بعد ما جرى امس  في الجامعة العربية  خياران لا ثالث لهما  أمام السلطة الفلسطينية…بقلم محمد النوباني

بعد ما جرى امس   في الجامعة العربية   خياران لا ثالث لهما   أمام السلطة الفلسطينية…بقلم محمد النوباني

من كان يراهن على ان الجامعة العربية سوف تتبنى مشروع القرار الفلسطيني الرافض لمشروع القرار الفلسطيني الذي يربط التطبيع مع إسرائيل بما يسمى بمبادرة السلام العربية ويطالب بإدانة الاتفاق الإماراتي الاسرائيلي فهو لا يفقه شبئاً في السياسة ولا يدري بما يجري حوله من أحداث.

فهذه الجامعة التي أسسها وزير الخارجية البريطاني الأسبق “أنطوني ايدن” في الثاني والعشرين من آذار عام ١٩٤٥،اي عشية نكبة الشعب العربي الفلسطيني وإنشاء اسرائيل في ١٥ايار عام ١٩٤٨ ،كان الهدف من تأسيسها حماية اسرائيل وإحباط تضال السعوب العربية ضد الامبربالية والصهيونية والرجعية العربية وعرقلة اي جهد عربي جاد لتحقيق الوحدة العربية وحماية المصالح البريطانية والاستعمارية في المنطقة العربية.

ويمكن القول أنه ورغم التضحيات التي قدمتها الجيوش العربية التي أرسلتها بعض بلدان الجامعة العربية إلى فلسطين باسلجحجة بريطانية فاسدة بهدف معلن وهو منع سقوط فليطين تحت حراب العصابات الصهيونية في حرب العام ١٩٤٨ إلا أن الدور الحقيقي لتلك الجيوش كان تسهيل إقامة الكيان الاسرائيلي بالحدود التي كان مخططاً لها.

ولم تتحول هذه الجامعة إلى وعاء حقيقي للعمل العربي المشترك وللتعبير عن اماني وتطلعات الشعوب العربية في الحرية والاستقلال والوحدة إلا بعد إنتصار ثورة ٢٣تموز يوليو بقيادة الرئيس الراحل الخالد جمال عبد الناصر.

ولكن بعد رحيل عبد الناصر في الثامن والعشرين من أيلول سبتمبر واستيلاء المقبور أنور السادات على مقاليد الحكم في مصر وزارته الخيانية المشؤومة للقدس عام ١٩٧٧ وتوقيع لاتفاقات كامب ديفيد مع إسرائيل في العام الذي تلاه عادت تلك الجامعة لتلعب نفس الاهداف التي أسستها بريطانيا من أجل تحقيقها،لا سيما بعد ان رفع النظام الرسمي العربي الحصار عن النظام المصري وأعاد مقر الجامعة العربية من توني الى القاهرة من دون ان تلغي إتفاقيات كامب ديفيد.

وعود على بدء وبآختصار شديد يمكن القول ان الجامعة العربية قد أفلست واهترأت وأصبحت جامعة عبرية ووكراً التآمر على القضية الفلسطينية وقضايا الشعوب العربية ليس في التاسع من أيلول سبتمبر ٢٠٢٠ عندما أسندت دولها اتفاق التطبيع والتحالف العسكري الإماراتي-الاسرائيلي والذي ستنضم إليه قريباً دول عربية خليجية قريباً قبل هذا التاريخ بكثير.

لقد أنتهت الجامعة العربية بالنسبة بألنسبة لنا نحن منذ أن تنكرت الجامعة العربية لميثاقها وإلغت المقاطعة الإقتصادية العربية لاسرائيل وأغلقت مكاتب المقاطعة،وتخلت عن ميثاق الدفاع العربي المشترك .

وانتهت تلك الجامعة عندما أصدرت في العام ١٩٩٠ قرارها بدون إجماع عربي ، بدفع من المقبور حسني مبارك بشرعنة العدوان الثلاثيني على العراق والذي شن لتدمير الجيش العراقي وسرقة النفط وحماية اسرائيل بحجة إحتلال الكويت بقيادة امريكية ومشاركة أجنبية وعربية في ١٦كانون ثاني عام ١٩٩١ .

وإنتهت الجامعة العربية بالنسبة لنا عندما تلقى أمينها العام السابق عمرو موسى رشوة بعشرات ملايين الدولارات لتمرير قرار في الجامعة بإعطاء غطاء من الجامعة للعدوان الاطلسي على ليبيا عندما كان أميناً عاماً لها عام ٢٠١١ والذي شاركت فيه الامارات والسعودية وقطر وأسفر عن مقتل وجرح وتشريد مئات الآف الليبيين وتحطيم وحدتها وسرقة اموال صندوقها السيادي الذي كان يحتوي على أكثر من ٦٠٠ مليار دولار وتحويلها إلى دولة فاشلة ونشوب حرب اهلية تدخلت فيها قوى دولية وإقليمية لسرقة نفطها وفاتها.

وأفلست تلك الجامعة عندما طردت سوريا من عضويتها في عهد ابو الغيط وانتهت عندما ساندت العدوان السعودي الإماراتي على الشعب اليمني الشقيق والذي شن لسرقة ثروات وخيرات اليمن وللاستيلاء على موانئه على سواحل البحر الأحمر وتمكين إسرائيل من الاستيلاء على جزيرة سوقطرة الاستراتيجية ونضيف باب المندب الاستراتيجي والذي يحظى بأهمية كبيرة جداً بالنسبة لاسرائيل.

وفي الخلاصة فإن ما حصل يوم أمس في الجامعة العربية هو مؤشر واضح لبداية مرحلة عنوانها تخلي النظام الرسمي العربي الرسمي حتى عن التزاماته اللفظية تجاه القضية وبداية مرحلة جديدة عنوانها تبني مواقف المحافظين الجدد في في امريكا (إما معنا او ضدنا ومن هو ليس معنا فهو شدنا).

وهذا سيضع السلطة الفلسطينية أمام خيارين لا ثالث لهما،إما الانضمام إلى ألمحور الإماراتي السعودي الاسرائيلي او الانضمام لمحور المقاومة.فالفرز اصبح ضرورياً بنفس منطق المحافظين الجدد..

وختاماً أذا بقي الوضع العربي على حاله فلا يستغرب احد إن استيقظ من نومه على خبر قيام طائرات إماراتية وربما قريباً سعودية بقصف مواقع للمقاومة الفلسطينية في غزة او اللبنانية الى جانب إسرائيل ،فألحديث لا يدور عن إتفاقية سلام فقط بل عن حلف عسكري ودفاع مشترك كما أكد على ذلك الغلام كشمير.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023