العميد المجاهد السعيد بن العمري في ذمة الله…بقلم رابح بوكريش

العميد المجاهد السعيد بن العمري في ذمة الله…بقلم رابح بوكريش

الزمن يمر والجبال الشامخة تبقى شامخة “
” تموت الرجال وتبقى ذكراهم منارات للأجيال “
كان القدماء يصفون من فقدوه من الأعزاء بالنجم الذي هوى والشمس التي غربت والبحر الذي غاض. انه ليس من المبالغة في شيء أن نقول بأن الجزائر فقدت إحدى قممها الشامخة. أنه المجاهد والعميد وعضو جيش التحرير الوطني ” السعيد بن العمري رحمه الله، وقد أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيقة على مراسم تشييع جثمان المجاهد المرحوم بمقبرة العالية بحضور شخصيات وطنية وإطارات سامية ومواطنين.

يكفي هذا الرجل الطيب شرفا أنه شارك في تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي وفي بناء صرح هذا الوطن. تميز المرحوم بقدرته الفائقة وهدوئه وصرامته في اتخاذ القرارات الهامة. كان دائما بسيطا مع سكان عين طاية يستمع الى همومهم وانشغالاتهم . لم يكن ينسب إليه أي حلول لمشاكل بعض المواطنين . أن سكان قسنطينة لن ينسوا الأعمال الخيرية التي  قام به من المرحوم وعلى رأسها بناء مسجد ومدرسة. أن جيل الاستعمار كان يتمتع بإرادة قوية، وكانت الجزائر في أعينهم أغلى من كل شيء، كانت الجزائر حينها تعج بالرواد والأبطال الذين انطبعت في صفاتهم صور مجتمعاتهم ونقشت في أعماقهم هموم وطنهم فكانوا من أجل ذلك يذللون الصعاب ويواجهون المخاطر والمحن، كانوا يسجنون ويعذبون ولا يأبهون، كانوا ينتظرون الشهادة انتظار الطفل للأم الحنون، لأنّ الشهادة من أجل الجزائر كانت منتهى الأمل. والسؤال الذي نطرحه اليوم هو: هل الأجيال الحالية مستعدة أن تموت من أجل الجزائر؟
هل يحس أبناء الاستقلال وأجيال المستقبل بعمق الرسالة وعظم الأمانة التي وصلت اليوم إليهم من طارق بن زياد إلى عقبة بن نافع إلى الأمير عبد القادر فبوعمامة فابن باديس ولالة فاطمة نسومر، إلى العربي بن مهيدي وسي الحواس، والسعيد بن العمري وجميع من ضحى من أجل أن تحيا الجزائر.

رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه مع كل أبطال هذا الوطن. سيظل خالدا في نفوس كل من عرفه واحتك به. وأقول لعائلة الفقيد أننا نشاطركم الأسى في ما أصابكم، ونعرب لكم عن التعازي الحارة ومواساتنا الخالصة لكم وأن ينزل على قلوبكم صبر أولي العزم، انه سميع مجيب الدعاء.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023