الدوافع والأسباب الحقيقيه وراء اندلاع معركة الكرامة الخالدة…بقلم عمران الخطيب

الدوافع والأسباب الحقيقيه وراء اندلاع معركة الكرامة الخالدة…بقلم عمران الخطيب

بعد هزيمة الرابع من حزيران عام 1967 تزايدت عمليات المقاومة الفلسطينية داخل الوطن المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى القيام بفتح جبهات أخرى للمقاومة الفلسطينية، وبشكل خاص حركة فتح، التي كانت تقوم بسلسلة من العمليات العسكرية إنطلاقاً من الأرض الأردنية في غور الأردن وبلدة الكرامة وبعض من المناطق الأخرى تم إنشاء قواعد إرتكاز للقيام بعمليات عسكرية داخل الأرض المحتلة بالتسلل عبر نهر الأردن وبعض المناطق الأخرى مثل شمال وجنوب الأردن ووادي عربه، وبعد تصاعد عمليات قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح، ومجموعات من قوات التحرير الشعبية وهي عبارة عن قوات من الفدائيين كانت ضمن إطار جيش التحرير الفلسطيني بقطاع غزة.

العمليات العسكرية عبر نهر الأردن قد أصابت المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية بالذهول حيال تلك المجموعات التي تتجاوز الموانع الكهربائية والالغام والانذارات وتقوم هذة بنجاح في الاشتباك والتسلل وفي أحيان يتم إطلاق صواريخ الهاون في قصف المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية وفي الكثير من الأحيان يكون الهدف إقامة قواعد داخل الوطن المحتلة في الضفة الغربية وهذا ما كانت تخشاه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وفي نفس الوقت فإن هذة المجموعات من الفدئيين كانت تتلقى الدعم خلال عودتهم من الأرض المحتلة إلى نهر الأردن والبحر الميت من خلال الجيش العربي الاردني حيث يتم غطاء مدفعي أردني مما يحقق عودتهم إلى قواعدهم سالمين، ويشكل دعما وأسنادا للمقاومة الفلسطينية.

وفي أحد اللقاءات الصحفية مع موشي ديان وزير حرب الإحتلال الإسرائيلي حين وجه له سؤال حول عمليات المقاومة الفلسطينية وقيامهم بعمليات عسكرية من الأراضي الأردنية قال عبارة مشهورة له “المخربين كلا بيضة في يدي أستطيع كسرها وقت ما أشاء” و بعد تزايد العمليات العسكرية للمقاومة ، حشدت “إسرائيل” جيشها إتجاه الأراضي الأردنية، وعقدت القيادات الفلسطينية إجتماعا تشاوريا حول تقدير الموقف العسكري، البعض طرح الإنسحاب من منطقة الكرامة، ولكن ابو عمار إتخاذ قرار المواجهة والتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي رغم الإمكانيات المتواضعة، وتقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي نحو الكرامة وتصدى الجيش العربي الاردني بالمدفعية ووقعت الاشتباكات المباشرة من مكان إلى آخر بكل ضراوة وشجاعة حيث كانت الاشتباكات نقط صفر واندلعت المواجهات بالسلاح الأبيض وبعض من الفدائيين أستخدم الحزام الناسف والقنابل اليدوية وزراعة ألغام أمام مدرعات العدو ومن شدة الخسائر طلبت “إسرائيل” ثلاث مرات وقف إطلاق النار حيث إستمر القتال 18ساعة وخلف العدو الإسرائيلي إعدادا كبيرة من القتلى والجرحى والمصابين في تلك المعركة الخالدة.
في هذة المعركة تمكن الجيش العربي الاردني والمقاومة الفلسطينية من تحقيق النصر وهزيمة الجيش الذي لا يقهر كم كانت تدعي “إسرائيل”. إن الوحدة الميدانية في معركة الكرامة الخالدة هي العامل المركزي في تحقيق النصر وهزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي،ولقد كانت عوامل العمل العسكري المشترك في حرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية من عوامل الإنتصار وهزيمة جيش الاحتلال.

لذلك لم يكن من الممكن تحقيق النصر وهزيمة جيش الاحتلال بدون التلاحم الميداني بين الجيش العربي الاردني والمقاومة الفلسطينية، نحن في حاجه وضرورة فلسطينية وعربية وإسلامية في جمع مقدراتنا وكافة الإمكانيات في التصدي لمخاطر الكيان الصهيوني المتمثل فى وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكل فيروس سرطاني يهدد الأمن والاستقرار للأمن القومي العربي بدون استثناء.
جسدا واحداً إذا أصيب الآخر يتتداعى له سائر الجسد
لذلك معركة الكرامة الخالدة عنوان الكرامة للأمة العربية في الماضي والخاضر والمستقبل

الهزيمة المذلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الكرامة، دفعت الجانب الإسرائيلي الى القيام بقصف جبال السلط واستهداف قواعد المقاومة الفلسطينية والمدنيين وممتلكاتهم وكذلك قام جيش الاحتلال بقصف وعملية إنزل في منطقة غوار الصافي أحدى قواعد الفدائيين، وكانت تعمل على استهداف المدنيين وممتلكاتهم حتى تنزع قضية التلاحم الذي تجسد بشكل فعلي في معركة الكرامة الخالدة

المجد والخلود لشهداء الجيش العربي الأردني والمقاومة الفلسطينية الذين صنعوا نصر الأمة

 

Omranalkhateeb4@gmail.com

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023