المشهد السوداني… والتدخل الخارجي يعقد الوضع، فإلى أين يتجه السودان؟…بقلم: محمد إبراهمي

المشهد السوداني… والتدخل الخارجي يعقد الوضع، فإلى أين يتجه السودان؟…بقلم: محمد إبراهمي

المشهد السوداني يتجه نحو تفاقم الأزمة بين المجلس العسكري و قوى الحرية و التغيير في السودان، فالمعتصمون مصرون على مواصلة حراكهم حتى تحقيق مطلب تسليم السلطة إلى حكومة مدنية، لينعم الشعب السوداني بثورتهم و يعود الإستقرار و لإستكمال و تحقيق أهداف الثورة و تنحي جميع رموز و بقايا النظام السابق ..
فبعد ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، و تسلم المجلس العسكري الحكم تعمقت الأزمة السياسية و تحولت لحراك شعبي من ﺃﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻤﻄﺎلبهم و ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﻭﺿﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ مدنية موحدة، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﺇﻟﻰ حد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ و إنقلاب عسكري جديد يعيد نفس سيناريو المشهد العسكري المصري في السودان بدعم خارجي “مصري – سعودي- إماراتي”

الأزمة السودانية تأخذ منعرج خطير نحو إنقلاب عسكري بإستعمال مفرط للقوة في قمع المعتصمين” الحراك الشعبي” أرى ان انقلاب المجلس العسكري على الحِراك الشعبي بهذه الصورة الدموية، سيأسس لخسارته للشعب السوداني وثقته ودعمه و ربما تتواصل سيناريوهات الإنقلابات ويتواصل “الإنقلاب على الإنقلاب” و إنشقاقات داخلية في صفوف الجيش السوداني شق ينحاز للإنقلاب على المدنيين و مطالبهم و شق يساند الشعب المضطهد كما سانده في إقالة الرئيس عمر البشير ..ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺍﻹﺧﺮﺍﺝ بدعم خارجي للركوب على أحداث بما يسمى بالربيع العربي و لكن في الحقيقة هو مشروع
أمريكي_صهيوني للوصوﻝ ﺇﻟﻰ ﺧﻂ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ ” ﺻﻔﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ “، في إنتظار نتائج الجولة العسكرية في الشقيقة ليبيا ..
نفس القوى الإقليمية التي دعمت الانقلاب على تجربة الانتقال الديمقراطي في مصر تحاول نسخ المحاولة إلى السودان بإجهاض الانتقال الديمقراطي و الرﻛﻮﺏ على ﺛﻮﺭﺓ ﺍلشعب السوداني وﺍﻻﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻊ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ يمثلها ﺣﻠﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ (السعودية و مصر و الإمارات) فدﺧﻮﻝ ﺍﻟﻘﻮﻯ الخارجية ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ لإجهاض الحراك الشعبي بالثورة المضادة قد يأجج الأزمة ويفتح ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻠﺘﺨﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ و ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻣﺆﻟﻤﺔ و ربما لا يوجد حل جذري في الأفق القريب، فالقوى الإقليمية و العالمية تكتفي بالتنديد و الإستنكار في ظل ان السودان و شعبها يدفع ثمن حراكهم بالثورة المضادة و ربما تداعياتها وخيمة على الدول الإقليمية ،
ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ قد يكون ضغط على الشعوب العربية للسقوط في مربع التطبيع مع الكيان لتحقيق ما يسمى ب”صفقة القرن”
فمتى يستعيدوا الشعوب العربية شعورهم بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟
و متى ﺗﻨﺠﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻤﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﻣﺔ العربية !؟

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023