النفط السوري واللص الأميركي…بقلم أحمد صوان

النفط السوري واللص الأميركي…بقلم أحمد صوان

يصعب على المراقب والمتابع للمواقف الأميركية وتصريحات المسؤولين الأميركيين حيال تطورات الوضع في سورية الإحاطة بكل الوعود والأوهام التي ما برحت الإدارة الأميركية تطرحها منذ أن فرضت الحرب الإرهابية على سورية، ونصّبت نفسها قائدة أو «مايسترو» لهذه الحرب الكونية الظالمة، والتي ووجهت بإرادة قوية وطنية سورية، بحيث بات واضحاً أن أميركا إذا كانت تريد فرض السيطرة على سورية، فإن هذا الهدف تآكل وتلاشى على أرضية الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش العربي السوري ضد كل الأهداف التي وضعت لأخذ سورية إلى مجهول، أو إلى فوضى دموية، أو إلى تدمير الدولة ببناها ومؤسساتها، أو إلى إضعاف قدرات وإمكانات الجيش في تحديه وتصديه لاستهداف سورية، وهكذا ومع كل مستجد وتطور على امتداد الساحة السورية ومع كل انتصار على الإرهاب كانت الولايات المتحدة وبالدرجة الأولى تفقد ما تعتقد أنه أوراق استراتيجية يمكنها أن توظفها أو تستثمرها في الانتقال من هدف إلى آخر.
إن سورية الوطن والشعب والدولة، حين تصدت للإرهاب كانت تدرك تماماً أن قوة الحق تحتاج إلى حق القوة في مواجهة العدوانية الأميركية أو الإرهابية، ومن هنا نجد أن التراجع الذي لحق بالسياسة الأميركية على امتداد الساحة السورية ترافق مع إسقاط كل الأوهام التي أرادت الأدوات الإرهابية تحقيقها لمصلحة العدو الأميركي ومعه بالطبع نظام أردوغان والكيان الصهيوني، أي إن ما كانت الإدارة الأميركية تطرحه في ظل تقدم الجيش العربي السوري في انتصاراته وفي عملياته النوعية الميدانية كانت الولايات المتحدة تحاول الالتفاف على هذه الانتصارات بمواقف ووعود لم تصمد أمام الإرادة الوطنية السورية التي تحقق المزيد من هذه الانتصارات.
وها هي أميركا تتحول من دولة عظمى إلى سارق للنفط السوري، فمع مجمل التطورات في الشمال السوري لم تجد أميركا بداً من الانسحاب من منطقة الجزيرة السورية لكنها قالت إنها باقية من أجل ما سمته زوراً وبهتاناً «حماية حقول النفط» وهو ما يذكرنا بالقراصنة وعصابات قطاع الطرق على المستوى الدولي.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023