تحالف الغربان مع الجيفة الصهيو_نية…بقلم محمد الرصافي المقداد

تحالف الغربان مع الجيفة الصهيو_نية…بقلم محمد الرصافي المقداد

تسريب مؤامرات أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من خلال مقترحات عبد الله الثاني ملك الأردن، الذي نزعت عنه العمالة رداء الخجل، فهو الهاشمي المزوّر الذي استلم الحكم من أبيه المقبور الملك حسين، صاحب القدم الراسخة في العمالة والتبعية للغرب، ومضى على ما بناه سلفه من تنفيذ رغبات أعداء الشعوب والدول العربية من خذلان، كان قد أسلف أواخر سنة 2005، وخلال زيارته لأمريكا، تحريضا مبطّنا بخبث تحريض طائفي، على مشروع مقاومة العدو الصهيوني، بدعوى خطر الهلال الشيعي، وها هو اليوم مستمرا في تنفيذ ما يريد الكيان الصهيوني التوصل إليه من طموحات هيمنة على المنطقة العربية والإسلامية، عبر الإدارة الأمريكية، في عهد رئيسها الحالي (جو بايدن) من تعاون عسكري وأمني وثيق، تأكيدا لمسار التطبيع بين الكيان وبعض الدول العربية، رغم معارضة شعوبها لتلك السياسات الخاطئة.

فقد (نقلت وكالة “رويترز” عن “أربعة مصادر مطلعة قولها، إن الولايات المتحدة وإسرائيل، تسعيان إلى تهيئة الأجواء وتمهيد الطريق، أمام تحالف أمني مع دول عربية، يربط أنظمة الدفاع الجوي بينها في مواجهة الهجمات الإيرانية، بالطائرات المسيرة والصواريخ في الشرق الأوسط.

وبحسب ثلاثة من المصادر، تتضمن الخطة إقامة شبكة رادارات، وأنظمة رصد واعتراض بين السعودية،  وسلطنة عُمان، والكويت، والبحرين، وقطر، والإمارات، والعراق، والأردن، ومصر، بمساعدة التكنولوجيا الإسرائيلية، والقواعد العسكرية الأمريكية، ومع ذلك، فهناك مقاومة في دول عربية مثل العراق، وقطر، والكويت، لمثل هذا التوجه.) (1)

وفي وقت سابق  من الشهر الماضي، قدم الحزبان الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي، مشروع قانون، يقترح على البنتاغون العمل مع إسرائيل ودول عربية، لدمج دفاعاتهم الجوية لإحباط التهديدات الإيرانية. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن “مشروع القانون هو أحدث محاولة من جانب الولايات المتحدة، لتعزيز التعاون الدفاعي بين إسرائيل والشرق الأوسط، بعد تطبيع العلاقات مع العديد من الدول العربية، بعد أن كانت هذه الحكومات معادية لإسرائيل”.(2)

غير أنّ النظام الاسلامي في إيران مدرك تماما ما يريد الكيان الصهيوني بلوغه، من تحشيد أنظمة عربية، هي بالأساس معادية لطموحات وآمال شعوبها، مستمرّة في نهج تطبيعها معه، راضية بالدّون من الحياة المشحونة بالذّل والتبعية لأعدائها، لو كانت مدركة لذلك، وهي بالتأكيد على بيّنة من أمرها في هذا الإطار، ولكنه بحكم مسار التبعيّة العمياء للغرب، فقد خرجت عن إطار التحكم في مصائرها عموما، وبسياساتها الخارجية خصوصا، وتعامله مراعاة لحقوق الدين والدّم والجيرة، مع الدّول المتورطة في مسار الخيانة للأمّة وقضيتها المركزية قضية فلسطين، هو تعامل من ملك أدلّتها وأمسك بملفاتها، ولكن أبقى الباب مفتوحا لها كي تعدّل من مواقفها بمخض إرادتها، مراعية في كل ذلك الحفاظ على علاقات الشعب الإيراني بأشقائه من الشعوب الإسلامية، وهي ضوابط يصعب عليها بحكم التزاماتها الدينية أن تتخلى عنها.

