المحور الجديد وسياسة الحوار…بقلم صلاح المصري

المحور الجديد وسياسة الحوار…بقلم صلاح المصري

ينقل الدكتور عادل عبد المهدي،أ ن الحاج الشهيد slimani كان يعمل قبل استشهاده على فتح حوار مع آل سعود،و أن أحد الأسباب الحقيقية التي دفعت بالامريكان إلى التعجيل باغتياله هي قطع الطريق أمام هذه النافذة التي يريد الحاج فتحها في جدار الكراهية و الصراع القاتل الذي تذهب إليه السعودية بتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية،
و لكن للايرانيين استراتيجية ثابتة،أعلن عنها مرات عديدة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، السيد الخامنئي وهي أن حروبهم لا تكون إلا دفاعية و أن الأصل في العلاقات بين أبناء المنطقة و الأمة هو السلم و التعاون لحفظ الأمن، و أن المخاطر التي تتهدد دول الخليج و المنطقة قادمة كلها من الولايات المتحدة الأمريكية و الصهيونية،
و قد التقت السياسة الخارجية الإيرانية مع السياسة الصينية و الروسية رغم الاختلاف في الكثير من التفاصيل و المصالح،
لكن التعاون الصيني و الإيراني تقنيا و اقتصاديا و حجم التبادل التجاري و التعاون العسكري و السياسي في سوريا و في الشرق الأدنى و في أوكرانيا، كل هذا التعاون استطاع أن يبني علاقات استراتيجية و علاقات متينة تزيدها رسوخا التحديات و النجاحات،
و يكفي أن نذكّر بأن الصين استعملت حق النقض في مجلس الأمن خلال الأزمة السورية،وكانت تلك هي المرة الأولى في تاريخها،
لقد دخلت الصين في مواجهة كبرى مع النفوذ الأمريكي في غرب آسيا، ضمن صراع جمعها في صف واحد مع الروس و الايرانيين،
و انتصر الرباعي السوري و الإيراني و الروسي و الصيني،و اضطرت أمريكا إلى تتجرع كأس الهزيمة المرة رغم كل محاولاتها،
و في إطار استكمال الانتصار كان لابد من الحوار مع جغرافيا المنطقة،حتى يمكن حماية هذه الانتصارات و تثبيت اتفاقيات جديدة تنهي مرحلة سابقة،و تخطط لمرحلة قادمة،
يبدو القرار سهلا و يحظى بالإجماع عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجيات،
فالمحور الجديد لا يتردد في تأسيس الحوار بين تركيا و سوريا ،أو بين السعودية و إيران أو بين تركيا و السعودية،
و رغم أن جيوب الصراع مازال بعضها مفتوحا،إلا القرار النهائي قد حسم منذ تحرير حلب،وإسقاط دولة داعش،
انتهت الرهانات الأمريكية الكبرى لتغيير وجه المنطقة و العالم،و بقي أمامنا مسافة الطريق إلى الصيغة الجديدة للمنطقة،
ينجز المحور الجديد عملية تفكيك بطيئة و ذكية و ناعمة لجميع الألغام التي تركها المحتل الأمريكي،
و هذه العملية تقتضي الحوار لأنها تريد البناء على الانتصار، و تريد استعمال مفاعيل النصر دون قتال جديد ،
لا يشك أحد في القرار الإيراني و الصيني و الروسي،بوجوب حماية الدولة السورية و الحفاظ على سيادتها و وحدتها الترابية و أن لا يتم أي تغيير في الجغرافيا السورية، و لكن تفعيل القرار يحتاج مفاوضات مع الأتراك، ،و هذا يتحقق تدريجيا،
بل استطاع المحور أن يحقق خرقا كبيرا في الموقف التركي،و استفاد من الأزمات المتفاقمة في العلاقات التركية الأطلسية( الأوروبية و الأمريكية ).
كما أن استعادة سوريا لمكانتها داخل المجال العربي، و استقرار العراق، يحتاج إلى حوار إيراني سعودي،
و هذا الحوار سيؤثر بشكل غير مباشر من أجل صناعة فضاء جديد يفتح الباب أمام مبادرات سياسية لإنهاء الحرب الظالمة ضد الشعب اليمني،
يحتاج المحور الجديد إلى تهدئة مختلف الساحات و بناء ارضيات جديدة تتجاوز العشرية الماضية بما حملته من دماء كثيرة على الأراضي العربية و الإسلامية،
و لعل هذه السياسة الخارجية الناعمة التي تريد الذهاب بالمنطقة إلى سلام متبادل بين شعوب المنطقة الأصليين،
ستؤدي إلى نتيجتين في غاية الأهمية على المستوى الإقليمي و الدولي :
— 1~~ يجب أن يبقى صراع واحد في المنطقة العربية و الإسلامية، الشعب الفلسطيني ضد الكيان الص_هيوني الغاصب، وهكذا يصبح من الواجب على الجميع دعم المقا_ومة الفلسطينية البطلة. و يتم ذبح جميع البرامج الأمريكية الشيطانية التي بنت سياساتها على صناعة الفتن و الحروب الدينية و المذهبية و على صناعة الخوف المتبادل بين دول المنطقة،وهذا نصر استراتيجي لكل عربي و لكل مسلم و لكل م_قاومة.
–2~ يجب أن يبقى الصراع في أوكرانيا،وحيدا على المستوى الدولي،فهو سيكون منعرجا حاسما في المواجهة الدامية مع الإمبريالية الأمريكية، لذلك يتوجب على الصين و ايران و سوريا أن يساهموا في تقوية المحور الجديد عبر شبكة العلاقات و المصالحات و محاصرة النفوذ الأمريكي في مختلف الساحات،
يمثل المحور الجديد ثقافة جديدة و رؤية جديدة،صحيح انه الصينيين و الروس و الإيرانيين لهم مصالح و لهم ايديولوجيات مختلفة لكن يجمعهم عقل جديد مختلف و متناقض عن العقل الأمريكي الإمبريالي.
و يمكن للأمة العربية و الإسلامية أن تجد فضاء جديدا مختلفا،
هل يمكن أن تنفع هذه التجربة بلادنا التونسية و مغربنا العربي، ؟
لا تضيق الأرض و لكن العقول تنغلق أحيانا.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023