العاجل والضروري لهزيمة التهديد الكوروني…بقلم صلاح الداودي

العاجل والضروري لهزيمة التهديد الكوروني…بقلم صلاح الداودي

نحن ضد ما يسمى الحجز الذاتي أو العزل الصحي الذاتي مع التحفظ على كلمة صحي، لانه في الحقيقة جدولة للاصابات أو تنظيم رزنامة لظهور الاصابات. وبالتالي تأجيل للمواعيد وتوزيع لازمنة الحجر الطبي أو العزل الطبي ومباشرة الحالات المصابة وهو يوقع غالبية الناس في أوهام كبيرة.

ان تقسيم الحالات المكاني والزماني مجرد حيلة من لا حيلة له. أولا لانعدام العلاجات المناسبة والموثوقة وثانيا لصعوبة تحديد الحالات وثالثا لنقص الإمكانيات ورابعا لوجود ذروات قد تتسبب في انتشار خارج عن السيطرة واستحالة ضبط الأمور والعمل بالأولويات والمفاضلة بين المواطنين… الخ.

في النتيجة المطلوب هو الحجز التحفظي للناس في بيوتهم خارج الحالات المحتملة وخارج الحالات المصابة لمحاولة تحييدهم دون تغيير كبير في الحساب المفترض للاصابات، وهذا جيد من حيث حصر العدوى واحتواء الانتشار وقد يكون العامل الأهم. ولكن كل ذلك يبقى نسبيا لان المعافى سيكون ضحية غير المعافى وضحية نفسه أيضا لأن الأمور غير مؤكدة. وفي هذه الحالة يصبح ما يسمى حجر ذاتي للمصابين المحتملين هو المشكل لانه صعب التطبيق بحكم العقلية وصعب القبول بحكم انه سمح به وخاصة الوافدين من الخارج.

مرة أخرى، نعيدها بعد أيام من ذكهرها للمرة الأولى، لا مدة ال 14 يوم صحيحة دائما ولا خروج المتعافين ضمانة ولا مرور ال 14 يوم دون إصابة ضمانة أيضا.

وبالمحصلة، الايجابية الوحيدة لهذا الإجراء هو تجنب الذين يعتزلون الناس وصول حالات متقدمة من الخطر دون إعلام عن أنفسهم من ناحية ومن ناحية ثانية تجنب بعض الناس الايغال في الاصابة دون الشعور بأنفسهم أصلا وبنسبة بسيطة جدا عدم إيذاء غيرهم الا بالنسبة لذوي الوعي الحاد وذوي الظروف المريحة.

واما الايجابية غير المباشرة فهي التخفيض من نسبة الوافدين على البلد من جهة وتخفيض نسبة الاختلاط من جهة ثانية شرط الوعي والا ستكون النتيجة عكسية في الجهتين. ما يعني في النهاية ان كل الإجراءات المتخذة حتى الآن بسيطة وغير جذرية وعائمة بمعنى وجود مخاطر كبيرة بقدر وجود فرص كبيرة. ولكن ترجيح الضرر من الفائدة لا يكون الا عبر التدابير الجدية وهي غير موجودة حتى الآن.

اما المضار فهي عدم الامتثال ونقل العدوى الجماعية إلى أكثر من شخص والتهاون في الصنفين.

التدابير الجدية هي أولا المنع التام لدخول أي مواطن من أي بلد آخر. والعزل القسري الطبي التحفظي والشرعي ( على ذمة المراقبة والمتابعة) للحالات المحتملة في أماكن موحدة. والعزل الطبي العلاجي الحتمي والواجب للمصابين في مكان واحد أيضا أو مرافق موحدة. المهم أن يكون العزل في الحالتين طبيا وهو شرعي.

ولتلخيص وتكثيف كل ما سبق: تأكدوا انه لا فائدة من أي اجراءات مهما كانت دون:

حجر طبي نوعي جماعي وعام على صنفين مختلفين في مرافق موحدة ومحددة ولكن مختلفة ومنفصلة حسب الصنف حتى السيطرة على كل الحالات المحتملة (صنف1) والمصابة (صنف2) وإنهاء العدوى وقبل ذلك الإغلاق التام للحدود.

هذا آخر كلامنا عن كورونا.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023