تفسّخ التحالفات الداعمة للإرهاب…بقلم: محي الدين المحمد

تفسّخ التحالفات الداعمة للإرهاب…بقلم: محي الدين المحمد

أعتقد أن مجلة «دير شبيغل» الألمانية لم تأت بجديد عندما أكدت في تحقيقاتها الاستقصائية أن تركيا كانت معبراً مثالياً للإرهابيين إلى سورية، واستندت في ذلك إلى جوازات سفر «الدواعش» الممهورة بالأختام التركية.. لكن الجديد في التركيز على الدور التركي في دعم الإرهاب أنه أتى بعد تفسخ التحالف الأمريكي- التركي- الإسرائيلي مع بعض الخليجي الذي كان وراء محاولة «إسقاط» الدولة السورية قبل ثماني سنوات وبالتالي فإن ثبوت صحة ما كانت تقوله الدولة السورية في تورط تلك الأطراف بدعم الإرهاب وفي التحالف معه وفي توظيفه لتقويض أمن سورية، بل تقويض الأمن والسلم الدوليين يجب أن يرافقه جهد دولي في محاسبة هذه الأطراف التي خالفت بشكل واضح ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ومعاقبة الدول والمؤسسات والهيئات التي تدعم الإرهاب!.
لقد كان واضحاً أن أمريكا كانت وراء إشعال الصراعات تحت يافطة «الربيع العربي» وكان خرقها لقرارات مجلس الأمن واضحاً عندما حولت قرار مجلس الأمن في العام 2011 من قرار للحظر الجوي فوق ليبيا إلى قرار يسمح للطيران الأمريكي والغربي بتدمير الجيش الليبي وكذلك الأمر في تشكيل «تحالفات» من خارج مجلس الأمن لقتل السوريين واليمنيين والعراقيين وتقديم الدعم للإرهابيين رغم الادعاء بمحاربتهم.
إن الفوضى التي تشهدها معظم الدول العربية من الجزائر غرباً إلى اليمن في الجنوب الشرقي هي ترجمة لسياسة الاستباحة الأمريكية التي طردت من العراق بالمقاومة الشعبية، وعادت إلى المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب الذي دعمته ووظفته وتتكئ على جرائمه لاستمرار وجودها في المنطقة.
إن أمريكا للأسف تحولت إلى أسوأ «بلطجي» يمزق قرارات مجلس الأمن ويقفز فوقها، ويضع القوانين التي تتماشى مع أهوائه الشاذة لفرضها على الآخرين حتى لو تعارضت مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.. وهذا يعني أن القضاء على الفوضى وحل النزاعات والصراعات والحروب المدمرة في المنطقة يتطلبان موقفاً صارماً من أمريكا ومن الدول التي دعمت وتدعم الإرهاب بالتوقف عن ذلك، وإعادة الهيبة إلى الأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن وإلى المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية التي فرغتها أمريكا من كل عوامل التأثير الإيجابي في مجال حل النزاعات.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023