المشهد السياسي التونسي٠٠هل تنجح حكومة الفخفاخ في إخراج البلاد من أزمتها؟.. بقلم محمد ابراهمي

المشهد السياسي التونسي٠٠هل تنجح حكومة الفخفاخ في إخراج البلاد من أزمتها؟.. بقلم محمد ابراهمي

سويعات من انتهاء الآجال الدستورية لتشكيل الحكومة التونسية و بعد أيام من المفاوضات والجدل نجح السيد إلياس الفخفاخ في فك عقدة تشكيل حكومته بعد التوصل إلى اتفاق مع حركة النهضة، صاحبة الأغلبية البرلمانية. وتضم حكومة الفخفاخ 32 عضوا، ما بين وزير ووزير دولة، من أطياف سياسية مختلفة تشمل حركة النهضة والتيار الديمقراطي وحركة الشعب وحركة تحيا تونس، بجانب عدد من الوزراء المستقلين. و من المنتظر أن يعقد مجلس نواب الشعب الاربعاء 26 فيفري 2020 ، جلسة عامة للمصادقة على حكومة السيد الياس الفخفاخ و منحها الثقة ،

أرى ان البعض مستاؤون من حكومة الفخفاخ و هل ستكون مدعومة بحزام سياسي قوي بالمقارنة مع الطرف المقابل في المعارضة،
في الحقيقة لست متشائما ولست متفائل بل انا متمني ومتأمل من حكومة قوية تقاوم الفساد وتفتح الباب للمحاسبة للأمام لا للوراء و تلبي مطالب الشعب المتراكمة منذ الثورة و تفعيل مبدأ التمييز الإيجابي بين الجهات والحد من التفاوت الطبقي العنصري و تغلب المصلحة العامة على المصالح الضيقة لتخرج البلاد من الرداءة و الأزمات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية ، فلماذا كل هذا التشائم و الحكومة لاتزال تنتظر منحها الثقة٠٠ السؤال المطروح هو ماذا قدمت الحكومات المتعاقبة لهذا الوطن و للشعب سوى زيادة حجم المديونية وزيادة حجم البطالة و تردي المشهد السياسي و تعفنه من جراء التجاذبات و الصراعات و المراهقة السياسية التي خلفتها الحكومات المتتالية ٠٠ كل حكومة جديدة تأتي لإدارة البلاد للأسف لا تقدم سوى التسويف والمماطلة والوعود بمحاربه الفساد والنهوض بالوطن وشعارات مختلفه ترفع هنا وهناك فهذه الحكومات ما هي إلا حكومات ناقلة للأزمات تنقلها من حكومة لأخرى ومن جيل لجيل ، كيف لنا إذا ان نحكم على حكومة الفخفاخ وهي لاتزال في جلسة منح الثقة٠٠ لا نريد ان نحكم وفقا للنوايا وإنما وفق ما ستنجزه طيلة خمس سنوات، و أعتقد أن الحكومة الجديدة ستتعض من التجارب السابقة للحكومات المتعاقبة ٠٠ الوضع الإقتصادي يشتد تأزما و البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الانتظار و ينبغي على الطبقة السياسية الإلتفاف حول مسار بناء تونس الجديدة بعيدا عن التجاذبات و المحاصصة السياسية و الحزبية ، و نأمل ان تكون معارضة قوية تتبابع أداء حكومة الفخفاخ دون سياسة الجذب للوراء و تعطيل أداءها لتصفية حسابات سياسية و تبقى البلاد رهينة التجاذبات و الإنتهازية و المراهقة السياسية وتعود حليمة لعادتها القديمة٠٠ البلاد تحتاج لوحدة وطنية و نكران الذات و الابتعاد عن الحسابات الضيقة و الصراع السياسي لان البلاد تغرق وسط الكم الهائل من الأزمات ٠٠ و نأمل أن تكون حكومة الفخفاخ ” حكومة إنقاذ البلاد والعباد من الرداءة السياسية و الأزمات الإجتماعية ” لأن الشعب سئم الوعود و نقض العهود من الحكومات السابقة ٠٠

و يبقى السؤال مطروحا: هل تنجح حكومة الفخفاخ في إخراج البلاد من أزمتها ؟

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023