المقاتلة قاهر 313 معجزة الصناعة العسكرية الإيرانية…بقلم محمد الرصافي المقداد

المقاتلة قاهر 313 معجزة الصناعة العسكرية الإيرانية…بقلم محمد الرصافي المقداد

بإمكاننا القول بكل موضوعية ويقين، بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد حقّقت نجاحات مهمّة، في مشاريعها التنمويّة، أثبتت فيها بأنها في مستوى التّحدّي، الذي أعلنته من خلال خطابات مؤسّسها الإمام الخميني رضوان الله عليه، وحامل مشعل رعاية أهدافها الإمام الخامنئي، وهي مجموعة خطط وأهداف متنوّعة بين النهوض الإقتصادي، والرّقيّ بإيران إلى مصاف الدّول الكبرى، وأمنيّ دفاعي تزامنَا مع بعضها، في سباق عالمي انخرطت فيه إيران، إيمانا من قيادتها بأنه لا يمكن للإقتصاد أن ينهض وينمو بشكل طبيعي، دون أن يكون له حامية أمنية عسكرية، كما لا يمكن لدولة أن تحقق تمام استقلالها، وتمتلك حقيقة حرّيتها، وليس في برامجها الصناعية مجال أمنيّ وعسكريّ، يؤمّن لها موارد تسليحية لقواتها العسكرية والأمنية.

من أجل ذلك، وإيمانا من النظام الإسلامي الإيراني بأولوية هذا المطلب الحساس، وضرورة امتلاكه بسرعة قصوى، نظرا للتحدّيات التي واجهته منذ تأسيسه، والتي دفعته إلى تخصيص قسم من ميزانية شعبه في سبيل انجاح توجّهه، وتوفير أقصى ما يمكن من احتياجات أبنائه، في مختلف القطاعات العسكرية والأمنية.

يبدو أن مشروع انتاج طائرات إيرانية مقاتلة، بدأ مبكّرا بتأهيل الطائرات الأمريكية أف 5 التي تعطّلت، ولم تجد لها ورشات الصّيانة الجوّيّة الإيرانية قطع غيار تُعيدها إلى فاعلية نشاطها، فكان ذلك الخطوة الأولى في مجال الصناعة بابتكار قطع غيار لها، ومنها نبعت فكرة الدّخول في مجال صناعة طائرات مقاتلة محلّية الصنع 100%.

قاهر 313 هو مخطط لإنتاج طائرة إيرانية مقاتلة، ذات مقعد واحد بمميزات شبحية، والتي أعلن عنها في 1/2/2013 متزامنا مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، وقدم عرضا صحفيا، حول المشروع من قبل الرئيس محمود أحمدي نجاد، ووزير الدفاع أحمد وحيدي يوم 2 فبراير

2013، خصائص هذه الطائرة التي وقع الإعلان عنها، تبدو جيّدة ومثيرة للإعجاب، وتبشّر بمستقبل مشرق لإيران في مجال الطيران العسكري المأهول، فمداها الأقصى 3500 كلم،  وحمولتها 3000 كلغ، أقصى ارتفاع لها 22 كلم، أمّا ارتفاع طيران فهو  20+ كم، أمّا سرعة الطائرة فهي 2.5 ماخ.(1)

إن مقاتلة قاهر صنعت على ید الخبراء الإیرانیین فی وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة،  ووفقا لتقرير وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية “إن من ميزات الطائرة “المقطع العرضي الراداري الضئيل، وكذلك القدرة على انجاز عمليات التحليق في مستويات منخفضة.” إن واجهة الطائرة تم تصميمها بشكل، يمكن الطائرة من التحليق بشكل جيد، ولا يمكن أن تكشفها الرادارات.

وأضافت أنه “بوسع الطائرة استخدام أسلحة متطورة محلية الصنع وتحظى بقوة هجومية عالية، كما تمتلك القدرة على الهبوط والإقلاع في مدارج قصيرة، وضعت سلاح الجو في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تصنيع أنواع مختلفة من المقاتلات على جدول أعماله، من أجل الحفاظ على الأمن الوطني المستدام في البلاد، ومن بين المقاتلات المحلية الصنع، التي صنعت على أيدي الشبان المتخصصين في سلاح الجو، مقاتلة “قاهر 313” بطول أقل من 16 مترًا، ومجهزة بمحركين نفاثين.

 تحمل هذه المقاتلة الإيرانية الصنع بالكامل ستة صواريخ جو – جو، وبإمكانها التحليق والطيران وشن هجمات على ارتفاعات منخفضة، وتم تركيب أنظمة إلكترونية متقدمة عليها، كما أنها قادرة على حمل أسلحة محلية متطورة، وتمتاز بقوة هجومية عالية للغاية، بالإضافة إلى الهبوط والإقلاع قصير المدى، وقد صدر الأمر ببدء اختبارات الإقلاع ضمن رحلات تجريبية لهذه المقاتلة، من قبل وزير الدفاع في الحكومة الـ 11 في أبريل 2017(2) ما يعني أن هذه الطائرة قد استوفت جميع مراجل تجاربها، وهي اليوم ضمن مؤلّف الطائرات المقاتلة التي هي تحت تصرّف سلاح الجوّ الإيراني.

 هذه الإنجازات تندرِج ضمن الإعداد العسكري الذي أراده الله لعباده الصالحين: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم)(3) قد أخذه النظام الإسلامي بعين الإعتبار، وأعطاه أولوية لتعلّقه بوجوده وارتباطه به، حيث لا يمكن ان يستمر مشروعه الإسلامي من دون وجود مجال أمنيّ يعطيه من القوة ما يسهّل عليه الدّفاع عنه في حال وجود تهديد يستهدفه، ويوما بعد آخر نزداد تأكّدا من حقيقة وجدّية النظام الاسلامي الإيراني، ومشاريعه التي أعلنها لشعبه وللعالم، انتصارا للعدل الالهي على الأرض، وضمانا لحرّية الشعوب في ممارسة خياراتها بعيدا عن قوى الاستكبار المستغِلّة.

إيران الإسلامية أصبحت اليوم رقما صعب التجاهل من طرف القوى المعادية لها، وليس لها من سبيل لمواجهتها دون خسائر فادحة، لذلك عليها الإنصياع لحقوق ايران النووية باكرا، لأن كل تأخير سيكلّف أمريكا والغرب غاليا، لذلك على كل مسلم غير متعصب مذهبيا أن يعتزّ بما حققته إيران، ويدافع عنها باعتبارها بشارة الوحي والنبوّة، وما قاله النبي فيها تحقق منذ انتصار ثورتها، وهي اليوم تعانق الرّوعة في عِزّتها وإبائها، فهنيئا وطوبى لها.

المراجع

1 – قاهر 313 https://ar.wikipedia.org/wiki/

2 – مقاتلة “قاهر 313” الايرانية ذات القدرة على شن هجمات بارتفاعات منخفضة

https://ar.farsnews.ir/iran/news/14000602001037

https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1_313

3 – سورة الأنفال الآية 60

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023