حول إمكانية إبعاد السلطة الفلسطينية…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

حول إمكانية إبعاد السلطة الفلسطينية…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

أثار البعض في الفترة الاخيرة  حول إمكانية ان يقوم جيش الاحتلال بإقتحام المقاطعة والقاء القبض على ابو مازن وشلة السلطة والقيام بإبعادهم الى الخارج وذلك بسبب التعنت في موقفهم بالنسبة لعملية الضم الجديدة للمستوطنات ومنطقة الاغوار التي تشلك السلة الغذائية والمائية للضفة الغربية. والبعض يبدي قلقه من هكذا إحتمال وان هنالك تخوف من قبل الشارع الفلسطيني من أن هذا يعني القضاء على حلم الدولة وأنه لن يكون هناك مرجعية فلسطينية …الخ من هذا الكلام. ولا ادري من اين أتى من ان الشارع الفلسطيني قلق إذا ما أقدم الكيان الصهيوني ومن خلال قواته إقتحام المقاطعة ولماذا؟

وفي حقيقة الامر وبعد أن وصلنا الى هذه المرحلة قد يكون هذا الفعل إذا ما اقدمت قوات الاحتلال (وانا اشك كثيرا في ذلك) بتنفيذه يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني لان ذلك يعني ان تعود اسرائيل الى الظهور وعلانية على الارض كقوة إحتلال بدلا من التخفي خلف السلطة وبذلك تنتهي فترة التمثيل والغش والخداع الذي مورس علينا وعلى “المجتمع الدولي” منذ أكثر من ربع قرن ويتضح للقاصي والداني مفهوم الدولة الوهمية التي عششت في أذهان مهندسي أوسلوا  وزمرتهم التي تهافتت على اموال البترودولار والمساعدات الاوروبية كما يتهافت النحل على رحيق النباتات والزهور لتنهش جسد الوطن والشعب سواسيه وتوصلنا من خلال مفاوضاتها العبثية ورمي البندقية والعبودية للحل السلمي مع عدو صهيوني لا يؤمن الا بالتوسع والاستيلاء على الاراضي ونهب مقدرات شعبنا ومحاربته في لقمة عيشه في عملية مبرمجة لتفريغ الارض …ومع إفتضاح هذه الدولة الوهمية والظهور العلني للاحتلال بكل مظاهره سيعترف العالم بأن أرضنا محتلة.

ولعل إبعاد هذه القيادات التي اوصلتنا الى ما نحن عليه الان ستحفز شعبنا وخاصة في داخل فلسطين المحتلة على ان يأخذ زمام مصيره بيده ويعود الى المقاومة الشرسة للاحتلال بكل ما نملك وبعيدا عن عيون أجهزة الامن التي دربت من قبل دايتون والتنسيق الامني التي كان لها الاثر الاكبر في قمع حتى التظاهرات السلمية في العديد من مدن الضفة الغربية المحتلة حتى لا نقول اكثر من هذا.

ولعل ما يقال عن عملية إقتحام المقاطعة وإبعاد الرئيس ما هو الا اكذوبة يراد منها التضامن مع هذه السلطة الفاسدة والتي لم يعد لها أية شعبية أو مصداقية أو إحترام في اوساط شعبنا لانه لم تقدم تحقق أي شيء على ارض الواقع منذ دخولها الى فلسطين المحتلة الى جانب الفساد الاداري والمالي والاخلاقي الذي إنغمس فيه العديد من هذه عناصرها …

الكيان الصهيوني لن يرتكب مثل هذه الحماقة لانه يدرك ان ما ستؤول اليه الاحوال لن يكون في صالحه…إبعاد هكذا رموز عملت على الحفاظ على امنه من خلال تنسيقها الامني “البقرة المقدسة” وجعلت الاحتلال اقل كلفة بشكل كبير من اي إحتلال على وجه الارض. لن يقدم المحتل على طردها لانه لا يستطيع تحمل الاعباء المالية والسياسية والدبلوماسية والاخلاقية والقانونية لإحتلاله العلني لهذه المناطق وخاصة في مرحلة خبر العالم والعديد من المؤسسات الدولية عدوانيته ووحشيته تجاه الشعب الفلسطيني وبدأت فعلا بالتحرك. وفي مرحلة نرى فيها الافول التدريجي للهيمنة والغطرسة الامريكية على الساحة الدولية والاقليمية والأزمة الداخلية التي ما زالت تعصف داخل المجتمع الامريكي بسبب سياساته العنصرية والشرخ الكبير الذي ظهر جليا في المجتمع الامريكي على خلفية القتل البشع والهمجي للامريكي من الاصول الافريقية جورج فلويد والتي شبهها البعض بالممارسات الاسرائيلية تجاه الفلسطيني وخاصة وأن بعض الصحافة الامريكية كانت قد اشارت الى ان 100 شرطي من لأصل 800 العاملين في مدينة مينابوليس المدينة التي قتل بها جورج فلويد قد تدربوا في اسرائيل على قمع الحركات الاحتجاجية والاعتقالات.

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023