حَذارِ مِن إضاعة الوقت الإضافي!: ضاقت المساحة الزمانية مِن أجل الإنقاذ في تونس!

حَذارِ مِن إضاعة الوقت الإضافي!: ضاقت المساحة الزمانية مِن أجل الإنقاذ في تونس!

بقلم: د. عادل بن خليفة بِالْكَحْلة |

  • لا بُدّ مِنْ خَلْع الرؤساء الثلاثة من ثقتنا:

إن شعبنا يضيع وَقْتَهُ بوجود طغمة برلمانية ليس لها برنامج إنقاذ آجل، ولا بديل تغيير ثوري عاجل، فضلا عن أن يكون عداليًّا-سياديًّا… بل كل ما لها هو إعادة إنتاج البديل التبعي لمنوال الحُكم منذ العهد البورقيبي، بل بوتيرة أفدح…

         وهو يضيع وقته إذا راهن على رئيس دولة انتصر دون برنامج انتخابي، ولم يرد أن يبني منوالاً تغييريا، عداليًّا سياديًّا منذ انتصاره. ولقد كتَبْتُ له باسم شعبنا: «نريدك تُشافيز تونس!»، ولكنه تجاهل نصّي.. بل أخطأ في اختياره لمستشاريه، وأخطأ في زياراته الخارجية: اختيارًا وخطابًا… فلم تكن في خدمة قضايا شعبنا، ولا على بصيرة استراتيجية، ولا في خدمة بوصلتنا الفلسطينية. والأفدح أنه اختار لنا رئيس حكومة أوّلاً، ولم يعرف أنه غارق في الفساد إلى النخاع. ثم اختار لنا رئيس حكومة ثانيا ليس له برنامج إنقاذ عاجل ولا بديلا تغييريّا-ثوريّا آجلا، بل هو متميز أخلاقيا بالتسلق ثم بِرَكْلِ اليد التي تكرّمت عليه بوضعه في ذلك المنصب…

         ألم يكن أمام رئيس الدولة، بالأقل تعيين الأكفأ؟! وقد كانت الظروف الموضوعية تنطق بأمثال مُحمّد اللوميّ عالِم اقتصاد الفلاحة (وهي في أسوأ أحوالها)، بينما كل الحلول يجب أن تبدأ بإنقاذ الطبقة الفلاحية والفلاحة؟ «وليكن أوَّل نظرك في عمارة الأرض!»…

         وكانت الظروف الموضوعية تنطق بأمثال عبد الجليل البدوي، وكل متابعات هذا العالِم الملتزم بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية يتجاهلها الرئيسان، بينما هي تصيح عاليا مكرّرةً: «برنامج الإنقاذ عاجلا، ومِنوال التنمية آجلا»!!

  • ما العمل؟

         لا بد لشعبنا، ولمن يدَّعي أنه خادم لمصالحه:

  • أنْ يُنشئ عاجلا كتلته التاريخية مِن علماء ومثقفين عضويين ومناضلين وطبقات وجمعيات ونقابات لا تبحث في المزايدات القطاعية بل في المصلحة الوطنية الجامعة، حول برنامج العمل العاجل والاستراتيجيا الآجلة.
  • أن يقود تحركنا عَقْلٌ موضوعي غير متحزب متجسد في أمثال المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، نحو الإنقاذ العاجل على سِكة منوال التنمية العدالية-السِّياديّة. فـ«لا بدّ في كل حركة مِنْ علم!»…
  • خاتمة:

لا تَجْرُوا وراء وَهْم قبة برلمانية تكاد تسقط..

ولا وراء قصر رئاسي فارغ من العقل منذ أن بَناهُ بايات قمعوا ثورة الشعب الأخيرة (ثورة علي بن غذاهم) وقبلوا «حماية»، برّر رئيس دولتنا الراهن نَهْبَها لنا، ومازالت تُشَرْعِنُها طبقة سياسية فاسدة وغير وطنية منذ سنة 2011.

أبريل/ رمضان 2021.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023