“الشام الجديد” مشروع مشبوه يستثني سوريا ولبنان وفلسطين…بقلم أسعد العزّوني

“الشام الجديد” مشروع مشبوه يستثني سوريا ولبنان وفلسطين…بقلم أسعد العزّوني

يضم هذا المشروع المشبوه العراق ومصر والأردن، ويقول أصحابه أنه مشروع تعاون عربي، وهو عبارة عن تفاهمات سياسية وإقتصادية، وتم الإعلان عن هذا المشروع المضحك والمشبوه في شهر أيلول 2020، وينطلق هذا المشروع الجديد “المبهم”، من دراسة أعدها البنك الدولي ؟؟؟!!!!في شهر آذار 2014 ، بخريطة جغرافية أوسع ضمت دول بلاد الشام الأربع سوريا الأردن لبنان وفلسطين وتركيا والعراق ومصر، وطرحوه إبان حكم رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي، ومن ثم طرح بصورته الحالية ثلاثية الأبعاد في شهر آذار 2019، وكان هذه المشروع ولا يزال يحظى بتأييد واشنطن، وهذا ما يفسر تبني رئيس الوزراء العراقي الحالي مصطفى الكاظمي له، أثناء زيارته لواشنطن في شهر أيلول 2019، وخلال القمة الثلاثية التي ضمت الأردن والعراق ومصر في عمّان في ذات الشهر.
يرتكز هذا المشروع المؤيد أمريكيا على الجانب الإقتصادي بين أطراف هذا المثلث البعيد عن الجغرافية الشامية، وسيقوم العراق بتصدير النفط للأردن ومصر بأسعار تفضيلية بسعر 16 دولار للبرميل عبر خط أنابيب النفط العراقي –الأردني المقترح للأردن، وعبر ميناء العقبة مع مصر، مقابل تزويد العراق بالطاقة الكهربائية، وأن يتم ضخ الإستثمارات المصرية إلى العراق، وكأن العراق بلد فقير، ويتسم هذ المشروع بكون العراق الكتلة النفطية، ومصر الكتلة البشرية، بينما الأردن هو الحاضن لخط الأنابيب والواجهة لإسرائيل.

الغريب في الأمر إن امريكا تصر على ربط العراق مع الشام وليس مع الخليج، ولهذا تفسير مقنع وهو إن المراد هو تأمين بيئة تطبيعية لمستدمرة إسرائيل، ويستندون في ذلك على إن الإقليم مقبل على خوض حروب غاز، بمعنى إن العراق سيكون إحدى مخرجات الحرب بالوكالة من العصابات التي أسستها أمريكا ومستدمرة الخزر وفي طليعتها جبهة النصر وداعش وتنظيم القاعدة، وستكون مستدمرة الخزر هي المستفيد الأول من خط الأنبوب النفطي الواصل بين البصرة والعقبة، كما إنها ستصبح الشريك الرابع في هذا المشروع، من خلال تفعيل دور الشركات المشتركة مع الأردن ومصر والعراق، وستكون هي المصدر الأول للغاز الذي سيحصل عليه العراق أيضا وهو الغاز الفلسطيني المسروق.
المحللون يقولون إن أمريكا ومن خلال هذا المشروع ثلاثي الأبعاد، ترغب في إبعاد العراق عن إيران وتجفيف منبع الميليشيات فيه، بهدف ضرب محور المقاومة الممتد من لبنان إلى إيران، لتوفير الأمن والأمان لمستدمرة الخزر، ولتقوية محور التطبيع العربي، وسيتم لاحقا إجبار تركيا على الإنخراط في مشروع التطبيع “الشام- الخليج”، لإنقاذ إقتصادها، وكذلك فرض طوق تطبيعي على العراق “خليج-شام –مصر” لإجباره على التطبيع الرسمي، ويتوقع العارفون أن العراق سيدخل أوكازيون التطبيع بعد الإنتخابات المقبلة بحسب المخطط الأمريكي المرسوم له، ويتم تنفيذه خطوة خطوة.
يقول الباحث العراقي علاء اللامي في معرض كتابته عن هذا المشروع، بإنه مشروع مضحك جغرافيا ومشبوه جيو –سياسيا، لأنه يقفز على الشام الحقيقية ويصل إلى مصر الإفريقية، ناهيك عن ضمه للأردن ومصر اللتان وقعتا سابقا معاهدات تطبيع مع مستدمرة إسرائيل، لجر العراق إلى حظيرة التطبيع، ويضيف إن العبادي المقرب من أمريكا هو الذي وضع أسس المشروع، ويتخوف العراقيون من أن الكاظمي بإنخراطه في هذا المشروع سيدخل العراق في سياسة المحاور الإقليمية، وكذلك إن النفط العراقي سيؤول إلى خزانات النفط الإسرائيلية الضخمة، مستندين في ذلك على تعطيل أمريكا للمشاريع النافعة للعراق مثل مشروع الفاو الكبير والقناة الجافة نحو أوروبا عبر تركيا وسوريا وخط أنبوب النفط السوري –العراقي إلى بانياس والخط العراقي –السعودي البصرة –ينبع.
هذا المشروع هوفكرة أمريكية خبيثة، لإقامة مملكة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، ويضم الأردن، وكذلك ربط المطبعين القدامى مع الجدد، إضافة إلى حصار فلسطين كما قال المفكر الراحل عبد الحي زلّوم، وهو مشروع تطبيعي بحت لغوث هذه المستدمرة، التي باتت تعاني من التحديات الوجودية الفعلية، خاصة بعد إنسحاب أمريكا من المنطقة وغروب شمسها.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023