تونس ذات سيادة.. والسيادة للشّعب!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

تونس ذات سيادة.. والسيادة للشّعب!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

ما حدث في تونس كان مسارا طبيعيا لإغلاق صفحة ما يمكن تسميته بـ «ربيع الاخوان» والذي أوصلهم إلى الحكم بعد ثورة 17 ديسمبر 2010 والمعلوم ان حركة النهضة حاولت الاستفادة قدر الإمكان من التحولات الدائرة آنذاك للوصول الى الحكم ، بعد أن خرج الشعب التونسي للمطالبة بالتغيير والكرامة والعدالة وانهاء صفحة الفساد ولكن رياح الديمقراطية نفسها كانت تحمل معها تحديات عالية ، فقد فشلت المنظومة السياسية والتي حكمت طيلة عشر سنوات في جرّ سفينة تونس الى برّ الأمان ولم تتمكن من الانصات لصوت الشعب ومطالبه، فارتفعت البطالة وتدهورت المؤشرات المالية والاقتصادية وعادت المحسوبيات مع اختلاف الحاكمين ، وتوقفت عجلة الإنتاج وتراجعت نسب النمو مع ارتفاع في نسب التضخم وغلاء المعيشة، بل ان الطبقة الحاكمة أدخلت البلاد في لعبة محاور إقليمية ودولية وجعلتها جزءا من الصراع الدائر بين منظومة الحكم والمعارضين لها، وغيرها من المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، وغاب عن هؤلاء بأن تونس لها تاريخ استثنائي ولها خصوصية..

الرئيس قيس سعيد، منذ إعلانه عن الإجراءات الإستثنائية لإنقاذ الدولة التونسية وإعادة بناء المنظومة السياسية في البلاد، وما تلاه من قرارات حازمة تعبر عن إرادة الأغلبية الساحقة من التونسيين ، لإستعادة الدولة وفرض سيادتها وهيبتها، ويعيد ترسيخ الأمن وتفعيل القانون، بعض الأطراف تعتبره “انقلابا “و هي تهمة سخيفة تبنتها حركة “النهضة” و أذرعتها و باراشوكاتها و من لفّ لفها و قنوات الأخبار الداعمة لها وبعض الدول المعروفة بدعمها لها.. خطاب المنظومة السياسية و الحديث عن المخاوف المزعومة بعودة “النظام القديم”، نسيت هذه المنظومة أنها هي “النظام القديم” حالياً، وهي المتسلطة الظالمة الفاسدة، وهي السبب الأكبر في دفع الدولة التونسية إلى الفشل،و أصبحنا نعيش في دولة تحكمها المافيات رغم ما حلم به الشعب التونسي وناضل من أجل دولة القانون والمؤسسات..، كما تأكّد للتونسيين أن النظام السياسي الهجين غير قادر على تحقيق الاستقرار السياسي والحكومي بحيث تسقط أي حكومة بمجرد انقلاب موازين القوى تحت قبة البرلمان وبالتالي اتّضح للمواطنين أن هذا النظام أخلّ بقواعد النظام السياسي و الانتخابي، ولم يعد البرلمان يمثل توجهات الشعب بل أصبح يمثل مصالح الأحزاب وبالتالي لم يعد هذا النظام البرلماني يتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية، و إنتفض الشعب على المنظومة برُمّتها و جاء الفصل 80 رحمة للعباد و إنقاذاً للبلاد، و إنهاء مرحلة سيئة في حياة تونس وإغلاق صفحة وفتح أخرى، فالشعب التونسي بخروجه ورفضه منظومة ما بعد 2011، أراد أن يهدم شيئاً ما من أجل بناء آخر جديد،. وبالتالي تحرك الشعب التونسي بشكل واسع تأييداً ودعماً للرئيس قيس سعيد، الذي كان تحركه من البداية استجابة لإرادة و مطالب هذا الشعب وطموحاته، في أن تُطوى صفحة الخزي والعار في أقرب الآجال ويتم إغلاق هذا القوس المشين في تاريخ تونس،

