حركة النهضة و”أحزاب السّخْرة” بين الام هزيمتهم السياسية الدغدغات الدستورية للرئيس

حركة النهضة و”أحزاب السّخْرة” بين الام هزيمتهم السياسية الدغدغات الدستورية للرئيس

بقلم د. مصباح الشيباني|

 على ايقاع انتصارات المسار التصحيحي الذي أعلنه السيد رئيس الجمهورية قيس سعيد في 25 جويلية 2021 عبر قراره القاضي بتجميد ” مجلس العرائس المتحركة”(مع احترامنا لبعض النواب الوطنيين والشرفاء) ، دخلت تونس في منعطف سياسي وحراك مجتمعي جديد، سمته الرئيسة هو المرونة وعدم الثبات والضبابية في سياقاته الداخلية والخارجية. هذه السمات وغيرها، أثرت في اعادة تشكل السوق الحزبية وبناء تكتلاتها الجديدة، التي بات يحكمها قانون العرض والطلب والسمسرة في السياسة. فقد سعت حركة النهضة منذ سقوطها الى تجنيد مختلف روافدها من ” أحزاب السّخْرة” المهجّنة ضمن سياقات هزيمتها في ادارة الدولة التي منيت بها والتي لم تكن تتوقعها .

  لقد تفاجات حركة النهضة وحلفاؤها بهذه الهزيمة، لأنها لم تكن تدرك ولم تعترف بخطورة سقوطها الأخلاقي وفشلها السياسي منذ أن رضيت لنفسها أن تقوم بدور الحزام السياسي للمافيوقراطية لتمرير القوانين وفرض السياسات التخريبية وتبييض جميع أشكال الفساد والارهاب( الخشن والناعم) والتلذذ بعذابات الشعب ونكباته المتراكمة وانتظاراته في التنمية والتشغيل التي باتت بلا افق…الخ.

  وخلال الأسابيع الماضية، ولما يئست من وكلائها في الضغط على الرئيس، عادت الى منهج التصعيد بكل الوسائل والطرق – المحرمة دينيا والممنوعة قانونيا- والاستنجاد من جديد بأعداء الوطن من أجل انقاذها والتخفيف من وقع هزيمتها ، ورغم اعتراف بعض قادتها بانهم يتحملون مسؤولية هذه الازمة ، الا أنهم لم تكن لديهم الشجاعة والجرأة والصدقية مع النفس لكي يعترفوا، الى اليوم، بالأسباب الحقيقية التي أوصلتهم الى هذه الهزيمة، واهمها انهم لا يمتلكون اي برنامج او حتى مشروع لبناء الدولة والنهوض بالمجتمع.

  لذلك، مازال بغض قادة حركة النهضة يعيشون في أحلام اليقظة التي خلقت لديهم جوا من التفوق الوهمي ، ولم يدركوا ولم يعترفوا بعد أنهم لم يكونوا منذ2011 سوى أدوات اجرائية للاستهلاك الانتخابي ومطايا للحكام الحقيقيين من شبكات المافيا وسفراء الدول الاستعمارية، ولم يدركوا بعد أن الطمع في الظفر بالغنيمة الذي بات يتحكم في عقيدتهم السياسية هو أصل كل اثامهم ومفاسدهم اللاانسانية!

  لهذا، مازالت تعمل بكل ما امتلكت من وسائل مادية ومعنوية واعلامية متواصلة في سياسة تشويه الرئيس والافتراء على خصومها وتحميلهم مسؤولية الازمة التي كادت أن تعصف بكيان الدولة، لكن هذه كل محاولاتها البائسة كانت “تغذيتها الراجعة”(feedback) عكس انتظاراتها وتوقعاتها، بل زادت في منسوب اخفاقات خطابها السياسي وتراجع حاضنتها الشعبية.

  لقد كانت كل محاولات حركة النهضة و” حفنة” من ” أحزاب النفايات” في خلق مشهدية سياسية مُصمّمة أساسا لامتاع القطيع والسمسرة في بيع الوهم وتبديل رنين ايقاعاتها المهزومة عبر تكرار الوعود باستعادة شرعيتهم المفقودة والتكثيف من ردات الفعل غير المدروسة التي تحول فيها خطابها السياسي الى نهج عدواني غليظ ومتعجرف في اللغة، دافعا أمام رئيس الجمهورية الى اتقان لعبة الدغدغة الدستورية، ومراكمة نجاحاته السياسية والميدانية وتوسعة حاضنته الشعبية.

  ومازالوا لم يدركوا الاخوان أن طمعهم وسمسرتهم بالدين في الاستئساد بارادة الشعب هو السبب المباشر في غفوتهم وهلاكهم و” وعيهم الشقي”( عيجل)، فعميت بصيرتهم وسُدّت اذانهم على سماع أصوات الحق من أبناء شعبهم الذين تم تفقيرهم ومن شبابهم الذين تم التلاعب بمستقبلهم ..ولم كل ذلك لم لم يتخذوا من محنتهم السياسية، محليا واقليميا ودوليا، درسًا يعاودون الانطلاق منه، لأنهم لا يفقهون نوميس السياسة ولا يمتلكون أسلوب التفكير الموضوعي ويفتقدون الى المنهج العملي في الوعي بالتاريخ، وسوف يظلون يعاودون نفس الأخطاء ويسقطون في نفس المتاهات الى زمن غير معلوم!

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023