تطاوين تنتفض والتعاطي الأمني مع الحراك الإجتماعي في البلاد مؤشر خطير..بقلم الدالي البراهمي

تطاوين تنتفض والتعاطي الأمني مع الحراك الإجتماعي في البلاد مؤشر خطير..بقلم الدالي البراهمي

بقلم: الدالي البراهمي ناشط سياسي

كنا ننتظر رئيس الحكومة الياس الفخفاخ ان ينزل إلى الميدان ويستمع إلى مطالب المعتصمين في المكناسي والكامور ويتفق معهم على حلول ملموسة ويعطي لهم بوادر امل وانفراج ويطمئنهم بإستمرارية الدولة ولكن ترك هذا كله جانبا .

وفاجأنا منذ أيام يأمر بفض اعتصام عمال منجم المكناسي بالقوة العامة عبر تعزيزات أمنية غير عادية ، مما انجر عنه مداهمات واستعمال الغاز المسيل للدموع و إيقاف اعضاء الحراك الاجتماعي ، ونفس السيناريو يتكرر لفض اعتصام شباب الكامور ليلة البارحة ، مما ادى اليوم إلى حالة احتقان في ولاية تطاوين وكر وفر بين المحتجين والامنيين، وما تبعها من إستعمال المكثف للغاز المسيل للدموع وسط المناطق السكنية .

هل نسى إلياس الفخفاخ انه رئيس الصدفة لا يملك لا شرعية ولا مشروعية وكلنا نعلم ظروف تشكيل حكومته ومنحها الثقة ، واي فشل في التعاطي مع الحراك الاجتماعي سوف يكون كبش فداء ويتخلى عنه الائتلاف الحاكم . وخاصة ان جميع الاحزاب السياسية تدعم وتساند الاحتجاجات الاجتماعية في العلن وتعي جيدا انها مطالب مشروعة والتظاهر السلمي حق دستوري. ولكن وحدها الحكومة ما تزال تراوح مكانها في التعاطي مع الحراك الاجتماعي وتقتصر حلولها على تقديم مقترحات غير واقعيّة من جهة ومواجهة الاحتجاجات بالقبضة الامنية وملاحقة نشطاء الحراك الاجتماعي قضائيا من جهة ثانية في اطار ما بات يعرف بالمحاكمات الاجتماعية . لذا الحلول الأمنية ليست الحل بل هذا تكريس لمبدأ الفوضى و خلق مزيد من المشاكل الاجتماعية و مضاعفة الاحتقان و تعقيد الوضع في البلاد .

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023