دفاعا عن رضا شهاب المكي “شهر لينين” حتى ينتهي الحوار…بقلم محسن النابتي

دفاعا عن رضا شهاب المكي “شهر لينين” حتى ينتهي الحوار…بقلم محسن النابتي

بعد ان تكلم رضا لينين على قناة التاسعة مع الاعلامي برهان بسيس وحتى قبل نهاية كل الكلام المباح بدأت علامات الارتباك التي وصلت حد الهجوم على الرجل عند كثير ممن كانوا غلاة في دعم الرئيس قيس سعيد، وخاصة اولئك الذين دعموه طمعا في اصوات انصاره لا اقتناعا ولا حتى اطلاعا على مشروعه، فان يستغرب او يشتم او يتهكم مواطن عادي على ما قاله رضا المكي شهر لينين فهذا أمر عادي، أما ان يهاجم ويتهكم ويحذر من الخطورة البالغة التي ينطوي عليها مشروع التأسيس الجديد لسعيد سياسيين وقيادات حزبية متعددة اندفعت بشكل هستيري في دعمه ورفعته الى مصاف الزعماء الكبار وهي لا تعرف حقيقة مشروعه، فهذا لا تفسير له سوى اما انها موغلة في الانتهازية او موغلة في الغباء وحتى الاستهتار بمصالح البلاد مقابل عدد من الاصوات، لأن الرجل ومنذ 2011 ليس له كلام غير ما قاله رضا لينين البارحة في الجزء الثاني وطيلة حملته الانتخابية ليس له وعدا غيره، فقد قرأت اليوم في موقع باب بنات تعليق تهكمي لو كتب اثناء الحملة الانتخابية لربما تغيرت المعطيات خاصة في صف التيار المحافظ الداعم لسعيد.

والأدهى من ذلك ان الجميع وهو يهاجم رضا لينين يحاول ان يقيم فارقا بينه وبين الرئيس قيس سعيد وكأنهم لأول مرة استمعوا لهذا الكلام في محاولة للتمسك بتلابيب الرجل والاستفادة من شعبيته وقتا اخر، فقد هاجموا رضا المكي وفيهم حتى من حذر من خطورة الرجل على الرئيس ولا احد فيهم يعرف الرئيس كما يعرفه رضا لينين، لأنه وببساطة مشروع قيس سعيد السياسي ورؤيته لا احد كتب فيها حرفا غير رضا المكي، والمقال المنشور في الحوار المتمدن هو الاطار الفكري والسياسي لهذا المشروع برمته والرئيس ليس له مقال سياسي واحد باستثناء محاضرات في اطار الحملة التفسيرية، وكلها تعلقت بالجانب القانوني في هذا الامر ورضا لينين وحده من وضع الاطار النظري والسياسي للمشروع، وهذا الأمر وان دل على شيء فانه يدل على حالة الضياع للنخب السياسية قبل الشعب، فهذه النخب التي تهافتت على مشروع ودعمت سعيد والان تنقلب على اعقابها محذرة من الخطورة البالغة له بعد ايام فقط من مدحه، وان شاء الله لا يسقطون في بعض التبريرات الشعبوية المضحكة لبعض انصار بن علي سابقا حيث يقولون “هو راجل باهي هلكته مرته ليلى” فكأني بالبعض يستعد ليقول “قيس سعيد هلكه رضا لينين” ليبرر انتهازيته في دعم الرئيس دون معرفة مشروعه او ليبرر عجزه وعدم اطلاعه اصلا.

اما ما قاله السيد رضا شهاب المكي شهر لينين حسب رأيي فهو يستحق النقاش بعمق بعيدا عن المهاترات الانتخابوية والشعبوية هذه المرة، واتمنى أن يدفع الاعلامي برهان بسيس النقاش مع ضيفه الى التحليل الفكري والسياسي لما جرى في تونس منذ 2011 الى اليوم حتى يفهم البعض المرتكز الفكري والسياسي الذي انبنت عليه عملية التأسيس الجديد في علاقة بالقانون الانتخابي والنظام السياسي والأهم والذي سأتفاعل معه شخصيا بالرد هو مدى انسجام تحليل السيد رضا لينين للمشكل في تونس والذي كان فيه الرجل ماركسيا تقليديا الى حد بعيد، وبين ما يطرحه من حل للتناقضات وللازمة عموما التي تعصف بالدولة وبالمجتمع في تونس وفي العالم، حيث يقول في مقاله المنشور في الحوار المتمدن سنة 2014 “يشهد النظام الرأسمالي المتوحّش موجة من الاحتجاجات الاجتماعية المتنامية والمتصاعدة في كافة أرجاء العالم، وتعرف بعض جهاته انتفاضات وثورات متتابعة. أدّى هذا الاحتقان الاجتماعي المتنامي إلى استقطاب عالمي للقوى المتصارعة، إذ تتمترس الطبقة البورجوازية مدجّجة بقواها السياسية والعسكرية والمخابراتية، وبمراكز دوائرها المالية والبحثية والإعلامية من جهة، والطبقات الاجتماعية المتضرّرة والمهمّشة والمضطهدة بسبب غطرسة الاحتكارات، وعجز الدّولة الوطنية عن القيام بأدوارها التعديلية من جهة ثانية، أمّا في بلدان الاستبداد السياسي، فقد تهاوت شرعية الحكم لتصبح عبئا ثقيلا على الدّوائر الرأسمالية النافذة في عالم رأسمالي تشقه صراعات متنامية حول مواقع النفوذ ومصادر الثروة وما يطلبه من إعادة تشكل الخارطة العالمية.

لقد دفع هذا الوضع بالدّوائر النافذة في النظام الرأسمالي العالمي إلى القيام بضربات استباقية لاحتواء الحراك الاجتماعي والسياسي المتصاعد في بلدان الحكم الفردي وتوظيفه لفائدة مصالحها المتجددة”

ثم يقول أيضا “انّ توافق ثوّار الأمس مع الليبراليين التقليديين من ذوي التوجّهات الإصلاحية والاشتراكية الديمقراطية والحقوقية ومع الليبراليين المستحدثين من ذوي التوجّهات المحافظة حول الصفة المدنية للدولة لا تُغيّب فقط القاعدة الطبقية للدولة الليبرالية وتوجّهها نحو التوحّش الاجتماعي والاستبداد السياسي، بل تحوّل هؤلاء إلى دمى برلمانية يتقاذفها جناحا الّتيار الليبرالي النافذ والمدعوم عربيا ودوليا”

ويقول كلاما اخر جميلا في التحليل حيث استخلص ما يلي “الأمر يحتم على الثوريين وضع مسألة التحرّر الاجتماعي والسياسي في صدارة مشاريعهم السياسية والتّنظيمية كمسألة تحرر وطني بامتياز”.

اكتفي بهذا مؤقتا حتى اكتمال الحوار ومن ثمة التفاعل مع رضا شهاب المكي ومشروع قيس سعيد رئيس الجمهورية الحالي بشكل شامل تحليلا واستخلاصات وما يترتب عن ذلك من حلول لنعرف هل أن الحلول من جنس التحليل اما هي حلول لمشكل غير الذي طرحه في تحليله للازمة وطنيا وعالميا…

 

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023