بقلم محمد ابراهمي: تراكم الصراعات السياسية …و العزوف الانتخابي… إلي أين ؟

بقلم محمد ابراهمي:  تراكم الصراعات السياسية …و العزوف الانتخابي…  إلي أين ؟

بقلم محمد ابراهمي

سؤال أرى من الضروري طرحه، متى يدرك الساسة ان الشعب أصبح لايعلم مصيره و يمتنع عن المشاركة في الحياة السياسية كي لا يكون وقودا لحملاتهم الإنتخابية ثم تمر مرور الكرام دون تحقيق وعودهم و مطالبهم ؟ و متى تصبح السياسة يشارك فيها الشعب بإرادته وبمسؤولية وبفاعلية واستقلالية ؟ فلا بد ان يتغير الوضع و يصبح الشعب سيد الموقف و يعبر عن رأيه وإرادته بديمقراطية ودون وصاية فزمن الوصاية قد ولى منذ الثورة المجيدة ..
بعض الساسة طغت عليهم مصالحهم الشخصية و أعمت بصيرتهم الإنتهازية المقيتة و المراهقة السياسية الفجة و أصبحوا ﻳﺘﻘﺎﺫﻓﻮﻥ ﺍلإتهامات ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻭﻫﻮ ﺳﻠﻮﻙ يدل ﻋﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻋﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻬﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻧﻔﺴﻬﺎ دون الأخذ بعين الإعتبار الأخطاء ﻣﻦ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ و أصبحت تتبع سياسة النعامة وكما ان بعضهم يجهل قواعد الإشتباك السياسي و لا يفرق بين التنافس السياسي و الإنحطاط السياسي و ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﺬﺑﺬﺏ الذي يجعل التنافس النزيه صراع إيديولوجي او صراع لحسابات ضيقة أساسها السلطة و الكرسي دون الإلتفات للشعب و مطالبه..
الشعب الآن ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻋﻴﺎ ﻭﺍﻛﺘﺴﺐ ﻗﺪﺭﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍلصالح و الطالح وبين الكفاءة و الإنتهازي، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ القوى السياسية المتنافسة ﺳﻮﻯ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻭﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﻭﺍﺿﺤﺔ دون الوعود الزائفة و البروباغدا و المتاجرة بمعانات الشعب ،
أرى ان سياسة تهميش و تجويع الشعب بالزيادات العشوائية التي تثقل كاهله سبب في عزوفه عن الحياة السياسية و قد يصبح هدفا سهلا للإنتهازيين لشراء صوته ببضع مساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع ، فالشعب في حاجة لضمان عيشه و عودة الهدوء السياسي وبدوره تتعافى الدولة في الأزمة الإقتصادية الخانقة و تهيئ مناخ ملائم تتساوي فيه كل من الطبقة الوسطى و الطبقة المهمشة المنسية التي إندثرت تحت ركام الفقر و الحرمان من جراء التكالب على المناصب و تغول الطبقة البرجوازية ..
على إثر إقتراب العرس الإنتخابي و هي محطة ديمقراطية تتشارك فيها مختلف الأطياف السياسية و مختلف مكونات المجتمع المدني و من خلالها يتنافس الساسة على السلطة وعلى المكانة المرموقة في الدولة بعضهم يسعى لمصالحه الشخصية و البعض الآخر يسعى لتقديم برنامج لإصلاح البلاد و لكن سياسة الهرسلة و التضليل و الصراع السياسي بينهم تدفع الشعب للعزوف جراء التجاذبات السياسوية الضيقة و لم يعد يعرف من يحكم و من يعارض و كما أنه يصعب الإختيار و يختلف بعضهم ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ” صراع الزعامة”، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ديمقراطية و منافسة شفافة ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺮﺍها صراع سياسي رديئ ﻭﻗﺪ يؤﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺰﻭﻑ ﺍلشعب ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ لرادءة الساسة و السياسة في حد ذاتها ﻭﻫﻨﺎﻙ من يعتقد انها ﻣﻮﺟﺔ وقتية ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻنتقالية ، و ينبغي على ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍلشعب ﺑﺒﺮﺍﻣﺞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ للشعب ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻧﺖ ﺇﻟﻰ مرحلة خطيرة لم تشهدها البلاد و الأسوء ان بعضهم يستغل الظروف الصعبة لإنتهاز فرصة التواصل مع الفئة المهمشة و المتاجرة السياسية بمصير الشعب و ألامه وتظل مجرد حبر على ورق ..
فالأزمة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية تحتاج فعلا لإصلاح جذري تتكاتف فيه كل الأطياف السياسية للخروج من عنق الزجاجة لبر الأمان فالبلاد في حاجة ” لخمسة سنوات” راحة سياسية و إقتصادية و إجتماعية ..
فالعزوف السياسي جراء التهميش و اللامبلاة يدفع البلاد للمجهول و يجب على الشعب الإستفاقة ليصنع ثورة بيضاء يعبر فيها عن إرادته من خلال الإنتخابات فالصندوق هو الفيصل بين الرداءة و الريادة ..
و عزوفكم ليس حل بل مشكل في حد ذاته،
فالشعب سيد الموقف في صنع القرارات السياسية في الإنتقال الديمقراطي بالتداول السلمي على السلطة وحق جميع القوى السياسية في التنافس على مقاعد الحكم، ويبقى الشعب مصدر السلطة
فهذه هي الديمقراطية في دولة القانون و المؤسسات.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023