ترامب: أنا “زعيم المتعصبين”!…بقلم د.فؤاد شربجي 

ترامب: أنا “زعيم المتعصبين”!…بقلم د.فؤاد شربجي 

إصابة ترامب بالكورونا لم تشغل الأميركيين عما جرى في المناظرة الرئاسية، ولم ينس الأميركيون “البهدلة” التي حظيت بها دولتهم جراء تصرفات المتنافسين الرئاسيين أثناء المناظرة الكارثة.
ويستمر الجمهوريون في الابتعاد عن ترامب، بشكل خاص، بسبب فشله في إدانة المتعصبين البيض في مناظرته مع بايدن. وعندما سأله مدير المناظرة “والاس” عن موقفه من هؤلاء المتعصبين، قال ترامب عنهم: “أنجزوا عملاً جيداً”.. وتوجه إليهم بالحديث، وكأنهم جيشه: “ابقوا مستعدين”. وهذا ما جعل أحد المعلقين يقول: “ترامب لم يفشل بإدانة المتعصبين فقط، بل ظهر و كأنه قائدهم وزعيمهم الموجه”!.
عبارة ترامب للمتعصبين بأن يبقوا مستعدين، تفسر معنى ما كرره ترامب في المناظرة، مؤكداً “أن الانتخابات ستكون مزورة بفعل بطاقات البريد. وأن نتائجها سيطول انتظارها”. وبذلك يكتمل ما طلبه ترامب من المتعصبين ليكونوا “مستعدين” لرفض نتائج الانتخابات إذا أسفرت عن فشل ترامب، بذريعة “التزوير المسبق”.. وهذا تحضير للحرب الأهلية، ورد أميركا إلى عنصريتها الأولى بين البيض وغيرهم من السود والملونين والمهاجرين..
وأهم ما نتج عن المناظرة بين بايدن وترامب، أنهما “شرشحا” أميركا، وقال معلق كبير عنها، كانت “صراع كلاب”، وكان كل طرف ينهش من الآخر، من دون أي معيار، ترامب يقاطع ويتدخل، ويصرخ على منافسه، ويتهجم بسوقية. بينما بايدن، ومن دون أن ينظر في عيون مناظره، يشتم ويسب ويطلق أقذع الألفاظ.
واستمر الطرفان يتفاذفان الطين الوسخ، ويهبطان بالسياسة الأميركية إلى الحضيض، الأمر الذي أضطر اللجنة الفيدرالية لتنظيم المناظرات الرئاسية للإعلان عن عزمها إعادة النظر بمعايير المناظرات الرئاسية كي لا يتكرر ما حدث في مناظرة بايدن وترامب، التي كانت خلاصتها “بهيك سياسيين بتتشرشح أميركا وتتشرشح عظمتها” ويتحول الشعار الانتخابي من “إعادة عظمة أميركا من جديد” إلى “شرشحة أميركا إلى الأبد”..
إن “الديمقراطية الأميركية” اليوم على محك السؤال: كيف يمكن أن تنتج الانتخابات رؤساء كترامب أو بايدن؟ كيف يمكن للعملية الانتخابية “الديمقراطية” أن توصل سمساراً أهبل وطماعاً ونرجسياً مريضاً وخطراً كترامب إلى البيت الأبيض؟! وكيف يمكن أن تقبل المؤسسات “الديمقراطية” من رئيس يعيد ترشيح نفسه، أن يتباهى بأنه “زعيم العنصريين المتعصبين”..
الانتخابات الألمانية في الثلاثينيات جاءت بمجنون اسمه هتلر دمر أوروبا وتسبب بمقتل الملايين، وفي عشرينيات الألف الثالثة، الآن، يأتينا طماع يستهبل بالسياسية، ويتواقح بالإعلان أنه “زعيم العنصريين المتعصبين”. والخوف أن يقود العالم إلى مهلكة خطيرة.. فهل تصحح المؤسسات الأميركية هذه الأخطاء الخطرة ليس على أميركا فقط، بل على الإنسانية جمعاء؟!.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023