليس هذا فقط، بل لقد جمعت فانيسا المعلومات الموثقة، التي تلقي الضوء على دور الخبيث الذي اضطلعته ونفّذته وقدّمته موادّ اعلاميّة مفبركة، زادت في تأجيج الحرب الإرهابية ضد الحكومة السورية. تقول (فانيسا) إنه يمكن لمن يقضي ساعات معدودة في حلب الشرقية، زمن سيطرة الجماعات الارهابية عليها، أن يصل الى معرفة حقيقة منظمة (الخوذ البيضاء) التي اسسها الخبير الأمني (جيمس لي ميزوريه ( james lee meezoureeالموظف سابق في مخابرات الجيش البريطاني، تنفيذا لأوامر استخبارية عهدت اليه من بريطانيا، وايدتها ودعمتها أمريكا والدول الاوروبية. مؤسس الخوذ البيضاء ارتفع حسابه من 300.000 دولار إلى 100 مليون دولار، فقد حصل من هولندا على 4.5 مليون دولار، ومن ألمانيا على 4.5 مليون دولار، ومن الدانمارك على 3.2 مليون دولار. ووصلت المعدات وتجهيزات أخرى من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بينما حصلت الجماعة على ما يزيد على 150 مليون دولار أمريكي، قبل فيفري (فبراير) 2018 . عمل المنظمة إجرامي دعائي خبيث وتبين من تحليل مقاطع الفيديو المسجلة عن نشاطات (الخوذ البيضاء) أنهم لم ينقذوا المدنيين في سوريا، بل على العكس من ذلك، قاموا باتخاذ الإجراءات التي تودي بحياة الإنسان، وكشفت منظمة (أطباء سويديون لحقوق الإنسان SWEDRHR) أن من يسمون أنفسهم منقذين وطوعيين، لم ينقذوا الأطفال السوريين، بل على العكس قاموا بقتلهم، وبعد التدقيق بالمقاطع المسجلة، التي تظهر معاناة أطفال سوريين، نتيجة هجوم كيميائي مفترض، توصل الخبراء السويديون إلى أن (الخوذ البيضاء)، يقومون بحقن الأطفال بالأدرينالين، في منطقة القلب، بواسطة حقنة ذات إبرة طويلة، مع العلم أن الإسعاف الأولي لمصابي الهجوم الكيميائي، لا يتم بهذه الطريقة، ويظهر مقطع الفيديو المسجل، أنه لم يتم الضغط على مؤخرة الحقنة، وهذا دليل على أن المسعفين لم يقوموا بحقن الطفل بالدواء، والفصل المسرحي كان فاشلا وأصحابه أغبياء. وحسب الفيديو، أوضح الأطباء السويديون أنه تم تخدير الطفل بمخدر عام، ويظهر الطفل وهو يحتضر، بسبب زيادة جرعة المخدر، لم تظهر على الأطفال أي أعراض تسمم بالغازات الكيميائية، مؤكدين على أن تلك الاعمال لم تكن سوى جريمة قتل مصورة، فضحت عملية الإنقاذ الوهميّة، حسب جريدة ( Veterans Today) الأمريكية. امريكا وحلفاؤها الغربيين منشغلون اليوم، بوضع الخوذ البيضاء الحرج، ولم يعد وضعهم يحتمل التأخير، في ضوء ضيق الخناق عليهم، والمساحات التي بقيت لهم من الارض السورية، التي كانوا يتفيؤون ظلالها، دعاية مغرضة بحق وطنهم، قد أوشكت على أن يبسط الجيش السوري يده عليها، ومن أجل إخفاء ما ارتكبه هؤلاء العملاء من جرائم بحق وطنهم، سيعمل مشغلوهم على اجلائهم بعيدا، طمسا لمعالم جرائمهم، ونأيا بهم عن الوقوع بين أيدي وطنيي سوريا واحرارها، وافتضاح جانب من جوانب المؤامرة على بلد، بقي شوكة في وجه الاستسلام لمشيئة الاستكبار العالمي، وصفقة قرنه التي باءت بالفشل الذريع.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023