المشهد السياسي .. بين مطرقة الأزمة الإقتصادية .. وسندان الغضب الشعبي

المشهد السياسي .. بين مطرقة الأزمة الإقتصادية .. وسندان الغضب الشعبي

بقلم: محمد إبراهمي |
عندما نتمعن جيدا في ماآلت إليه الأوضاع ندرك أن نعمة الثورة لم تدم وقتا طويلا بل ليست نعمة أصلا وإنما هي نقمة في حد ذاتها،
هذا الورم الخبيث الذي يستهدف الدول العربية وتحديدا التي مرت بمسار الربيع العربي ينشب مخالبه داخل هاته البلدان بمساعدة قوى خارجية إنتهازية لضرب مسار الثورات وتخريبها بكل الوسائل وربما تحولت الثورة إلى نقمة أو لعنة تطارد الدول المنتفضة أو الشعب في حد ذاته ولا شك أنه سيناريو للقوى الدولية والإقليمية لإجهاض الثورات العربية بالثورة المضادة وتنفيذ مخططاتهم والتموقع داخل هاته البلدان لإمتصاص ما تبقى من ثرواتهم ، وطبعا للجوء للصندوق النقد الدولي والبقاء رهينة الإملاءات المقيتة .. والوقوع في مربع التطبيع الغير مباشر وربما بالإكراه تحت المديونية والتوتر السياسي والضعف الإقتصادي ..
الدولة التونسية بعد ثمانية سنوات على الثورة وتتالي حكومات بمختلف الإيديولوجيات والتوجهات ولكن لم يتغير شيء ، أعتقد أن الفشل العميق ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ﻭﻓﺸﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻋﻮﺽ ﺃﻥ تكرس وقتها في المشاغل والمطالب الشرعية للشعب نجدهم قد طغت عليهم المصالح الشخصية والخطابات الجوفاء لتكميم أفواه الشعب ، وكما أننا لا نستطيع إتهام الحكومة فقط بل كل القوى السياسية وكل النخب تتحمل المسؤولية لتدارك الأزمة وإصلاح ما يمكن إصلاحه وكما أن الشعب مسؤول على إختيار ممثليهم ودون تكرار أخطاء الماضي ..
فإﺭﺗﻔﺎﻉ الأﺳﻌﺎﺭ ﻭﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﺪﻳﻨﺎﺭ أسبابه الصراعات السياسية والتكالب على السلطة والمناصب في ظل أن البلاد تمر بأزمة خانقة لم تشهدها منذ الإستقلال ولا بد من وضع خارطة الطريق الفعلية والجدية لتتماشى مع وضع البلاد المتأزم وظروف الشعب اليائس ، ﺑﺪﻝ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ﻻ ﺗﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ ﻭﺍﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ المصالح الشخصية الضيقة ﻭﺍﻟﺘﻐﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ وإثقال كاهل الشعب بالزيادات الغير مسبوقة في تاريخ تونس .. فالإحتجاجات على الزيادة في المحروقات وغلاء المعيشة يدفع الشعب للغليان بعد ان أقفلت أمامه وانسدت كل المنافذ وربما قد تنفجر ثورة الجياع ان لم تستمع الحكومة الى استغاثة الشعب.. فألتفتوا للشعب وأتقوا ثورة الجياع وغضبهم..
سؤال يطرح نفسه بشدة، إلى متى ستبقى الدول العربية المنتفضة رهينة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية ؟ ومتى يأتي الإستقلال الداخلي الحقيقي لتعبر هاته الدول عن إرادة شعوبها وتصبح ذات سيادة أبدية .. وﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻠﻌﻨﻨﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻘﻄﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺤﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﻤﺔ ﻭﻓﺮﻃﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻹﻧﺠﺎﺡ ﺛﻮﺭﺓ ﺗﻮﻧﺲ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ صنعوها الشهداء ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ.
فلا عاش في تونس من خانها

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023