حرب النفط: لماذا هدّد ترامب محمد بن سلمان…بعدما أجبر السعودية على مواجهة روسيا؟

حرب النفط: لماذا هدّد ترامب محمد بن سلمان…بعدما أجبر السعودية على مواجهة روسيا؟

حرب جديدة يشهدها العالم تتأرجح بين كواليس السياسة والإقتصاد، في الوقت الذي انصب الاهتمام الدولي على محاربة فيروس كورونا، انها حرب المصالح الضيقة والأهداف الخاصة…حرب النفط التي اشتعلت نيرانها بين السعودية وروسيا.

واندلعت هذه الحرب بعد فشل تمديد اتفاق تخفيضات الانتاج بين منظمة اوبيك وروسيا، او ما يعرف باوبيك بلاس. حيث رفضت موسكو خفض الانتاج لدعم الاسعار، لتسارع السعودية الى خفض الاسعار ورفع انتاجها لاكثر من عشرة ملايين برميل يوميا.

ما فعله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاقى ترحيبا بداية من الراعي الاميركي، حيث اعتبره الرئيس دونالد ترامب ايجابيا. لكن ترامب سرعان ما اكتشف ان خطوة حليفه ستضر الاقتصاد الاميركي اكثر من غيره، وبما ان خططه لضمان ولاية ثانية لا تحتاج لمصدر تهديد اخر بعد كورونا وتبعاته، اتت رسالة ترامب التي لا تخلو من التهديد لابن سلمان بخيارات اميركية قاسية.

واكد الرئيس ترامب :”ان لم يكونوا قادرين على حل المسالة اعتقد اني اعرف ما يجب علي فعله. لن اقول ما هو لكنه سيكون قاسيا. نحن لا نريد خسارة شركاتنا النفطية الكبرى”.

تهديدات ترامب للرياض تنبع من خوف على النفط الاميركي بعد توقعات واشنطن العالية من النفط الصخري والعائدات الضخمة التي ستعود عليها جراء تربعها على رأس قائمة الدول المصدرة للنفط. ليهدد السيناتور الجمهوري دان ساليفان بتمرير مشروع قانون يقضي بسحب جميع القوات وانظمة الدفاع الصاروخية الاميركية من السعودية.

ولان العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة قائمة على مبدأ النفط مقابل الحماية الذي ارسته اتفاقية كوينسي عام خمسة واربعين، وخوفا من ضياع الحماية الاميركية، جاء اتصال ترامب بمحمد بن سلمان اعقبته دعوة سعودية عاجلة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة اوبيك بلاس للخروج باتفاق يضمن استقرار سوق النفط. دعوة لم تكن لدعم الاقتصاد العالمي كما اعلنت السعودية بل استجابة لتهديدات ترامب والجمهوريين والتي اسمتها الرياض طلبا من الاصدقاء الاميركيين.
لكن الحرب التي ارادتها السعودية مع روسيا واستعجلت انهاءها بضغط اميركي لم تعد مرتبطة فيها وبواشنطن، فموسكو تريد تامين مصلحتها ايضا .

وفي هذا السياق نفى الكرملين اجراء اتصال بين الرئيس فلاديمير بوتين وابن سلمان، مشيرا الى ان الدول النفطية لم تبحث اي اتفاقات محددة للمستقبل. وبالتالي فان مسار الامور بعد هذه المستجدات لن يكون في مصلحة الاميركي والسعودي بهذه السهولة، ولن تمر اتفاقات دون ضمانات بعدم خرقها مستقبلا لمصالح شخصية هنا او هناك كما تقول التقارير، التي تؤكد ان الاقتصاد العالمي بعد كورونا لن يحتمل لعب البعض بنيران النفط خاصة ان هذا البعض سيحترق بهذه النيران اخر الامر في حال مواصلته مغامراته غير المحسوبة.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023