“الصها ينة واهدافهم التي سعوا لتحقيقها من خلال معركة الكرامة”…بقلم هشام الهبيشان

“الصها ينة واهدافهم التي سعوا لتحقيقها من خلال معركة الكرامة”…بقلم هشام الهبيشان

“لم تكن بداية معركة الكرامة كما هو معلوم الساعة 5:30 صباح يوم 21 آذار/مارس 1968 فقد سبق ذلك قيام الصهاينة بهجمات عديدة ومركزة من قصف جوي ومدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة، ومهدت لذلك باستعداد واسع النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تغيير الحال العام بالمنطقة , من حال الصمود الأردني العنيد ضد ارادتها الى حال تحقق لها الهدف الذي ارادت الحصول عليه من حرب حزيران العدوانية ..
وأراد العدو من المعركة تحطيم الأردن وقواتها وزعزعة الثقة بنفسها، حيث بقي الأردن يرفض نتائج حرب حزيران وبقي صامداً ثابتاً بحيويته ونشاطه وتصميمه على الكفاح من أجل إزالة آثار العدوان حيث اعتقدت القيادة الإسرائيلية مخطئة أن الجيش العربي الأردني يعيش الهزيمة وهو مشتت الصف بعد حزيران..
لكنها أخطأت التقدير حيث أن القيادة العسكرية الأردنية كانت قادرة على إعادة تنظيم القوات وبسرعة فائقة، وتمكنت من تحقيق ذلك في وقت قياسي واحتلت مواقعها العسكرية على الضفة الشرقية من النهر وبقيت روح القتال والتصميم على خوض المعركة أعلى ما تكون عليه روح القتال والتصميم في صمود أردني رائع.
لقد كانت وجهة العدو واضحة وأهدافه كبيرة، حيث حشد قبل أيام من معركة الكرامة قواته لاحتلال مرتفعات البلقاء ، ذات الأهمية التعبوية الكبيرة، وليقترب من العاصمة عمان للضغط على القيادة السياسية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل والعمل على ضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق أحلامه المنشودة، وقد تلخصت أهدافه بما يأتي :
1. إرغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة.
2. محاولة كسب موطئ قدم على أراضٍِ شرقي نهر الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
3. ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن.
4. توجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى القوات الأردنية.
5. زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وإرغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة، وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الصهيوني بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية وما آلت إليه حرب حزيران 1967م.
ومن هذه المفاهيم أخذ القادة الصهاينة يخططون لمهاجمة الأراضي الأردنية على جبهة واسعة، والاختراق في النقاط الضعيفة لتأمين، الأهداف الحيوية التي تناسب استراتيجيتهم، وليرغم الأردن بالتالي على الخضوع للمطالب الإسرائيلية بالشروط التي تريدها لفرض الحل السياسي الذي يناسبها.
والحقيقة ان الجبهة الأردنية لم تشهد هدوءاً أو استقراراً منذ حرب حزيران 1967 وحتى نشوب معركة الكرامة، فقد وقع ما يزيد عن أربعة وأربعين اشتباكاً بالمدفعية والقصف الجوي والدبابات والأسلحة المختلفة، كلها تبين نوايا العدو المبيتة، والتمهيد للمعركة المخطط لها لاحتلال مرتفعات السلط (البلقاء) والوصول إلى مشارف عمان للضغط على الأردن ولفرض الحلول التي يريدونها، ولكن بدلاً من ذلك كله تلقت إسرائيل ضربة قوية من قواتنا الباسلة ردتها خائبة وأوقعت فيها خسائر لم تصب بها إسرائيل في حرب حزيران عام 1967م”.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023