الغربان اللبنانية تتصدر المشهد مرة اخرى…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

الغربان اللبنانية تتصدر المشهد مرة اخرى…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

الغربان في لبنان وعلى أثر رد المقاومة اللبنانية على الاعتداء الاسرائيلي الاخير بقصف مناطق لبنانية وعلى تثبيت معادلة الردع مع الكيان الصهيوني بدات بالنعيق مجددا واللغز واللمز لاحداث الفتنة الطائفية والمذهبية في لبنان وبتناغم واضح بين أطرافها.

 فمنهم من نطق بما تنطق به القيادات العسكرية والسياسية في الكيان الصهيوني بالقول ان ما قامت به المقاومة اللبنانية سيزيد من مصائب الاوضاع الاجتماعية والمعيسشية والاقتصادية للشعب اللبناني ويحملها مسؤولية “التصعيد” وهو ما نطق به وزير الحرب للكيان الصهيوني غانتس.

 ومنهم من قال أن المقاومة بعملها هذه إنما تخدم أجندات أجنبية لا علاقة للبنان بها وفصل البعض الاخر ان رد المقاومة جاء ليخدم إيران في مباحثاتها على برنامجها النووي في فينا واستخدامها كرافعة لصالحها مع الولايات المتحدة على وجه التحديد.

ومنهم من قام بدفع البترودولار الذي وصلته لتحريك بعض الزعران في منطقة الجنوب والتعرض لرجال المقاومة في حزب الله العائدين من العملية والتعدي عليهم ومصادرة أجهزة وبقية الصواريخ التي لم تطلق من المركبة وتحريك بعض من دفعت لهم سلفا على غرار ما كان في سوريا ليصطفوا امام الكاميرا ويرددون “حرية حرية حرية” مقابل 50 دولار للفرد وهذا البعض وجه الانتقادات للمقاومة بان الرد الاسرائيلي سيدفع ثمنه العائلات في المنطقة هذا بالرغم من ان رجال المقاومة تعمدوا عدم إطلاق الصواريخ من المناطق الاهلة بالسكان. وعلى اثر حادثة الاعتداء على رجال المقاومة اصدرت جميع المرجعيات في تلك المنطقة إدانة لهذا الاعتداء وتأييدا للمقاومة اللبنانية مؤكدين على ان من قاموا بهذا العمل لا يمثلونهم.

ولا شك ان المقصود من هذا العمل المشين هو إحدى الوسائل التي تحاول فيها القوى اللبنانية ذات الاجندات الخارجية والتي تقبض من وراء أعمالها في زعزعة البيئة الحاضنة للمقاومة وخاصة في الجنوب اللبناني وهذه الحادثة هي اول حادثة من هذا النوع والتي يجب ان يتنبه اليها أهالي الجنوب اللبناني. ولا بد ايضا من الاشارة هنا ان هنالك مجموعات إرهابية ومجموعات من القتلة وقطاع الطرق المفوعة أجرهم للقيام بمحاولات قطع طريق بيروت المؤدي الى الجنوب اللبناني. المقاومة اللبنانية قادرة على التصدي لهؤلاء القتلة سواء اللذين ارتكبوا مجزرة خلدة أو قطاع الطرق ولكنها ترفض هذا حفاظا على السلم الاهلي وباتالي وكلت الجيش اللبناني بهذه المهمات. ويكفي ان نقول هنا ان الجيش اللبناني وقيادته تدرك تماما خطورة مثل هذه الحوادث مما جعل قائد الجيش اللبناني تقديم تعهد شخصي للسيد حسن نصرالله على اثر كمين خلدة  بانه لن يكون بعد اليوم اي قطع لاتوستراد الجنوب – بيروت من قبل اي طرف او متظاهر.

وطبعا كان لا بد من دخول الاعلام الفاجر على خط مواجهة المقاومة اللبنانية وتضخيم الامر والتركيز على الحادثة وعدم التركيز على العدوان الاسرائيلي وذهب البعض الى الكذب والادعاء بأن هنالك حركة نزوح لاهالي كفر شوبا تحسبا لردود فعل من الجيش الاسرائيلي وذلك في عملية رخيصة لاثارة الفتن. ولقد استغل البعض هذه الحادثة المسرحية للقول بانه لا يوجد هنالك إجماع بما تقوم به المقاومة اللبنانية.

ونحن نقول نعم لا يوجد إجماع لاسباب يعرفها الجميع ولكن ما نريد ان نؤكده هنا هو أن هؤلاء الناعقين مثل الغربان لديهم إجماع في ان يكونوا مطية للمستعمر القديم “الام الحنونة” فرنسا و”الاب الحنون” ماكرون ولسيدهم في البيت الابيض ودافعي ثمن مواقفهم المذلة والخسيسة واللاوطنية في الرياض.

 ولديهم إجماع أيضا في الاستمرار في مص دماء الشعب اللبناني وقدرات البلد وتهريب أموالهم بالمليارات الى الخارج وإحتكار كل الانشطة الاقتصادية التي تدر عليهم ملايين الدولارات يوميا وتوزيها على الاخطبوط المالي. ولديهم إجماع بالوقوف لمنع أو عرقلت التحقيقات التي تجري في الكشف عن عمليات الفساد المالي والاداري وخاصة في تهريب ملياراتهم الى الخارج وأموال السمسرة التي حصلوا عليها من الصفقات المشبوهة.

كاتب وباحث أكاديمي فلسطيني

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023