تقاتل مليشيات طرابلس على النفوذ في غرب ليبيا

تقاتل مليشيات طرابلس على النفوذ في غرب ليبيا

هناك مشاكل مرتبطة بنقص التمويل في الشرق الليبي، لكن الأمر أسوأ في الغرب، فالجماعات المسلحة تقاتل من أجل النفوذ في العاصمة طرابلس، والجميع في حالة حرب مع الجميع.
يحاول اللواء 444 قتالي التابع لمقر قيادة عمليات مصراتة، تحت ستار المحافظة على الأمن، السيطرة على المناطق السكنية من أجل زيادة نفوذ مصراتة في المناطق الغربية.
في 17 أبريل 2021، أعلن اللواء 444 عن توزيع وحداته على مناطق رئيسية بطرابلس، وتحديداً في منطقة صلاح الدين وعلى طريق الشوك، لضمان الأمن.
بعد يومين، أعلن اللواء أيضًا عن تطهير 23 مقرًا تابعاً للمسلحين الآخرين في طرابلس. ومن خلال هذه الممارسات، يحاول اللواء 444 القضاء على منافسيه في الأعمال غير المشروعة من تهريب للمخدرات والهجرة غير الشرعية.
في 19 أفريل أفادت القوة الثامنة النواصي بأن قائدها العقيد مصطفى قدور، قد نجا من محاولة اغتيال في طرابلس مساء 18 أفريل. ولا توجد معلومات عمن يقف وراء محاولة الاغتيال. وهذه الرواية عن محاولة الاغتيال التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كانت وهمية، وهدفها تزويد قدور بدافع للانتقام في المستقبل.
كما أشارت وسائل الإعلام إلى أن التوترات سادت في طرابلس منذ 18 أفريل بسبب الخلافات بين الميليشيات المسلحة. وتحديداً بين ميليشيا النواصي (مصطفى قدور) وقوة الردع الخاصة (عبد الرؤوف كارة) المتنافستين في السيطرة على العاصمة.
وبحسب مصادر من المنطقة، تجمعت قوات من “قوة الردع الخاصة” في بني وليد في 18 أفريل. وأمرهم عبد الرؤوف كارة بمغادرة المدينة. وهذه الميليشيا تخطط لتجميع كل قواتها في طرابلس. ففي اليوم نفسه، أمهلت قوة الردع الخاصة غنيوة الككلي 72 ساعة لسحب قواته من حديقة الحيوانات في منطقة أبو سليم وتسليم الأسلحة الثقيلة والمطلوبين.
اتصل عبد الرؤوف كارة بمقر قيادة العمليات في مصراتة لحل الوضع سلمياً ترافقاً مع هجوم ميليشيات مصراتة على طرابلس. قال كارة حينها إن مفتاح غنيوة الككلي هو هيثم التاجوري، فإذا تم القضاء على التاجوري سيخسر الككلي. لذلك تسعى قوة الردع الخاصة وميليشيات مصراتة إلى الإمساك بالتاجوري لقتله.
وبحسب تقرير من المنطقة، فقد التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية محمد المنفي في طرابلس في 19 أفريل الجاري، قائد اللواء 444 محمود حمزة، للتشاور بشأن حالة التوتر في طرابلس الناتجة عن ميليشيات غنيوة الككلي ومصراتة ومحاولة حل هذه القضية بشكل مسبق.
في الوقت نفسه، يخوض قائد المنطقة العسكرية الغربية في ليبيا، أسامة الجويلي، الحرب في تشاد. فإن أكبر مجموعة من المرتزقة التشاديين، تابعين للجويلي، ويبلغ عددهم حوالي 3 آلاف شخص، يتمركزون في جنوب ليبيا في مدينة الزنتان.
مجلس الزنتان العسكري هو أحد أكثر الجماعات تنظيماً في ليبيا، والذي تأسس عام 2011 وشارك في السيطرة على طرابلس. أسامة الجويلي، أحد قيادات هذه الميليشيا، وتم تعيينه وزيراً للدفاع في حكومة الوفاق الوطني.
ثاني أكبر ميليشيا تقع مباشرة في مدينة طرابلس ومحيطها، ويتراوح عددها حسب التقديرات المختلفة بين 2000 و2500 مسلح جيد التسليح ومجهز بآليات حديثة، تقع قواعد تدريبهم في شمالي تشاد. أيضا تحت إمرة الجويلي.
يُشار إلى أن تقرير خبراء الأمم المتحدة سجل وجود مرتزقة تشاديين ضمن قوات حكومة الوفاق الوطني بقيادة أسامة الجويلي.
وردت أنباء كثيرة في الأيام الماضية عن وصول جرحى من المرتزقة التشاديين إلى المستشفيات الليبية في الأراضي التي يسيطر عليها أسامة الجويلي. كما تم تسجيل عودة معدات عسكرية من اتجاه الحدود بين تشاد وليبيا. والجدير بالذكر أن جماعة الجويلي تورطت في مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي. ميليشيات أسامة الجويلي شاركت مرارًا في الممارسات الإرهابية في ليبيا. كما تمت الإشارة إليهم في العديد من الفضائح الكبرى المتعلقة بحكومة الوفاق الوطني وتوريد المرتزقة الأجانب من تركيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن عمليات النهب وسلب مساكن المدنيين مسؤولة عنها ميليشيات المنطقة الغربية.

اسراء راوند، سوريا

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023