تونس: الإنتخابات الرئاسية والخوف على الحداثة!!…بقلم الاستاذ نبيل العرفاوي

تونس: الإنتخابات الرئاسية والخوف على الحداثة!!…بقلم الاستاذ نبيل العرفاوي

 يا بلادي

إن يكن أعياك أمري

فاحمليني زقفونة

انتهى الدرس …

 

لن تجد متنفسا أكبر من الكتابة على الجدران ففي حرية التعبير ليس هنالك سقف أعلى من أن تشحن فكرتك و ألمك و ثورتك و غضبك و فيض مشاعرك في كلمات تدونها على الجدار، كتابة لا تعترف بالشروط و القواعد، فأنت من يملي الشروط و أنت من يضع القواعد، فتساهم في إنتاج جنس أدبي هو “أدب الشوارع” الذي انطلقت معه “الثورات” و حرك رياحا لم يكن ذنبها أن تعترض طريقها أوراق جافة تتناثر بسرعة. جدران الشوارع، تماما كجدران الكتائب الزرقاء، فضاءات للرفض والممناعة و لنقد السائد حد الإنقلاب عليه. مقولات أدب الشوارع و شعارتها و تعبيرات مسرح الشارع التي كان يطلقها شباب لا لون له و لا رائحة، أغاني الراب و ما انبثق عنها من شعارات و كلمات مشفرة مرورا باورورو و أخواتها، جميعها كان لها تأثير قياسي في اللحظة الحاسمة، أولئك  “الحداثيون جدا” الذين يطلون في الشاشات مشيرين إلينا بأن ” عاقبوهم بالصندوق” عاقبهم الصندوق رغم ايمانهم بالتعددية و الديمقراطية و الحريات، ها قد أقصتهم فضاءات التعبير الخاصة بالهامشيين والمرفوضين اجتماعيا و من لا صوت لهم بعد أن أقصوا هم أنفسهم بانفسهم في فضاءات تشترى بالاف الدينارات…الراب و مسرح الشارع و أدب الجدار أشد وقعا و تأثيرا الان من أعتى الفضائيات … كم كلف الظهور التلفزيوني المتزايد للأكثر نفاذا من المترشحين؟ و إلى اي حد استفاد المنافس من صمته “السمعي البصري”؟

الرضا بنتائج الإنتخابات الان و الإعتراف بالهزيمة جزء لا يتجزء من الديمقراطية التي تقوم على التعددية و القبول بالاخر المختلف. ما عدا ذلك بكاء على الأطلال و ندم لا ينفع و ليس أحسن من أن تقول :

“لمن يبكي على طل جلس*** ما ضر لو كان درس” ؟

 

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023