من العار أن نجد من يدعو المستعمر السابق لبلادنا للتدخل في الشأن الداخلي التونسي بصفة علنية من أجل قلب موازين القوى و العودة إلى الحكم بأي طريقة و بأيّ ثمن و السطو على الإرادة الشعبية.. من العار أن نجد من يشتري الدعم الخارجي بالعملة الصعبة عن طريق عقود “للوبينقْ” وزيارات للسفارات بالخارج للتآمر على تونس وشعبها في ظرف اقتصادي صعب… كل العار والذّل لكم… لم يكفهم ذلك فقد قاموا بمراسلة أكثر من خمسين دولة منتمية لمنظمة الفرنكوفونية بهدف سحب تنظيم القمة المزمع احتضانها من قبل الدولة التونسية، يتعلّلون بأن تونس دولة غير مستقرة و ان نظامها الحالي لا يتوافق مع مبادئ وقيم المجموعة الفرنكوفونية، بل يواصلون ضغطهم بإستعمال عرائض و شهادات وُضعت على المقاس بهدف إضعاف الرئيس قيس سعيّد والضغط عليه حتى يتراجع عن الإجراءات الاستثنائية التي إتخذها يوم 25 جويلية … إنّها دعوات خيانة وليست وجهة نظر في ظلّ محاولات بعض القوى الأجنبية وغيرها من قوى الهيمنة الاستثمار في هؤلاء العملاء لابتزاز الشعب التونسي و الالتفاف على إرادته وممارسة الضغوط ضده..، فعلا خسئتم وخاب مسعاكم حقاً…لقد لفضكم أغلب المواطنين بقرارات الرئيس قيس سعيّد أو دونها… ” خيانةُ الوطن هيَ مِنْ أقبحِ الصورِ فَظاعةً وَبَشاعةً ولا يقومُ بها إلاّ المُنحطّون والساقطون والسَفَلة.”

وصول تونس إلى الترقيم السيادي B3 مع آفاق سلبية هو بسبب تراكمات 10 سنوات من اللامبالاة و إختيار أسهل الحلول مع غياب الرؤية، و هذا يتحمل مسؤوليته كل من شارك في الحكم من 2011 بدرجات متفاوتة، و المرور بالسرعة القصوى من B3 إلى Caa1 مع آفاق سلبية، السبب الأول و الأوحد و الوحيد فيه هو الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ 2011 و تتحمل مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية و تفاقم الأزمة من سنة إلى أخرى بسبب عدم استقرارها، وخضوعها للتجاذبات السياسية والحزبية.. إنّ تنفذّ العصابات والمافيات على المنظومة السياسية والحزبية وإخضاعها لمزيد تحصيل الربح الجشع على غير وجه حق، وحصيلة الخراب الاقتصادي والاجتماعي الذي أنتجته سنوات حكم هذه المنظومة، كل هذا وغيره أدى للعجز عن التفكير في المخارج من هذا السرداب المظلم قبل 25 جويلية 2021، هو في الحقيقة سرداب الانتقال الديمقراطي الأجوف، المزيف والخالي من مطالب الثورة ، وهو كذلك سرداب الديمقراطية الشكلية المعلّبة في الشركات العابرة للقارات والخالية من مقومات العدالة وسيادة القرار الوطني،.. ارحلو ايها الفاشلون..

هذه المرحلة المفصلية تقتضي موقفاً موحداً ومتماسكاً مع الرئيس قيس سعيّد والشعب التونسي، وتوحيد الجبهة الداخلية بالغ الأهمية في مثل هذه اللحظة التاريخية للخروج بالبلاد إلى شاطئ الأمان..

“نقول لكل خائن ارتضى أن يكون أداة هدم وتخريب لأسس مجتمعه و لسيادة دولته ، وعميلاً ومرتزقاً لأعداء وطنه؛ إن أهدافكم التخريبية ومساعيكم الهدامة وأدواركم المُزيفة ستعود عليكم وعلى من يدعمكم ويُموّلكم ويتبناكم حَسْرةً وخُسراناً؛ وسيبقى الوطن العزيز شامخاً أبيّاً آمناً ومستقراً “..

عاشت تونس حرّة مستقلّة ذات سيادة
عاش الشعب التونسي صاحب السيادة

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023