بين مطرقة صراع الشقوق والتصدع ..وسندان حب الزعامتية والتشتت..إلى أين تتجه الأزمة ؟؟

بين مطرقة صراع الشقوق والتصدع ..وسندان حب الزعامتية والتشتت..إلى أين تتجه الأزمة ؟؟

بقلم محمد ابراهمي

مشهد سياسي و حزبي اقل ما يقال عنه انه عقيم و مفلس بكل المقاييس يدل على فشل عميق في المشهد السياسي و داخل الأحزاب في حد ذاتهم نتيجة الصراع و التشتت و أزمة عميقة و متجذرة تتجه نحو نفق سياسي مظلم و القفز في المجهول..

فأزمة الشقوق لا تزال تطارد بعض الأحزاب التي تعاني نقص المناعة السياسية المكتسبة و حب الزعامتية في مشهد يعكس حالة التشرذم والتأزم مما فجر هاته الأحزاب إلى شقوق و تصدعات ، وأدت إلى صراعات متواصلة أساسها الصراع على الزعامة و بحثا عن المناصب و المصالح الشخصية و الفئوية الضيقة و تتبع سياسة الهروب إلى الأمام و اللامبالاة ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻧﻘﺎﺷﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﻨﺞ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﻭﻗﺬﻑ ﺍﻻخر ﺷﻴﻄﻨﺘﻪ بحثا عن الفرقعة الإعلامية .. فهاته الإنشقاقات و التصدعات و الصراعات ان دلت فهي تدل على رداءة الساسة في مشهد سياسي عقيم طغى عليهم الجدل و الصراع والنقاشات البيزنطية وترويج الإشاعات السخيفة الغير صحيحة لمحاولة إرباك المشهد السياسي و الخارطة الحزبية.. مما يؤدي إلى صعود أحزاب و تأرجح أخرى و تشهد متغيرات و مفارقات ربما أحدثت تغييرا جذريا في الخارطة الحزبية و المشهد السياسي من بينها آخر استطلاعات للرأي حول نوايا التصويت، أظهر تراجعا للأحزاب الحاكمة مقابل صعود شخصيات وأحزاب حديثة العهد إما بوعي الشعب بالمشهد السياسي او إستعملوا ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ” ﺷﻌﻮﺑﻴﺔ ” ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﻮﻕ ﺻﻮﺭﺓ و ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻟﻐﻀﺐ الشعب ﺇﺯﺍﺀ الفشل العميق و ضبابية المشهد السياسي و ﻛﺴﺐ ثيقته و يبقى الشعب رهينة المتاجرة السياسية الرخيصة و يظل مجرد سلعة إنتخابية ، بعض الأطياف السياسية همهم الوحيد الوصول للسلطة بالإنتهازية والنفاق والتملق ، فاحذروا من عودة الاستبداد على يد نخب وأحزاب لازالت تتبع الدكتاتورية والإقصاء حتى في إدارة شؤونها،
فالأزمة السياسية و المصالح الشخصية الضيقة تتمثل في الانتهازية ومراهنة البعض على الشعبوية السياسية و الخاسر الوحيد في هاته المعركة هو الشعب في حد ذاته رغم أنه الوحيد القادر على تغيير المشهد السياسي و معاقبة النخب و الأطياف السياسية الفاشلة من خلال الإقتراع فالصندوق هو الفيصل ..
فالجشع السلطوي و التكالب على المناصب يقودان البلاد للهاوية و نتائجهم وخيمة ..
فمن القادر اليوم على إعادة المشهد السياسي لمساره و من القادر على حلحلة الأزمات الخانقة للخروج من عنق الزجاجة المتعفنة !
و ﻣﺘﻰ ﺳﺘﺨﺮﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻮية الضيقة ﻭﺻﺎﻧﻌﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍلمشهد السياسي ليصفوا ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ أنظار الشعب ؟
فالبلاد غير قادرة على تحمل المزيد من الهزات و التقلبات تزامنا مع إقتراب موعدالإستحقاقات الإنتخابية ..و يجب على النخب السياسية أن تجتمع على الهدف الرئيسي وهو الإنتقال الديمقراطي الشفاف ووضع برامج جدية وواقعية للخروح من الأزمة السياسية والإقتصادية ..
و لا يجب ان تستفرد فئة معينة على الحكم و إتباع سياسة الإقصاء فهو يدل على الرجوع لمربع الدكتاتورية و قتل للديمقراطية ، فيكفي إنتهازية و خطابات شعبوية و من يرى نفسه غير قادر على ان يقدم إضافة للبلاد يرحل و يترك مكانه لمن يرى نفسه قادر على التغيير و البديل لتونس من الرداءة إلى الريادة ” نفسوها لبلاد ترتاح 5 سنوات” و من الأولويات الملحة إصطفاف كل الأطياف السياسية لوضع خارطة طريق لإنقاذ تونس من الأزمات ، بعيدا عن المصالح الشخصية المقيتة و تغليب المصلحة العامة و ان يكون التجميع حول برامج و رؤية و ليس سياسة “أسمع و فزع ” و تضيع الدولة بين مصالحكم الشخصية !!

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023