السَّلامُ فِي الإِسْلَامِ الإِبرَاهِيمِي لَا فِي البَيتِ الإِبرَاهِيمِي!!؟…بقلم الحسين أحمد كريمو

السَّلامُ فِي الإِسْلَامِ الإِبرَاهِيمِي لَا فِي البَيتِ الإِبرَاهِيمِي!!؟…بقلم الحسين أحمد كريمو

قال تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج: 78).

ما أحوجنا لفهم، ووعي، مضامين هذه الآية الكريمة التي كأنها تتحدَّث عن واقعنا هذه الأيام، لا سيما ما يحدث في العراق الجريح، وزيارة الحبر الفاتيكاني إليه للحج.
فصباح يوم الجمعة وصل بابا الفاتيكان إلى العراق الجريح، كحج على دين السيد المسيح (ع) الذي ولدته السيدة مريم العذراء في العراق ولكن عادت به إلى فلسطين حيث كان ينتظرها اليهود المكذبين والمتهمين لها بأعز ما عندها (شرفها)، وهي حاملة لهم أشرف ما عندهم (عيسى المسيح النبي) فكيف استقبلوها؟

 

واليوم يأتي حبر الموارنة الكاثوليك إلى أرض العراق ولكن لا يقر ولا يعترف بولادة السيد المسيح (ع) فيه، بل ربما يعتقد ويعرف أن المسيح لم يطأ أرض العراق رغم أننا نعرف أنه جاء مع الحواريين وزاروا كربلاء وعقدوا فيها مجلس عزاء كما يروي أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام).

 

جاء البابا الفاتيكاني فيا أهلاً وسهلاً ومرحباً به في أرض الحضارة والعراقة والتاريخ، وسعى إلى النجف الأشرف ليلتقي بمرجعنا المفدى وعَلمنا للهدى، سماحة المرجع الكبير الإمام السيد علي السستاني (دام عزه) ليدعوا إلى السلام والأمن والعيش المشترك بين الأديان والأمم والشعوب والقوميات والاثنينيات وذلك لأن الأرض وناسها وخاصة في منطقتنا مهبط الأديان السماوية ومهد الحضارات الإنسانية، فالدعوة صحيحة من البابا وأصلاً هذه هي دعوة الإسلام منذ أن جاء به الرسول الأعظم (ص) لأهل الجاهلية في مكة المكرمة حيث البيت الحرام والبناء الإبراهيمي الأول فيها..

 

ومن الواجب على حبر الفاتيكان أن يُقدم آيات الشكر والتقدير والثناء لسماحة السيد المرجع على فتواه الجهادية التي حمت العراق والعراقيين بكل أطيافهم لا سيما النصارى الذي يُمثلهم من قطعان التكفير الشيطانية المدعومة بل المصنوعة من إمبراطورية الشر العالمي التي يدعمها بكل قوة جناب البابا وهي الشيطان الأكبر على الأرض الذين رسالتهم نشر الفوضى والقتل والدمار كما فعلوا بالعراق العراقة، وسوريا الحضارة، ويمن الأصالة ليرضخوا للإرادة الصهيونية الشريرة وهو أعلم الناس بهم وقذارتهم، وعداوتهم لكل الأديان والشعوب.

 

والبابا يعلم جيداً أن الإسلام دين المحبة والسلام والعيش المشترك واليهود الصهاينة هم الغدة السرطانية في هذه المنطقة، فهم المشكلة والسبب في كل ما عشناه ونعيشه في هذا العصر الذي صارت لهم شوكة مسيحية يجرحون بها المسلمين والمسيحيين على حدٍّ سواء لأنهم يعتقدون أن الكل أعدائهم ولا يُبالون مَنْ قُتل منهم، ولا أعلم عملاً صدر من الكنيسة التي تتحدث باسم المسيح أسوء من براءة اليهود من دم المسيح ودعمهم لهؤلاء الأشقياء الذين جاؤوا بهم ليُدنِّسوا قدسنا جميعاً بمساجدها وكنائسها على السواء..
وإن لم نعتقد نحن المسلمين بالقتل الشخصي للمسيح ولكن أتباعه يعتقدون ذلك، ونحن نعتقد بالقتل الشاخصي والمعنوي حين اتهموا أمه الطاهرة البتول مريم بالباطل، وهذه التهمة القرآن الكريم والإسلام هو الذي أثبته لهما، ولكن مازالت تلك التهمة ملتصقة بهما عند اليهود وفي كل عقائدهم وأدبياتهم فكيف يرضون منهم أو يؤيدونهم أو يساعدوهم وهم يعلمون بكل تلك الأقاويل في السيد المسيح وأمه العذراء مريم (ع)؟

 

وعلى كل حال فقد ظهر جلياً للعالم أجمع أن اليهود والصهاينة بالخصوص يُسيطرون على شعب السيد المسيح وكنيسته لا سيما كنيسة الفاتيكان الكاثوليكية التي رأسها وأساسها وحَبرها البابا، وهي الكنيسة التي أشعلت وقادت الحروب الصليبية ضد المسلمين كلها منذ القرون الوسطى حتى الآن..
والآن يأتي ليحج إلى أُور التي طُرد منها إبراهيم الخليل (ع) وهي ليس لها علاقة بأي شكل من الأشكال بالسيد المسيح، ودينه، ولا اليهودية الموسوية، ولا حتى الإبراهيمية لأن إبراهيم ولد في بابل ثم هاجر منها إلى الشام والقدس الشريف، كما يُؤكد بعض الباحثين..

 

فلأي شيء جاء جنابه إلى العراق الجريح المدمر الذي مازال ينزف دماً ونفطاً وغازاً وتراثاً وحضارةً بسبب الحرب الصليبية الجديدة التي أعلنها جورج بوش في بداية القرن الرقمي هذا؟
فالسلام والأمن والحرية والعدل والقسط في الإسلام الحنيف، لا في البيت الإبراهيمي الصهيوني، ولكن هل سيوقف جناب البابا نزف العراق واستنزافه أم أنه جاء لأمر آخر تماماً هذا ما ستكشفه الأيام الآتية بعد الزيارة هل ستكون نعمة أم نقمة على العراق والعراقيين؟ ولسنا متفائلين قطعاً.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023