المسار الحكومي بين إزدواجية القول وانعدام الثقة… بقلم الدالي البراهمي

المسار الحكومي بين إزدواجية القول وانعدام الثقة… بقلم الدالي البراهمي

إن اصعب ما ابتليت به الطبقة السياسية هذه الايام وخاصة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي هو إزدواجية القول في وقت قصير …!

في الحملة الانتخابية اكثر شعار تم استغلاله هو لن نتحالف مع حزب نبيل “مقرونة” ونعتوه بأبشع النعوت وحتى بعد الاعلان عن الانتخابات تواصل نفس الخطاب ، حيث صرح راشد الغنوشي في وسائل الاعلام وقال انه “لن” يتحالف مع حزب قلب تونس لتشكيل الحكومة لانه حزب تحوم حوله عديد شبهات الفساد ، وقام بالاساس على عملية غش في تحويل جمعية خيرية الى حزب سياسي .

واضاف هدفنا هو القضاء على الفساد والفقر والارتقاء بتونس ، ولهذا قمنا بدعم الاستاذ قيس سعيد الحقوقي والرجل النظيف .

ولكن كانت المفاجاة عند جلسة انتخاب رئيس البرلمان ونوابه وفي أخر لحظة تم التحالف بين حزبي حركة النهضة وقلب تونس وتم التصويت لراشد الغنوشي ب 123 صوت من جملة 207 صوت والنائب الاول كان لصالح حزب قلب تونس وهذا امر طبيعي ، تلك اكرهات السياسة .

ورغم ذلك حركة النهضة طالبت بالفصل بين المسارين البرلماني والحكومي وهذا مسار لا يستقيم وغير منطقي . رجع خطاب الحملة الانتخابية مجددا ،وصرح راشد الغنوشي مرة أخرى وقال لن نتحالف مع حزب قلب تونس في تشكيل الحكومة الجديدة وتم تكليف الحبيب الجملي بتشكيل الحكومة وفشل في ذلك وتم اسقاط حكومته لعدة اسباب ….وفي تلك المشاورات لم يطرح موضوع الحكومة القادمة ستواجه ملفات حارقة واستحقاقات دستورية هامة تستوجب صوت 145 نائبا لتمرّ في مجلس نواب الشعب وهو ما لن يتحقق في حال تمّ إقصاء حزب “قلب تونس” …

وانطقلنا إلى الفقرة الثالثة من الفصل 89 في الدستور وتم تكليف إلياس الفخفاخ بشكيل الحكومة الجديد وللاسف لم يتعلم الدرس من مشاورات حكومة الحبيب الجملي ووقع في الخطأ من اول ندوة صحفية له عند اقصاء حزب قلب تونس من تشكيل الحكومة ، واول من تصدى له هو راشد الغنوشي واشترط المشاركة في الحكومة إلا بوجود حزب قلب تونس في الائتلاف الحكومي وهدد بإعادة الانتخابات وفي المقابل تغيرت مطالب حزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب مقارنة بحكومة الحبيب الجملي ،بإختصار كل خطابات الطبقة السياسية داخل البرلمان تغيرت …!

وبذلك وقع إلياس الفخفاخ في مأزق بين المواقف في العلن وفي السر ووجد نفسه في دائرة التكمبين الحزبي والطعن في الظهر ، مع العلم ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد لم يعد يحتمل تأخير تشكيل الحكومة …

يبقى السؤال المطروح :
“لماذا لم يتم التوافق بين حزبي حركة النهضة وقلب تونس منذ البداية حول المسارين البرلماني والحكومي وتفادي كل هذه التجاذبات والصراعات الضيقة وفي تعميق الازمة السياسية ؟!!!! “..

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023