دونالد بايدن وجو ترامب؟!…بقلم محمد النوباني

دونالد بايدن وجو ترامب؟!…بقلم محمد النوباني

لا اظلم احداً إن قلت بأن بعض الفلسطينيين والعرب الذبن أحرجتهم تلك الصراحة والوقاحة التي تعامل لها الرئيس الحالي للولابات المتحدة الامريكية دونالد ترامب مع الصراع الفلسطيني-العربي-الإسرائيلي وتحديداً لجهة إعترافة بالقدس عاصمة ابدية لإسرائيل ونقله لسفارة بلاده من تل ابيب إليها وبهضبة الجولان السورية المحتلة،إسرائيلية، وتبنيه لمشروع نتنياهو المسمى بصفقة القرن، يمنون النفس بان يخسر ترامب إنتخابات الرئاسة الامربكية المزمع إجراؤها في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر القادم لصالح المرشح الديموقراطي الذي لا يقل عنه عنصرية وحقارة ولكن الاكثر منه ذكاء وخبثاً الديموقراطي جو بايدن.

فهؤلاء يريدون عودة أسلوب التعامل الامربكي مع القضية الفلسطينية والقضايا العربية إلى الوضعية التي كانت سائدة في عهود الإدارات الامريكية السابقة، وآخرها عهد الرئيس الدبموقراطي باراك آوباما، أي تأييد ودعم مطلقين لإسرائيل ووعود براقة وكلام معسول للفلسطينيين والعرب من خلال رعاية عملية سلام مزعومة ومفاوضات عبثية تحت عنوان الوسيط النزبه والمحايد لمفاوضات طويلة ستوصل في أحسن احوالها إلى صفقة القرن التصفوية.

ولكن السؤال الذي بطرح نفسه هو :هل بالإمكان في حال خسارة ترامب لإنتخابات الثالث من نوفمبر وفوز بايدن فيها ممارسة اي نوع من الضغوط على اسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين ؟ أو إعادة النظر في قرار الإعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وإعادة السفارة الامريكية منها إلى تل ابيب وكذا التراجع عن الاعتراف بالهضبة جزءا من الكيان الإسرائيلي وصولاً إلى التراجع عن المكتسبات التي حققتها إسرائيل في عهد ترامب؟

كامالا هاريس المرشحة الديموقراطية لمنصب نائب الرئيس اكدت في إجتماع لممولبن يهود لحملة بايدن الإنتخابية بان إدار بايدن لن تفرض شروطاً على المساعدات الامربكية لإسرائيل على الرغم من ضغوط التيار التقدمي في الحزب الديموقراطي من اجل وصع شروط على منح 3,8مليار دولار من المساعدات العسكرية حتى لا تضم اسرائيل اجزاء من الضفة الغربية إليها كما وعد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، فهذا يعني بأن إدارة بايدن مثل إدارة ترامب لن تعارض الضم.

و إذا ما أضفنا إلى ذلك ما قاله جو بايدن بوضوح بانه سوف يحتفظ بالسفارة الامريكية في القدس إذا إنتخب لمنصب الرئيس على الرغم من وصفه قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الامريكية من نل ابيب إلى القدس بأنه”قصير النظر وتافه” فإننا نستنتج بسهولة بأن بايدن هو مثل ترامب مع صفقة القرن ومؤيداً لها بلا تحفظ لكن مع فارق بسيط بأنه يترك بعض المجال للسلطة الفلسطينية للعودة إلى المفاوصات من خلال الحديث عن حل الدولتبن ووعد باستئناف المفاوضات وكذلك تقديم المساعدات المالية التي اوقفها ترامب لها.

أخيراً وليس آخراً فإننا قد تجد بعض الفروق الشكلية و غير الجوهرية ببن ترامب وبايدن حيال موضوع خاشقجي وحرب اليمن والعنصرية ضد العرب الامريكيبن وغير ذلك من القضايا ولكن من يراهن على ما هو ابعد من ذلك فهو يراهن على حصان خاسر لأن من بحكم امريكا من خلف الستار، رغم اهمية منصب الرئيس، هي الدولة العميقة المكونة من مجمع صناعي عسكري وإحتكارات نفط وسلاح وبنوك وكنائس ولوببات.

وبالنسبة لتلك الدولة الخفية فإن إسرائيل هي الثابت الوحيد في سياستها الشرق أوسطية والعلاقة معها منذ عهد الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ربغان تحولت من علاقة تحالف إستراتبجي إلى علاقة شراكة إستراتيجية وبالتالي فإن المكتسبات التي تحققت لها في عهد هذا الرئيس الامريكي او ذاك لا يستطيع اي رئيس ياتي بعده ان يتراجع عنها وهذا ينسحب على ترامب وبايدن ايضاً.

لذلك فإننا لن نجد في ختام هذه المقالة افضل من تذكر الكلمات الخالدة التي قالها الزعيم الأممي الكبير الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو عن الحزببن الكبيرين اللذين يتناوبان على حكم الولايات المتحدة الامربكية ، الجمهوري والديموقراطي بانهما عبارة عن عصابتين إجراميتين يتبادلان منوهاً إلى ان الفرق ببن مرشح الحزب الاول للرئاسة ومرشح الحزب الثاني كالفرق ببن فردتي حذاء واحد.

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023