وفي هذا الإطار(قالت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، إنّ “خطط الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل عقد اتفاق دفاع مشترك مع دول عربية، لن تؤدي إلّا إلى زيادة التوتر في المنطقة”. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، قوله إن “دخول الأجانب إلى المنطقة لن يجلب الأمن والاستقرار، بل هو في حدّ ذاته السبب الرئيس في التوتّر والخلافات الإقليمية”.

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن “طرح هذا الموضوع مستفزّ، وإيران تنظر إلى هذه التصريحات كتهديد لأمنها القومي ولأمن المنطقة”، مشيرةً إلى أنّ “الولايات المتحدة تطرح هذه المواضيع بهدف زرع الخلاف بين دول المنطقة من دون إدراك حقيقي لواقعها”. وأوضحت الخارجية الإيرانية أنّ “إيران تؤكد ضرورة الحوار والتعاون الاقليميَّين من أجل توفير الأمن والمصالح المشتركة، بعيداً عن تدخل الأجانب”. ولفتت إلى أنّ “السعي لخلق هواجس أمنية جديدة في المنطقة لن تكون نتيجته سوى إضعاف الأمن الإقليمي”.) (3)

اجتماع الدول المذكورة مع المخطط الصهيو امريكي ليس من أجل حمايتها وهي تعلم جيّدا أنه لن يأتي خطر يستهدفها من جانب إيران، بل لهدف آخر هو مهميّ أكثر منه واقعي، ذلك أن هذه الدول ترى في تقدّم ايران وتطورها التكنولوجي خطرا، من شأنه أن يدفع شعوبها على المطالبة بالنسج على منوال إيران أو التعاون معها في هذا الإطار، وهو ما سيزيد من عزلة أمريكا وكيانها الغاصب، وبالمقابل سيتيح الفرصة لأرضيّة وحدة إسلامية هي واجبة شرعا، ولكنها مهملة على الصعيد السياسي، وقد بلغ تجاهلها مبلغا جعل الطلائع الاسلامية تتساءل بينها عن سبب ذلك الإهمال وتفكّر جدّيا في التحرّك الشعبي نحو فرضه على حكوماتها ولن يتأخّر ذلك، باعتبار الوعي الحاصل اليوم بين تلك الشعوب.

لذلك أقول، إن التفريط في القضية الفلسطينية بهذا الشكل المخزي، ووضع أيدي الحكومات العربية المطبعة في يد الكيان الصهيوني، سواء في مشاركته مناوراته العسكرية، أو في مشروع دمج قواتها في إطار الدفاع الجوّي المشترك معه، لن يغيّر شيئا من حقيقة ماثلة أمام أعيننا يراها الوعاة والمبصرون فقط، من أنّ الكيان الصهيوني أصبح يعدّ أسابيعه وسنواته إن بقيت له سنوات، وقد بلغ من الوهن أنه يستنجد بمن ليس بمقدورهم فكّه من مصيره المحتوم، وهي نهاية الطغاة والمعتدون، عادة ما تنتهي بهم الحياة إلى منتهاها من العدم والتلاشي.

محاولات أمريكا استجابة لسلطة الكيان الصهيوني يائسة وبائسة – وهي تراها عملا مجديا – من شأنه أن يردع إيران، ويخرجها من حساباتها في القضاء على الكيان الصهيوني، لن تؤدّي إلى ضمان لبقاء لقيطها على أرض فلسطين، وهي بحكم المساحة الجغرافية التي يتمركز فيها سيكون لقمة سائغة في فم محور المقاومة الذي تتزعمه إيران الإسلامية، ومخطئ من رآى غير ذلك، إنما هي أمانيّ لن توصل من تعلّق بها إلى شيء، بل إلى خسران مبين، ولا أعتقد ان تجمّع الغربان سيعيدها إلى سالف مشيتها الأولى.

المراجع

1 – أمريكا: نبحث دمج قدرات الدفاع الجوي لإسرائيل ودول عربية في مواجهة إيران

https://arabic.sputniknews.com/amp/20220707/

2 – الكونغرس يقترح إقامة نظام دفاع صاروخي لدمج الدفاع الجوي بين إسرائيل ودول عربية

https://arabic.rt.com/world/1362496-

3 – إيران: إنشاء واشنطن لدفاع جوي يضم “إسرائيل” ودولاً عربية يهدّد أمننا القومي

https://www-almayadeen-net.cdn.ampproject.org/v/s/www.almayadeen.net/amp/news/1608541

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023